الشكايات الكيدية … تصفية الحسابات

مسؤولو أمن ودرك سقطوا في فخها وشاب اتهم بتدريب الانتحاريين وتهجير الأفارقة تحولت الشكايات الكيدية المجهولة إلى سلاح لتصفية الحسابات والانتقام، فتك بشخصيات ومنتخبين وموظفين، وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع اتهامات خطيرة وتشكيك في ذممهم، من قبل مجهولين استلذوا بتعذيبهم في جولات ماراثونية للتحقيق انتهت بالزج ببعضهم في السجن، قبل تلمس طريق براءتهم. بعض ضعاف النفوس من مستعملي هذا النوع من سلاح الشكايات، لغاية في أنفسهم، استغلوا فراغا قانونيا لم يوجب البحث في هوياتهم ومعاقبتهم في حال ثبوت كذب ادعائهم، ليكرروا فعلهم انتقاما دون أن يطولهم العقاب لصعوبة الوصول لتشخيص هوياتهم، أو يؤنبهم ضميرهم النائم نومة أهل الكهف. ساعات في الجحيم قضاها بعض ضحايا تلك الشكايات، أثناء التحقيق معهم في شأن ما حبلت به من اتهام أو خلف أسوار السجن، دون إنصافهم بعد تبرئتهم، فيما فضحت شكايات أخرى جرائم بعضها مس المال العام، وأطاحت برؤوس كبيرة منهم بارونات مخدرات ومسهلي نشاطهم وغاضي الطرف عنه. ويعتبر بعض رجال الأمن والدرك والجمارك، أكثر من أطاحت بهم رسائل وشكايات مجهولة، كشفت فضائحهم وأزاحت ستار الغموض حول مصدر ثروتهم الهائلة، بينهم دركي مسؤول أدين بعقوبة سالبة لحريته، بسبب شكاية جردت ممتلكاته بكل بقعة اشتغل بها دون أن يفوت الزواج بأحسن نسائها. وعكس ذلك خرج زميله من ورطة مماثلة كالشعرة من العجين، بعد تبرئته من قبل قسم جرائم الأموال، بعد جلسات ماراثونية أعقبت ساعات من التحقيق من قبل القاضي المختص، بعد الإفراج عنه مقابل كفالة إثر البحث الذي أمر به الوكيل العام في شكاية مجهولة شككت في علاقته مع بارون مخدرات. أما آخرون وبعضهم ناس بسطاء، فأدوا ثمن جرأتهم وشجاعتهم وتفانيهم في عملهم، من راحتهم بعدما وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع اتهامات خطيرة قد ترهن سنوات من حياتهم بالسجن، دون أن تكون لهم حيلة لتلافي ذلك، إلا إيمانهم ببراءتهم ولو كان الخيط الموصل إليها، رفيعا صعب كشفه بدليل قاطع. وذاك حال شاب انتقى مجهول "حزمة" من التهم وألصقها به وزميله، محاولة فاشلة لفرملة جرأته وجديته في التعامل مع الفاسد من الأشخاص والظواهر، قبل أن ينجوا بأعجوبة من فم تنين لبلادة محرر الشكاية الكيدية وما ضمنها من اتهامات خطيرة أراد بها "إغراقهما" بالسجن، جاهلا حسن سيرتهما. استقبال مهاجرين سريين بمنزله وتهجيرهم عبر الحدود الشرقية، والتهريب الدولي للمخدرات وتدريبه وزميله، الانتحاريين بشقته والانتماء إلى خلية "المهدي المنتظر". بعض من تهم خطيرة حبلت بها الشكاية المرقونة والمصححة بخط اليد، والموجهة إلى وزير العدل آنئذ، الذي أمر بالبحث فيها. سرد ضابط الشرطة تلك التهم الثقيلة حجما وعقوبة، على مسمعه. لكنه عوض أن يتألم أو يبكي، رسم ابتسامة عريضة ساخرة، متسائلا إن كان بهذه الدرجة من الخطورة، وهو المسالم الذي "لا يحرك دجاجة عن بيضها" برأي الأسلاف، فجاءه الجواب سريعا من المكلف بالتحقيق معه في إطار إجراء روتيني. أخبره أن منزله أخضع إلى المراقبة الأمنية الثابتة طيلة 20 يوما، فاسترجع صورة ذاك الشاب الذي طالما صادفه بمدخل الدرب، وتلك السيارة المرابطة غير بعيد، ليدرك سهولة تنغيص حياة الأشخاص بمجرد كلمات يخطها من لا يؤنبه ضميره، موزعا صكوك الاتهام المجاني ذات اليمين والشمال. من حسن حظه أن الحركة من وإلى منزله، كانت طبيعية عادية كبقية أيامه المستنسخة بتفاصيل متقاربة، وإلا كان مصيره سيكون نفسه لحقوقي كسرت عناصر شرطة، سكون منزله، مفزعين زوجته وأبناءه في ليل موحش غاب فيه عن منزله بعد اقتحامه لاتهامه بصنع الأسلحة وتوزيعها وغيرهما. مثلهما كثيرون سقطوا ضحايا انتقام من جهات لم تكن لها الجرأة للكشف عن هويتها، تحسن الصيد في الماء العكر ولا تتوانى في خياطة اتهامات مجانية على مقاس المراد الانتقام منه، بشكل يزداد حدة وخطورة بالنسبة إلى فلاحين بسطاء يتهمون بزراعة الكيف، ويسقطون ضحايا صراعات سياسية أحيانا. وإن كانت التحقيقات في أغلب تلك الشكايات الكيدية، عادة ما تنتهي بحفظ الملفات وتبرئة المعنيين بها، فإن ما يلصق بهم قد تكون له تبعات على أسرهم سيما ببوادي تحسن الألسن حبك القصص والروايات التي يصعب تكذيبها في مجتمع يصدق أحيانا الإشاعة أكثر من تصديقه حقائق قد يعاينها بأم عينيه. حميد الأبيض (فاس) مواضيع الملف: مسؤولو سجون وأمنيون أمام قصف مروجي المخدرات حق أريد به باطل ‎جمعيات وهمية ببلجيكا تساوم القضاء “بزناس” اتهم دركيين بفبركة ملفات شكايات كيدية هزت أمن الرباط صحوة ضمير تبرئ رئيس جماعة بإنزكان

الشكايات الكيدية … تصفية الحسابات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوشايات الكيدية ... "بزناس" اتهم دركيين بفبركة ملفات

زيدان يجدد عقده مع الريال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات