الوجه القبيح للمدرسة

البنك الدولي حذر من تكوين جيل غير مؤهل وأكد تخلف التعليم بالمغرب عن تركيا بـ30 سنة أظهرت "المذكرة الاقتصادية للدول 2017" الصادرة أخيرا، الوجه القبيح للمنظومة التعليمية للمغرب، وواجهت حكومة سعد الدين العثماني بأعطاب تستدعي تدخلا جراحيا عاجلا، من أجل التصدي لخطر تكوين جيل غير مؤهل، إذ تحدثت عن خلاصات صادمة بعد تقييم الوضع الحالي، فاعتبرت أن تعميم التمدرس، اختزل ثلاث ثغرات، ذلك أنه رغم انتقال معدل التمدرس من 55 % خلال التسعينات، إلى 100 % حاليا، فإن هذا الوضع ساهم في إحداث خدمة تعليمية تفتقر إلى الجودة، ومدارس مكتظة بالتلاميذ، فيما ثلث السكان يعانون الأمية، الأمر الذي أنتج نماذج لا تتوفر على تكوين جيد ولا يتلاءم مع حاجيات سوق الشغل، ما يظهر من خلال تجاوز معدل البطالة 59 % في صفوف حاملي الباكلوريا (بين 15 سنة و24)، والثلث في صفوف النشيطين (بين 25 سنة و35). وكشفت المذكرة الصادرة عن البنك الدولي، عن نسبة لا تتعدى 10 % من التلاميذ البالغين عشر سنوات تجيد أبجديات القراءة، وهي الأدنى على المستوى الدولي، إذ تطلب بلوغ المستوى التعليمي في كوريا الجنوبية بعد خمس سنوات من 1960، من المغرب أزيد من 50 سنة، مؤكدة في تشخيصها للمنظومة التعليمية، استفحال هدر المال العام وارتفاع منسوب الفساد بسبب رداءة النظام التعليمي، الذي ما زال ينتظر معجزة الإصلاح، منبهة إلى أن المغرب في حاجة إلى 30 سنة على الأقل من أجل اللحاق بتركيا في هذا الشأن، الأمر الذي يظهر من خلال تمكن 2 % فقط من أصل 600 ألف شاب (20 سنة)، من الحصول على شهادة تكوين عالية المستوى، فيما ثلثاهم لا يتمكنون من الحصول على شهادة الباكلوريا، وبالتالي صعوبة الولوج إلى سوق الشغل، فيما 10 آلاف شاب فقط من 200 ألف الباقية، يتوفقون في إكمال مسارهم الدراسي العالي. وأمام هذا الوضع، لم تجد الأسر بدا خلال السنوات الأخيرة، من اللجوء إلى خدمات قطاع التعليم الخصوصي، الذي أصبح فضاء يعوض عجز المدرسة العمومية، من خلال خدمة ذات جودة عالية ومناهج تدريس تواكب إكراهات التكوين عالي المستوى، خصوصا ما يتعلق بتعليم اللغات الأجنبية، رغم ارتفاع تكاليف التمدرس، موضوع احتجاج الأسر خلال كل دخول مدرسي جديد، إلى جانب اختلالات أخرى رافقت هذا القطاع، الذي لم يصل بعد إلى استقطاب النسبة المبرمجة من التلاميذ، لتظل السيطرة لصالح التعليم العمومي دائما. وبهذا الخصوص، يتحدث عبد اللطيف سعداوي، مفتش سابق لدى وزارة التربية الوطنية، عن تردي جودة أطقم التدريس المعتمد عليها في بعض المدارس الخصوصية، التي تسوق خدماتها بأسعار باهظة، ذلك أنها توظف الخريجين الجدد من الجامعات، دون أدنى تكوين أو خبرة، بأجور شهرية تتراوح قيمتها، حسب حصص الأسبوع ونوعية المواد المدرسة، بين ثلاثة آلاف درهم وخمسة آلاف، وهو الأمر الذي يعلق عليه، عثمان، إداري بمؤسسة تعليم خاصة، بسخط، "بعض المدارس كيحاولو تخفيض المصاريف، وكيجيبو خريجين جدد من الجامعات يدرسون الأطفال، مقابل مبالغ لا تتعدى التعويض عن الشوماج". بدر الدين عتيقي

الوجه القبيح للمدرسة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإماراتيون والقطريون يتراجعون عن بث البطولة

فيديو مخيف .. هكذا دمر إعصار "إرما" فلوريدا وميامي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات