اختطاف الأطفال والرضع…جرائم تتكرر

بعض الحالات تنتهي بالقتل لخوف الجاني أو الجناة من افتضاح أمرهم تتكرر حوادث اختطاف الأطفال والرضع، بصور تكاد تتشابه أحيانا، وتختلف أهداف المختطفين بين الطمع في الحصول على فدية، واعتباره الطريقة الممهدة لذلك، لأن خوف والدي المختطف وحرصهم على عدم إصابة فلذة الكبد بمكروه سيكونان الضامن لعدم تبليغ الشرطة وبالتالي تحقيق المراد، كما يحتل الانتقام والرغبة في تبني ولد، حيزا هاما من جرائم الاختطاف. رضيع من المستشفىصور اختطاف الرضع من المستشفى تتشابه، وتكتشف النفساء، انها كانت ضحية اختطاف وليدها وان العملية تمت في غفلة منها بعد تقمص الجاني الذي غالبا ما يكون امرأة دور ممرضة.وكان مستشفى مولاي عبد الله بمدينة المحمدية، قبل سنة ونصف، مسرحا لعملية اختطاف رضيع، نفذتها سيدة كانت تعترضها مشاكل صحية في الإنجاب، إذ تقمصت دور ممرضة ودخلت المستشفى لتختطف في غفلة من المكلفين رضيعا وضعته سيدة أخرى عن طريق عملية قيصرية.البحث عن الرضيع لم يستغرف وقتا طويلا، كما أن حالة النفساء ازدادت حدة وتدهورا بسبب اكتشافها الأمر، لتعم حالة استنفار وتطرح تساؤلات عديدة حول منفذ الاختطاف.الأبحاث التي قادتها الشرطة القضائية انصبت حول العاملين داخل المستشفى ومدى تواطئهم، سيما أن حدوث الجريمة بهذه السهولة داخل المستشفى ينم عن استهتار كبير.بينما كانت الأبحاث تسير في اتجاه تضييق دائرة المشتبه فيهم، توصلت مصالح الشرطة بمكالمة هاتفية من فاعلة خير، وضعت حدا للمأساة، إذ أنها أشارت إلى أن سيدة لم تكن حاملا وعرفت بأن لها مشاكل صحية تعوق حملها، تستعد للاحتفال ب»العقيقة»، وحددت المكالمة عنوان المنزل.فعلا انتقلت عناصر من الشرطة إلى الحي واستجمعت معلومات عن المرأة فتبين أنها فعلا ذبحت خروفا وتستعد في اليوم الموالي لإقامة حفل العقيقة، ليتم التنسيق مع النيابة العامة ومداهمة المنزل، واقتياد المتهمة إلى مصلحة الشرطة للتحقيق معها. وأثبت الفحص الذي أجري على المتهمة أن ليس بها علامات تدل على الإنجاب، كما أن عرضها على العاملات بالمستشفى انتهى بتأكيد وجودها في يوم الوضع، وتعرفت الأم على وليدها ليطوى الملف بإرجاع الرضيع إلى أمه وإيقاف المتهمة وزوجها.اختطاف وقتلبعيدا عن صور الاختطاف التي تحدث لرضع قصد تبنيهم، ظهرت صور أخرى أكثر بشاعة وتتعلق بالاختطاف للاستغلال الجنسي الذي يعقبه القتل، فمن سفاح تارودانت الذي خلف 9 ضحايا كلهم أطفال، إلى جرائم وقعت في مكناس ومراكش والدار البيضاء، حملت قساوة وبشاعة اهتز لها الرأي الوطني.وغالبا ما ينفذ هذه الجرائم أشخاص معروفون من قبل الضحايا، ما يسهل الإيقاع بهم في شرك الاختطاف والاحتجاز.ففي مراكش مازال البحث جاريا عن مختطف طفل عثر على جثته في بناية مهجورة، إذ أنه رغم مرور أزيد من ثلاث سنوات، لم يتم بعد حل لغز الجريمة. أما في مكناس فإن مصالح الشرطة القضائية حلت لغز جريمة مماثلة، كان بطلها جار للضحية الصغير، إذ اقتاده إلى مكان خلاء واستغله جنسيا قبل أن يقتله خوفا من ذيوع الفضيحة، أما الدار البيضاء فكانت مسرحا لجرائم مماثلة كان ضحاياها أطفال صغار، ذكورا وإناثا، وغالبا ما يتم تصفيتهم خوفا من اكتشاف أمرهم. وفي الدار البيضاء، تشابهت أطوار تصفية طفلة عمرها سبع سنوات، من قبل جارها المعاق، إذ كانت متوجهة إلى منزل خالتها القريب من سكناها من أجل السخرة فاستدرجها جارها ليقتادها بعد التغرير بها إلى بناية مهجورة وفي غرفة بها أفرغ فيها كبته الجنسي، قبل أن يحتجزها في المكان نفسه بعد تكبيلها، ولما علم بأن ذويها أبلغوا الشرطة وبحثوا عنها في كل مكان خشي أن يفتضح أمره فقتلها وتركها هناك بعد أن سرق منها هاتفا محمولا من نوع «باين»، كانت متوجهة به عند خالتها من أجل شحنه بالكهرباء، وكان الهاتف الخيط الذي قاد إلى اعتقاله، إذ أن الجاني باعه لحارس ليلي، فعمد الأخير إلى شحنه وتشغيله، سيما ان هذا النوع من الهواتف لا يتوفر على رقم سري ولا بطاقة، لتتصل به أسرة الضحية ويبلغها بالشخص الذي باعه الهاتف والذي لم يكن إلا الجار قاتل الطفلة.وفي سيدي بنور، كان الخوف من افتضاح أمر سلوكات شاذة لمتهم قتل ابني عمه الصغيرين (5 و7 سنوات)، وراء قرار تصفيتهما. إذ أن أخبارا تناقلت في دوار الشمامات التابع لتراب الجماعة القروية كدية بني دغوغ بقيادة أولاد عمران في سيدي بنور، تحدثت عن استغلال المتهم للطفلين الصغيرين.والمتهم الذي يبلغ من العمر 22 سنة، أقر بعد إيقافه من قبل عناصر الدرك الملكي أنه ذبحهما لوضع حد للشائعات التي بدأت تتناسل داخل الدوار بأنه يستغلهما لإشباع رغباته الجنسية.وفي تفاصيل الحادث، فإن مكالمة هاتفية أخبرت عناصر الدرك الملكي بعثور المواطنين على جثتي طفلين من أبناء الدوار تعرضا للذبح، ما استلزم حضور عناصر الدرك إلى المكان وإجراء معاينة، تبين من خلالها أن الجريمة وقعت في اليوم نفسه.وبوشرت تحريات بمحيط مسرح الجريمة سيما أن هوية الطفلين تم التعرف عليها بسهولة. وبالاستماع إلى بعض أقربائهما والسكان، بدأت خيوط لغز الجريمة تتجلى، إذ انتهت الأبحاث إلى أن والدتهما في خصام مع والدهما الذي يوجد بالدار البيضاء، وأنها كلفت جدتهما برعايتهما بدوار الشمامات.وحامت الفرضيات الأولى في أن تكون الجريمة ذات علاقة بانتقام أو تصفية حسابات، قبل أن تتوصل عناصر الدرك الملكي إلى معلومة ثمينة، إذ علمت أن عمهم الذي يبلغ من العمر 22 سنة، كان لا يفارقهم، ويشاهدون معه في الحقل والبيت وأماكن متفرقة، وبالسؤال عن الأخير في منزله تبين أنه غير موجود إذ اختفى عن الأنظار قبل وصول عناصر الدرك، كما تم الاهتداء إلى أن الطفلين غادرا البيت إلى الحقل المجاور له بعد تناولهما وجبة الفطور.وانتهت الأبحاث بتحديد مكان الجاني وإيقافه، ليخضع إلى بحث أولي أقر خلاله أنه وراء ارتكاب الجريمة البشعة في حق الطفلين زكرياء (خمس سنوات) وآدم (سبع سنوات)، كما اعترف أنه وراء استدراجهما إلى حقل تحيط به الأشجار، مسرح الجريمة، حيث ذبحهما الواحد بعد الآخر بسكين تم حجزها لفائدة البحث بعد أن قرر تصفيتهما بالطريقة التي خطط لها، وذلك لوضع حد للشائعات التي تتهمه باستغلالهما جنسيا. م . ص

اختطاف الأطفال والرضع…جرائم تتكرر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"عمر قتلني" يحصد جائزتين في مهرجان الدوحة

سفيان ونهيلة وآخرون...أطفال ضحايا الاعتداء الجنسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات