ينظم ضمن مشروع أكبر يشرف عليه حاخام من إسرائيل تعود أصوله إلى أكادير يستعد رجل دين يهودي، يدعى الحاخام الأكبر أبراهام، إلى إقامة حفل موسيقي كبير بالمغرب، بمشاركة نجوم وفنانين وفكاهيين مشاهير من اليهود والمسلمين المغاربة، الهدف منه جمع التبرعات لصالح الأطفال الفقراء ومساعدة عائلاتهم على مصاريف الدخول المدرسي. ويدخل الحفل الخيري في إطار مشروع أكبر، يهدف إلى جمع التبرعات، اعتمادا على شبكة من العلاقات التي يملكها الحاخام داخل وخارج المغرب من بين الجالية اليهودية المقيمة في إسرائيل والمغرب وفي الخارج، من أجل تخصيص دعم للفقراء في المغرب، سيكون على شكل «بونات» من 500 أو 600 درهم، يتم توزيعها على عدد معين من المحتاجين، وتسمح لهم بشراء المواد الغذائية الأساسية (الزيت، أتاي، السكر...)، من الأسواق الممتازة مثل «مرجان» أو «أسيما»، إضافة إلى توزيع الأدوية والتطبيب، وتخصيص سيارات خاصة على شكل «طاكسيات» من أجل الأشخاص المعاقين أو الذين يصعب عليهم التنقل، حسب ما أكده الحاخام أبراهام، في لقاء مع «الصباح». وعن اختياره المغرب من أجل هذا المشروع، يقول الحاخام: «أنا يهودي مغربي أمازيغي. رأيت النور في أكادير، عاصمة سوس، وأتحدث الشلحة والعربية بطلاقة وأحب المغرب والمغاربة. غادرت البلد نحو فرنسا ثم بعدها إسرائيل في 1990. أشرف على العديد من الأعمال الخيرية والمشاريع المشابهة في القدس. وقد تمكنا هناك من مساعدة العديد من الفقراء والمحتاجين. ففكّرت أن أقوم بالشيء نفسه مع أبناء عمّي المسلمين في بلدي المغرب، وذلك اعتمادا على شبكة علاقاتي. وأتمنى من الجميع أن يدعمني في هذا المشروع لأنه يتطلب ميزانية ضخمة، حتى يستفيد أكبر عدد من المحتاجين». ويشدد الحاخام الأكبر أبراهام، في جميع حواراته وتصريحاته وتدويناته على «فيسبوك»، على مبدأ التكافل والتضامن ومنح الصدقات، والذي تنص عليه جميع الأديان السماوية. وقد كتب أخيرا، على صفحته الخاصة بالموقع الأزرق، «ستاتو» باللغة العربية، قال فيه «السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. إخواني وأخواتي معكم أخوكم في الله الحاخام الأكبر السيد أبراهام. إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق البشر سواسية بهذه الدنيا. خلق الفقير وخلق الغني، لكنه أوصى الأغنياء بمساعدة الفقراء والمساكين بما تيسر لهم مما أعطاهم باسم الصدقة. فالله قد أعطى الغني حقه وحق أخيه الفقير، والدليل على هذا بأن سبحانه وتعالى أوصى الغني بإخراج الزكاة أو ما نسميه بالعشور، وهذا فرض واجب بجميع الأديان السماوية من عند الله على البشرية وحقهم شرعا باسم حكم الله وشرعه. كما تحكي قصة سيدنا نوح عليه السلام: الله أهلك بقومه لأنهم لم يتبعوا كلام نوح المرسل من طرف الله ووالدي أوصاهم بإعطاء الزكاة والصدقة وأن يساعدوا بعضهم البعض لكنهم عارضوه وكذبوا بما أوحي لهم من الله مع نوح واستمروا في العيش ببغض وحقد وأنانية، لا يفكرون إلا بأنفسهم، فكان غضب الله عليهم قويا وشديدا وأنزل عليهم سخطه وغضبه وأهلك بهم. كذلك يقول سيدنا داوود: يا أيها الإنسان إذا رزقك الله بمال فانفق منه على أخيك المسكين فهذا حقه عليك شرعا من الله. ويقول علماء اليهود: نحن كبشر خلقنا لكي نعبد الله ونطيعه ونطيع كلامه و نتعلم منه. فالصدقة تذهب البأس والشر عن الناس .فإذا لم تتصدق ولم تنفق من مالك على المسكين كما أمرنا الله، تأكد بأن الله لن يكون معك ولن يكون بجانبك ولن تنال رضى الله وحمايته. فقد قال سبحانه وتعالى: «يا عبدي كن معي أكن معك». نورا الفواري