شعارات قوية تلك التي رفعتها المشاركات في وقفة أول أمس (الأربعاء) أمام مبنى البرلمان، تنديدا وتضامنا مع ضحية الحافلة بالبيضاء، واحتجاجا على استفحال "ثقافة الاغتصاب"، فمنذ حوالي السادسة مساء توافدت العشرات من الفتيات والنساء، ينتمين إلى مختلف الهيآت الحقوقية والمدنية والسياسية، فضلا عن مواطنات لا تربطهن صلة بأي تنظيم جمعوي أو سياسي أو نقابي، خرجن جميعهن لتلبية نداء تناقلته صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أخرج جماعات الغاضبين بمختلف المدن الكبرى. وفيما صدحت حناجر المشاركات في وقفة أول أمس بشعارات من قبيل "اغتصبوها قتلوها، بنات الشعب يخلفوها"، "ماتقسنيش ما تقسنيش، فالطوبيس، فالزنقة"، و"باركا من السكات المتحرش هو المجرم، المغتصب هو المجرم"، و"يا المرأة ثوري ثوري، على ثقافة الاغتصاب ثوري، ضد تشييء الجسد ثوري" و"لباسي ماشي جريمة... التحرش هو اللي جريمة"، فضلت أخريات وضع كمامات على أفواههن، خطت عليها عبارة "الذكورية تقتل"، وحملن لافتات، نددن من خلالها بانتشار ثقافة الاغتصاب ودعون إلى نبذها. وأكدت المشاركات أن وقفة أول أمس مناسبة للتضامن مع فتاة الحافلة، وأيضا بمثابة جرس إنذار للمسؤولين والحكومة، "بعد أن وصل الاستهتار بحقوق النساء المغربيات، إلى أدنى المستويات، وصرن عرضة للتنكيل في الفضاء العام وأماكن يفترض فيها أنها تصون وتحفظ كرامة من يلج إليها، وليس العكس"، في إشارة لما وقع للفتاة ضحية الاغتصاب في حافلة. وحذرت المحتجات من أن حادث الحافلة، أماط اللثام عن تطور جديد في آفة اغتصاب والاعتداء على النساء المغربيات عموما، وهو ما يكمن في التطاول عليهن والإمعان في احتقارهن، أمام مرأى ومسمع الجميع، في واضحة النهار، دون أن يحرك أحد ساكنا، في إشارة إلى التطبيع مع حوادث الاغتصاب والنظر إليها كأنها واقع حتمي، يتماشى مع تصاعد موجة العنف والتطرف والتعصب ورفض الاختلاف. ونالت وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، نصيبا وافرا من الشعارات المنتقدة، شأنها شأن باقي وزراء حكومة العثماني، جراء تأخر إصدار قانون يكفل حماية النساء من العنف الذي يتعرضن له يوميا، بعدما اتهمتها المشاركات في الوقفة بالتزام الصمت، والحياد السلبي الذي يخدم أكثر الجناة ويفاقم معاناة الضحية، إذ رفعت محتجات لافتات خط عليها "الإفلات من العقاب، وثقافة الكبت ومعاقبة الضحية، هاكي الأجوبة الحقاوي"، فيما ردت أخريات "واش نخويو البلاد باش تهناو؟". واصطفت المحتجات أمام عشرات اللافتات التي جسدت من ورائها "حائط العار"، تضمن، صورا لما أسمته المشاركات "شهيدات الاغتصاب"، وعبارات وتدوينات لمغاربة، يحملون من خلالها المسؤولية في ما تتعرض له النساء والفتيات من تحرش واغتصاب واعتداءات جنسية وجسدية لضحايا الاعتداء، باعتبارهن مستفزات بمظهرهن وطريقة لباسهن. هجر المغلي