النصب على الكبار: سلاح المال والجنس للإيقاع بالضحايا

غرر بهما برلمانيون وأثرياء ونافذون وعلى رأس المتهمين أفارقة تختلف طرق وحيل النصب والاحتيال على أثرياء وشخصيات نافذة، باختلاف هويات النصابين وذكائهم وبراعتهم في الإغراء والإيقاع بضحاياهم عن طريق المال أو الجنس وغيرهما من وسائل ناجعة، لسلبهم أموالا طائلة دون إثارة أي شبهة أو لبس، في لحظة يبدو فيها الضحايا كما لو نوموا مغناطيسيا. ويشكل المهاجرون الأفارقة جنوب الصحراء، نسبة مهمة من نصابين يحسنون التغرير والإغراء ويستغلون طمع ضحاياهم للاستحواذ على أموالهم، بعد ادعاء حيازة مبالغ مالية خيالية في صناديق محشوة بكمية كبيرة من الأوراق النقدية يدعون تلوثها وحاجتهم لسائل يزيل ما لطخت به، في حيلة انطلت على أثرياء. ولكسب ثقتهم يلجؤون إلى القيام بتجربة أمام أعين المراد النصب عليهم، لإبداء حسن النية، بشكل يسهل الإيقاع بالضحايا ويجعلهم أداة طائعة في أيديهم، وأسخياء أكثر من اللازم، أمام إغرائهم بنيل حصتهم من العملة الأجنبية الملطخة التي سرعان ما يكتشفون زيفها وسقوطهم ضحايا جشع أعمى بصيرتهم. ومن ضحايا هذه الفئة من النصابين، برلماني ومقاول ومدير شركة وشخصيات أخرى جلهم لجؤوا للقضاء لإنصافهم، ومن آخرهم فلاح ميسور من نواحي إيموزار كندر بصفرو أغراه مواطن إفريقي بالطريقة نفسها للاستيلاء على ماله، بعدما أبدى رغبته في شراء أرضه، وسيلة للتقرب منه وكسب ثقته قبل الإيقاع به. وذاك حال فاسي ميسور سقط بين براثن نصابين إفريقيين اطلعا على إعلانه لبيع شقته، واختاراه طريقا لسلبه مبالغ مالية متفاوتة بعدما أوهماه بشراء سائل غالي الثمن لإزالة مداد أسود من فوق كمية كبيرة من الأورو الملطخ، قبل اعتقالهما في كمين وإحالتهما على المحكمة الابتدائية بفاس، بعد إيداعهما السجن. وكي لا يثير أمثال هؤلاء الشكوك حول تصرفاتهم، عادة ما يلتقون ضحاياهم في أبهى حلة وعلى متن سيارات فاخرة غالبا ما تكون مكتراة، بل يحرصون على إزالة المداد عن أوراق منتقاة تكون حقيقية عكس تلك بالصناديق التي لا يتوانون في تركها أمانة بأيدي ضحاياهم، في طريقة ذكية تسهل سلبهم أموالهم. هذه الطريقة للنصب، أصبحت متداولة ليس فقط بفاس، بل بعدة مدن، كما تلك التي تلجأ إليها فتيات فاتنات يغررن بضحاياهن من الأثرياء الخليجيين ممن يتعرفن عليهم بشبكات التواصل الاجتماعي، بدافع الزواج أو قضاء أوقات حميمية تسبقها عمليات نصب وابتزاز بادعاء الحاجة إلى المال للقبول بالعلاقة. وذاك حال مواطن سعودي ميسور الحال وجد نفسه في ورطة مع فتاة صفريوية تزوجها وتآمرت عليه مع عشيقها لابتزازه والنصب عليه، بعدما صوراه في وضعية مخلة بالآداب، عكس فتاة فاسية تواطأت مع شابين لادعاء سرقة حوالة بعثها لها خليجي، للإعداد لحفل زفافها الوشيك بعد اتفاقهما على مراسمه. أما فتاة أخرى فلجأت للحيلة نفسها للنصب على سعودي أوهمته أنها ملكة جمال بالمغرب، بعدما بعثت له صورا مختلفة، ما أسال لعابه ويسر سقوطه في فخها، لينطلق مسلسل ابتزازه في مبالغ مالية متفاوتة مستغلة ثقته الزائدة فيها وافتتانه بجمال الصور التي حازها دون أن يدري أنها فقط انتحلت صفة ملكة الجمال. ولم يسقط أثرياء فاس وشخصياتها النافذة، ضحايا طريقتي النصب المذكورتين، بل تكبد بعضهم خسائر مادية نتيجة ثقتهم العمياء في نصابين محترفين أغروهم بطرق مختلفة بينها الاستفادة من الحج ضمن البعثة الدبلوماسية، كما حال ضحايا نصاب انتحل صفة موظف سام بالقصر الملكي للنصب عليهم. تسلم منهم مبالغ مالية متفاوتة، دون أن يفي بوعوده، قبل اعتقاله كما شاب نصب على برلمانية، بعدما انتحل صفة رئيس جماعة بمنطقة الشرق ومعاناته بسبب ضائقة مالية، في حيلة انطلت عليها قبل أن تمكنه من 34 ألف درهم، إذ لم تفطن بما تعرضت إليه، إلا بعد مرور عدة أيام واتصالها برئيس الجماعة. حميد الأبيض (فاس)

النصب على الكبار: سلاح المال والجنس للإيقاع بالضحايا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ملف الصباح... النـصـب عـلى الكـبـار

التراب يرفض تنفيذ حكم قضائي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات