الأعيان يسيطرون على تزكيات الأحزاب

زعماء الأحزاب يفضلون أصحاب "الشكارة" لضمان أكبر عدد من المقاعد يظهر من خلال التحضيرات الأولية التي باشرتها الأحزاب، أن حليمة ستحافظ على عادتها القديمة، ذلك أن أغلب الأحزاب تتجه نحو إعادة تجديد "أعيانها" الذين عمروا طويلا في المؤسسة البرلمانية، بل ضمنها من يبحث عن أسماء جديدة في سماء الأعيان، و"أصحاب الشكارة" من أجل ترشيحها بحثا عن الحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد·وثمة إشارات تفيد اتضاح جزء من الصورة المركبة للمشهد السياسي الوطني، خصوصا بعد المضي قدما في قانون الأحزاب والملاحظة الانتخابية ومدونة الانتخابات المرتقبة، وهي الصورة التي جرت مختلف الأحزاب إلى شبه القبول بما أملته وزارة الداخلية، وخططت له، مستغلة الضغط النفسي والتنظيمي والزمني للأحزاب، بعد هذا التمرين السيكولوجي الذي أرسته أم الوزارات الحاضرة بقوة في الانتخابات، خلافا للراغبين بتحجيمها وإبعادها عن قيادتها·ويظهر أن جل الأحزاب لم تستوعب كيف تم تحضير هذه الترسانة تحت نار هادئة قد يغير رمادها الحارق جملة من المعطيات على أرض الواقع، وقد ترفع درجة حرارتها في سياق انشغال الأحزاب في التحضير للعملية الانتخابية وحبس أنفاسها في استنفار ما بقي لها من قوة تحت ضغط الشارع لترويض أجهزتها وإخضاعها إلى تنويم مغناطسي، لتمرير لوائحها الوطنية (شباب وأطر ونساء)، والمرور إلى الترشيحات والتزكيات التي يتوقع أن تحدث هزات وانقاسامات، خاصة أن بعض الأحزاب النافذة ترتب بالمباشر أو غير المباشر، للحفاظ على وجوه مألوفة اعتادت تأثيث المشهد السياسي والانتخابي، تحت الترويج لخطاب استفزازي مفاده أنه لا نسيان أو تنكر للرموز والحرس القديم والأعيان، وهو اعتقاد إذا رسم، سيزيد شيخوخة الجسم السياسي، الذي لا يحتمل الاستمرار في سماع أسطوانة مشروخة، لا تنسجم إيقاعاتها مع مضامين الدستور الجديد، الذي يراهن على "الفتوة السياسية".الأحزاب ذات الحضور الوطني والترسانة البشرية المنظمة والمؤطرة، والأحزاب الأخرى التي تحضر وتغيب، ترضى بأي مكسب قد تجود به الانتخابات مقاعد وتمويلات، خاصة إذا كان هامش الخطأ واسعا، وعاد الصراخ للحديث عن الأعيان والفساد الانتخابي والكذب على المنتخبين، وإلهائهم للتستر على الماضي، وبث أوهام وأحلام ثبت أنها لن تتحقق· الأحزاب في المقام الأول أمامها فرصة تنقية محيطها والتصالح مع قواعدها والتفكير العملي في بناء مقومات، لكسب ثقة ناخبيها، وهي عملية قد تكون شاقة ومكلفة بالنظر إلى تخلف هذه الأحزاب عن مواعد بشرت بها، وبرامج لم تجتهد في تحقيقها، مع أخطاء وسلوكات وترحال أغضبت عموم المواطنين، وساعدت على اتساع الهوة بينها وبين الأحزاب ذات الحضور الوازن.أما الأحزاب الحاضرة/الغائبة، فأصلا لم يتعود عليها الشعب، ولا يسمع بها إلا عند الاستحقاقات، أو دعوات الداخلية التي تفكر فيهم عند الحاجة. أما العقبة الأساسية، فهي المعركة الحقيقية، في خضم هذا الحراك التي يواجه الأحزاب، وعليها سيتم الحكم على مدى مصداقيتها، ووفائها لمنهجية التأطير وإدارة الشأن العام حسب منطوق الدستور الجديد· وتبقى مسألة اختيار المرشحين من حيث الثقة فيهم ورصيدهم النضالي وأخلاقهم السياسية، وهذا امتحان صعب جدا، ولا أحد يعتقد أن تجاوزه داخل بعض المكونات ممكن، قياسا مع تجارب الماضي، وهناك لازمة أخرى قد تغير أو تحرك الثابت، تهم الوجوه القيادية التي عمرت طويلا، ونودي أكثر من مرة برحيلها، لترك الفرصة للتحديث والتناوب وتغيير الصورة النمطية الراسخة في مشهد قيادة أحزابنا· وقد يزيد السباق المحموم نحو رئاسة الحكومة المقبلة، في إذكاء الصراع والبحث عن مخرج من خلال التحالفات التي تبدو غير مؤكدة، أو الترشيح المشترك، وهو أيضا غير مضمون. عبد الله الكوزي

الأعيان يسيطرون على تزكيات الأحزاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تجديد النخب البرلمانية... مسؤولية الأحزاب

بلحاج: 60 في المائة من مرشحي "البام" جدد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات