“عندي كارت بلانش”

عزيز العامري قال لـ ”الصباح الرياضي” إن اللاعبين المبعدين ينقصهم الحافز والحماس قال عزيز العامري، مدرب الجيش الملكي، إن التعزيزات التي طرأت في الفترة الأخيرة، فرضتها الحاجة إلى دماء جديدة لتغيير جلد الفريق، مشيرا إلى أن إبعاد عدد من اللاعبين لا يعني أن مستواهم أقل، بقدر ما ينقصهم الحافز والحماس لا غير. وأضاف العامري في حوار مع ”الصباح الرياضي”، أنه قام بانتدابات مستهدفة، أي حسب الحاجيات، وتابع ”جلبت لاعبين قادرين على الانسجام بسرعة مع باقي اللاعبين، وأسلوب اللعب المعتمد من قبل المدرب، إذ أن كل لاعب عليه أن يتمم عمل زميله وفق منظومة تكتيكية واضحة”. وأوضح العامري أنه المسؤول المباشر عن جميع الانتدابات، ”لدي ”كارت بلانش”. وأتحمل مسؤولية كاملة سواء عند الفشل أو النجاح”. وبدا العامري واثقا من قدرة الجيش على تقديم عروض جيدة والعودة إلى حصد الألقاب في الموسمين المقبلين ”سيلاحظ المتتبعون أن الفريق تحسن كثيرا، وسيكون من بين أفضل الأندية في البطولة”. وفي ما يلي نص الحوار: بداية، كيف تمر استعدادات الجيش للموسم المقبل؟ أعتقد أن التحضيرات تمر في أجواء مناسبة ورائعة ومساعدة على الاشتغال في ظروف أنسب. وطبعا هناك تركيز تام وانسجام بين جميع اللاعبين، إذ لم نسجل أدنى مشاكل، أو اصطدامات بينهم. قضينا 12 يوما في معسكر تدريبي مغلق بالمركز الرياضي العسكري، وتخللته تمارين بواقع حصتين في اليوم، ثم انتقلنا إلى حصة واحدة، سيما أنه ينتظرنا معسكر تدريبي في البرتغال من أجل مواصلة الاستعدادات. هل كان ضروريا إحداث تغييرات واسعة بالجيش؟ طبعا، هناك فرق تمر بمثل هذه المراحل، خاصة تلك التي اعتادت الفوز بالألقاب، إذ أنها لا تتقبل وضعيتها، حينما يتراجع مستواها، لهذا نجد فريقا يغير مدربه كل سنة بسبب سوء النتائج، ويسعى إلى البحث عن الحلول الناجعة لاستعادة تألقه مجددا. وعندما يتضح أن كل هذه التغييرات لم تجد نفعا، يلجأ المسؤولون إلى البحث عن أسباب الخلل في صفوف اللاعبين، وعما إن كانوا وراء هذه النتائج المتذبذبة، وأعتقد أنها سياسة معمول بها حتى في الفرق العالمية المعروفة، ومن ثم جاءت فكرة القيام بتغييرات، في ظل تراجع مردودية بعض اللاعبين. فمثلا أن اللاعب المهدي النغمي، الذي توج هدافا للبطولة قبل موسمين، انخفض مستواه، شأنه شأن لاعبين آخرين اعتادوا حمل القميص الوطني. هذا يعني أن المغادرين باتوا غير قادرين على تقديم الإضافة؟ لا أتحدث عن مجموعة بعينها، فهناك لاعبون آخرون تراجع مستواهم في الفترة الأخيرة، وكانوا وراء تذبذب نتائج النادي، الذي بات في حاجة إلى تغيير جلده، فيما اللاعب نفسه أصبح ملزما بتغيير الأجواء. كان بديهيا البحث عن بدلاء آخرين بمقدورهم تقديم الإضافة المطلوبة، ونمط جديد في اللعب، وكما هو معروف، فإن الحافز والحماس يصنعان الفرق. وأعتقد أننا حصلنا على مجموعة منسجمة، خاصة أننا استقدمنا سبعة لاعبين جدد، إضافة إلى لاعبين آخرين لم يلعبوا بشكل منتظم في المواسم الماضية. ومما لا شك فإن الحماس والحافز أهم عامل على تحقيق الانتصارات، أكثر مما هو تقني أو بدني أو تكتيكي، لأنه بفضلهما يتحقق الفوز، لهذا لا غرابة أن نجد فريقا من الهواة يفوز على آخر من القسم الأول في مسابقة كأس العرش رغم التباين الواضح في الإمكانيات البشرية والتكتيكية والفنية. ما أريد قوله إن كل مدرب عليه أن يبحث عن الحلول، لإعادة الفريق إلى سكة الانتصارات. إذن ما ينقص هؤلاء هو الحافز، هل تتوقع بروزهم ضمن فرق أخرى؟ طبعا، فاللاعبون الذين غادروا الجيش الملكي يتوفرون على مؤهلات عالية جدا، وبإمكانهم التألق والبروز ضمن الفرق التي سيلتحقون بها. لم أقصد أن المهدي النغمي وعبد الرحيم الشاكر وأنس عزيم لم يعودوا مؤهلين للعب على مستوى عال، بقدر ما أريد قوله إن هؤلاء ينقصهم الحافز والحماس مع الجيش الملكي. إنه شيء طبيعي لدى الإنسان قد تأتي مرحلة لا يشعر فيها اللاعب بمتعة اللعب والحماس، وبالتالي عليه أن يغير الأجواء، للبحث عن الحافز والرغبة في ممارسة الكرة. ألا تعتقد أن الجيش لم يعثر بعد على الأجانب الذين راهن عليهم؟ لا تنسى أن اللاعبين الأفارقة المتألقين يفضلون أوربا للاحتراف على مستوى عال، بدل الممارسة في البطولة الوطنية. هناك لاعبون تكونوا في مدارس التكوين بأوربا مثل العديد من الأسماء المتألقة في مختلف الدوريات الأوربية، فيما يلجأ آخرون إلى الخليج العربي أو الدوريين التونسي والمصري، لأن هذه الدوريات تمنح امتيازات مالية أفضل للأجانب. أما الفئة الثالثة، فتفضل الاحتراف في المغرب، لهذا لا بد من البحث في صفوف هؤلاء عن لاعب أجنبي يتوفر على مؤهلات جيدة. وبخصوص المعايير المعتمدة في جلب الأجانب، فإننا ركزنا على الأفارقة الذين مارسوا في البطولة الوطنية لأكثر من ثلاث سنوات، إذ كانت لنا فرصة متابعتهم عن قرب، وهو ما ينطبق على حالة كوليبالي، الذي أمضى ثلاث سنوات في الجديدة، والشيء نفسه بالنسبة إلى باكايوكو مع أولمبيك خريبكة وتونغارا، الذي لعب لأولمبيك مراكش وشباب الحسيمة وشباب خنيفرة. باختصار يصعب انتداب لاعب إفريقي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالجيش الملكي، الذي يلح على ضرورة أن يقدم الأجانب الإضافة، في انتظار تكوين لجنة تفتيش تسهر على عملية التنقيب عن المواهب في البلدان الإفريقية. ما هي المعايير المعتمدة في الانتدابات؟ هل راعيت مراكز الخلل أم تبحث عن أسلوب لعب خاص؟ أولا، قمنا بانتدابات حسب الحاجيات المطلوبة، أي انتدابات مستهدفة، بمعنى جلب لاعبين قادرين على الانسجام بسرعة مع باقي اللاعبين، وأسلوب اللعب المعتمد من قبل المدرب. بحثت عن اللاعب، الذي سيتمم عمل محمد اليوسفي أو تونغارا مثلا، أي اللاعبين، الذين بمقدورهم الانسجام مع أسلوب اللعب بسرعة وإتمام مجهودات زملائهم بسلاسة. إنني أشتغل بالجيش كما لو أنني مدرب للمنتخب الوطني، علي البحث عن اللاعبين الذين يخدمون منظومتي التقنية والتكتيكية، جلبت محمد الفقيه مثلا، لأنني متيقن أنه سيتمم عمل باقي المهاجمين، والشيء نفسه بالنسبة إلى ياسين لكحل، وبالتالي لم أبحث عن لاعب لمجرد أنه هداف أو كان متألقا مع فريقه السابق. هل تتوفر على ”كارت بلانش” بالفريق؟ بكل تأكيد، فأنا أستغل هذه الفرصة لأقدم تشكراتي الحارة للجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان والجنرال المختار مصمم والكولونيل بوبكر الأيوبي وباقي إداريي الفريق العسكري، إذ كل هؤلاء يوجهونني بشكل إيجابي خدمة لمصلحة النادي، خاصة الجنرال مصمم، الذي قال لي بعد مشاهدته إحدى المباريات ”ستكون لديك ”كارت بلانش” في جميع انتدابات الفريق، فلدينا الثقة كاملة في ما ستقرره”. أما الجنرال بنسليمان فكما هو عادته يشجعني دوما من خلال كلماته الطيبة. ألا تتخوف من تأثير هذه الثورة على مصيرك بالجيش؟ إطلاقا، لست متخوفا، وأكثر من ذلك أنا أتحمل كامل مسؤوليتي في الانتدابات، فأنا المسؤول المباشر سواء عند الفشل أو النجاح. ولحد الآن، حققت ما خططت له سلفا من أجل تكوين فريق تنافسي. ما يشغلني حاليا هو البحث عن ظهير أيسر ومهاجم صريح، وربما يكونان إفريقيين. ما عدا ذلك فإننا حصلنا على ملامح تشكيلة الجيش بنسبة 90 في المائة، كما أن المباريات الإعدادية التطبيقية المقبلة ستمكننا من تصحيح أفكارنا، علما أن النتائج الإيجابية المتتالية ستساعدنا كذلك في تجاوز مجموعة من الهفوات، وتزرع الثقة بين اللاعبين ومدربهم. هل حان وقت العودة إلى الألقاب؟ أعتقد أن البحث عن الألقاب لا يقتصر فقط على الجيش الملكي فحسب، بل هدف أغلب الأندية التي اعتادت التنافس على ذلك، وأعني بذلك الوداد والرجاء الرياضيين والفتح الرياضي واتحاد طنجة والدفاع الجديدي. أما بخصوص الجيش الملكي، فستكون هناك إستراتيجية واضحة للمستقبل القريب، فيمكن الفوز باللقب في الموسم المقبل، أو الذي يليه، لكن الذي سيتابع مباريات الجيش الملكي سيقف على حقيقة واحدة، وهي أنه أصبح مؤهلا لحصد الألقاب، سواء آجلا أو عاجلا. والأكيد أن المتتبعين الرياضيين سيلاحظون أن الفريق تحسن مستواه بشكل جيد. يمكن أن نكون أبطالا أو يعاكسنا الحظ في ذلك، لكن بالتأكيد سنكون من بين أفضل الأندية في البطولة، إنه منطق كرة القدم. فحتى برشلونة أفضل فريق في إسبانيا لم يتمكن من الفوز بالليغا الموسم الماضي أو عصبة الأبطال، إلا أنه يبقى الأفضل ومهاب من جميع الأندية العالمية. ترى ما هي إضافات معسكر البرتغال؟ مما لاشك فيه، أن معسكر البرتغال سيضيف أشياء إيجابية لتحضيرات الفريق للموسم المقبل. سنستفيد أولا من تغيير الأجواء، لأنه لا يعقل أن تقتصر الاستعدادات على مدينة واحدة لمدة شهر كامل. صحيح أن هناك فضاءات مناسبة في المغرب، مثل إفران والمحمدية وبوسكورة وغيرها، إلا أن النقص في ملاعب التداريب أو الحرارة والاكتظاظ جعلتنا نختار البرتغال لأسباب موضوعية، من أبرزها الطقس الملائم، إذ أن الحرارة لا تتجاوز 25 درجة، إضافة إلى جودة ملاعب التداريب، ناهيك عن وجود فرق عديدة يمكن مواجهتها وديا، كما سيشكل معسكر البرتغال فرصة للتغلب على الملل، الذي يمكن أن يحصل للاعبين من كثرة بقائهم مدة طويلة في الرباط. ماذا عن علاقتك باللاعبين المبعدين، ألم تتأثر بسبب إبعادهم عن النادي؟ لم تتأثر علاقتنا طبعا، فمازلت أكن احتراما لهؤلاء اللاعبين رغم رحيلهم عن الفريق. كنت لاعبا كذلك ولا يمكنني أن أكون ضد لاعب ما، بل أحرص أن تظل علاقتي معهم متينة وجيدة، بدليل أن أنس عزيم أشاد بهذه العلاقة خلال إحدى خرجاته الإعلامية، كما أن عبد الحفيظ ليركي ودعني بالدموع، لأنه يدرك جيدا مدى العلاقة الوطيدة التي تربطني به. لقد كنت دائم التواصل معه عندما كان مصابا، كما أنني نصحته بإجراء العملية الجراحية على كتفه قبل نهاية بطولة الموسم الماضي. هل تتوقع بطولة قوية في الموسم المقبل؟ بكل تأكيد، لأنها ستنطلق قوية بمواجهة مع الوداد والرجاء الرياضيين، ستكون فرصة للجمهور لمتابعة مباراتين في غاية الندية. أتمنى أن تسود الروح الرياضية وأن تحظيا بمتابعة جماهيرية في مستوى مكانة هذه الفرق الوطنية. أجرى الحوار: عيسى الكامحي في سطور الاسم الكامل: عزيز العامري تاريخ الازدياد: فاتح يناير 1950 بمكناس مساره لعب لفريق اتحاد سيدي قاسم من 1971 إلى 1976 ومن 1979 إلى 1984. لعب للجيش الملكي من 1976 إلى 1979. درب اتحاد سيدي قاسم واتحاد طنجة والنادي المكناسي والمغرب الفاسي والكوكب المراكشي وأولمبيك آسفي والمغرب التطواني وشباب الحسيمة والجيش الملكي إنجازاته توج رفقة المغرب التطواني بالبطولة موسمي 2012 و2014. شارك معه في بطولة العالم للأندية بورتري عاشق "التيكي تاكا" لم ينتظر المدرب عزيز العامري فترة طويلة، حتى يظهر علو كعبه مع الجيش الملكي، بقدر ما كسب التحدي في أقل من ستة أشهر. صار الجيش مختلفا عما كان عليه الحال سابقا، إذ تحسن مستواه في ظرف قياسي، وتنبأ له الجميع بعطاء أفضل في الموسم المقبل. واجه العامري انتقادات معارضيه بشجاعة وصبر وإصرار على تقديم الأفضل رغم المرحلة العصيبة التي تولى فيها تدريب الجيش، إلا أنه حقق ما خطط له سلفا، في انتظار تحقيق الأهم في الموسم المقبل. هناك من شبه بداية العامري مع الجيش الملكي، بتلك التي رافقته، وهو مدرب للمغرب التطواني، قبل أن ينجح في ترك بصمته مع هذا النادي، الذي حقق معه لقب البطولة الوطنية وشارك معه في نهائيات كأس العالم للأندية. هكذا هو العامري يترك بصمته مع جميع الأندية، التي دربها من قبل. انطلقت شهرته مع النادي المكناسي وتواصلت مع أولمبيك آسفي، بعدما جعل منه فريقا مهابا، قبل أن ترتفع شهرته أكثر بتتويجه مع المغرب التطواني بلقبي البطولة، ما أهله للمشاركة في كأس العالم للأندية. ورغم إنجازات العامري على مستوى البطولة، إلا أنه لم يكن محظوظا في تدريب أحد المنتخبات الوطنية، علما أن مدربين أقل منه كفاءة وخبرة كانوا أكثر حظوة. ينفرد العامري بأسلوب خاص في التداريب، فهو يفضل اللمسة الواحدة وكثرة التمريرات والفرجة في الأداء. لم يتردد العامري في التأكيد دوما أنه ينهج أسلوب ”تيكي تاكا”، الذي يعتمده برشلونة الإسباني، المتيم بطريقة لعبه. الذي يتابع تحركات المدرب العامري أثناء المباريات وتوجيهاته للاعبين، يقف على حقيقة واحدة، وهي أن هذا المدرب صارم ومحب للانتصارات ولا يتوانى في معاقبة كل من يخالف تعليماته، لكنه في المقابل صديق لجميع اللاعبين.

“عندي كارت بلانش”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مراجعة ضريبية تقلص أرباح القرض العقاري بالثلث

حكام من ليبيا وتونس للمحليين أمام مصر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات