أحذية اللاعبين … مباريات من نوع آخر

المغاربة عرفوا "بوتاج" و"بوما حسن" وميسي ورونالدو مصدرا الإلهام الحالي ظل اللاعبون لسنوات طويلة، خصوصا في الستينات والسبعينات، مؤمنين بأن الحذاء الرياضي له أهمية محدودة في الأداء خلال مختلف المنافسات التي يشاركون فيها، لكن مع مرور السنين تغيرت النظرة وأصبح على رأس أولويات هؤلاء اللاعبين بل أصبح يعتبر الأساس والجزء المعتمد عليه والذي يجب أن يتبع الموضة أيضا. هذا التحول فرض على الشركات الرياضية المختصة في الأمتعة، أن تزيد من اهتمامها بالحذاء، وأن تجعله في صلب ”الموضة” باختيار لاعبين كبار للترويج لمنتوجاتها مقابل مبالغ مالية كبيرة. وبالنسبة إلى اللاعبين المغاربة ظل ”صباط بوتاج” و”بوما سي حسن” بحي درب السلطان، الممونين الوحيدين للأحذية قبل أن تتطور الأمور بعد ذلك ويصبح لاعبو البطولة الوطنية ينتظرون ما تجود به السوق العالمية إسوة برونالدو وميسي. "بوما حسن" اختيار المغاربة ظل اللاعبون المغاربة لا يعلمون شيئا عن الأحذية الرياضية إلا ما تقدمه يد وخبرة ”سي حسن” بحي ”كريكوان” بدرب السلطان، حيث كان أغلبهم يتجهون وسط الأسبوع لمعرفة آخر الانتاجات لارتدائها في المباريات الرسمية نهاية الأسبوع. وحسب عدد منهم فإن ”بوما سي حسن” لم تكن موضة فقط، بل كانت هي الموجودة فقط في السوق وكان ”سي حسن”، رحمه الله، هو الممون الوحيد، فقد كان متخصصا في الأحذية وخياطة شباك المرمى. وهب ”سي حسن” الرجل البسيط، حياته وموهبته وخبرته لأقدام لاعبي البطولة الوطنية قبل أن يتحولوا إلى ”بوتاج” الماركة التي بدأت إحدى الشركات البيضاوية في تصنيعها بعين السبع. وإذا ما توافرت للبعض الإمكانيات فإنه يوصي أحد أقاربه بالخارج لجلب حذاء أو اثنين من فرنسا، ليكون هو ”المرفح” داخل فريقه. وفي الفترة نفسها تفتقت عبقرية إحدى الفرنسيات على جلب بعض الأحذية وعرضها في محلها بشارع باريس وحددت السعر في مائة درهم، لكن قلة قليلة كانت تستطيع أداء هذا السعر المرتفع جدا في تلك الفترة. التلفزيون يخلق الموضة شهدت فترة السبعينات بث التلفزيون المغربي لمباريات كأس العالم الذي أقيم بألمانيا الغربية، حينها، ومع هذا البث فتح اللاعبون أعينهم على أحذية جديدة لم يسبق لهم أن جربوها، لتبدأ موضة ما أطلق عليه حينها ”أديداس كوبا”، ويبدأ اللاعبون في البحث عنها لخوض مباريات البطولة والمنتخب الوطني. وصل سعر حذاء ”كوبا” إلى 600 درهم ولم يكن بالطبع أحد يستطيع اقتناءه باستثناء لاعبين قلائل أصبحوا معروفين في الملاعب وبين اللاعبين بأنهم ”لاعبو كوبا أديداس”. وخلال تلك الفترة كان المحظوظون، كما يحكي أحد خبراء الأحذية، من يوجد أقاربهم بالخارج ولاعبو ”الديوانة” في إشارة إلى الفريق الذي كان يمثل الجمارك والذين كانوا يستفيدون من بعض الأحذية في تلك الفترة. "ديربي الصبابط" مع كثرة الأندية البيضاوية خلال تلك الفترة التي كانت تمارس على مستوى عال، كان اللاعبون يلجؤون إلى ديربيات من نوع خاص ”ديربيات تسلاف الصبابط”. يقول أحد الدوليين السابقين، ”لم تكن المشاكل بين لاعبي أندية البيضاء كان الجميع إخوة وكان لاعبو الوداد والرجاء يقطنون في الحي نفسه وبالتالي تحولت العلاقة إلى عائلية أكثر من أي شيء آخر، ولذلك كان اللاعبون يستعيرون الأحذية في ما بينهم، الرجاويون والوداديون ولاعبو ”الطاس” و”الراك” لم تكن هناك أدنى مشاكل”. وأضاف ”يعلم الجميع موعد المباريات لذلك كنت تسجل مواقف ربما لم تعد موجودة الآن، ف ”الصباط” ينتقل من منزل إلى آخر والهدف كان هو المساعدة والتضامن. أشياء جميلة عمت لسنوات عالم الكرة قبل أن يدخل المال ويغير كل شيء”. المغاربة وميسي ورونالدو في السنوات الأخيرة تغير كل شيء، وأصبح اللاعبون يرون في ما يرتديه النجمان كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، القدوة والموضة في الآن نفسه. فأي حذاء يرتديه اللاعبان يصل المغرب بعد أيام قليلة، بل قبل أن يرتدياه، إذ بمجرد الإعلان عنه من قبل ”نايكي” أو ”أديداس”، يمكن أن يصل السعر إلى ثلاثة آلاف درهم. وطرق حصول اللاعبين على الحذاء أصبحت سهلة إما باللجوء إلى الموزعين المعتمدين للشركتين العالميتين أو إلى ”القريعة” التي توفر الأحذية نفسها وبأسعار أقل بقليل من الموزع. طريق آخر، يسلكه اللاعبون هو طريق بعض المغاربة المقيمين بالخارج الذين تخصصوا فقط في الأمتعة الرياضية، والذين أصبحوا الأحسن بالنسبة إلى اللاعبين بالخدمات التي يوفرونها، مثل إضافة الحرفين الأولين لاسم اللاعب. إعداد: أحمد نعيم التاريخ قبل 1891، كانت أحذية كرة القدم غير مستخدمة بالشكل الذي عليه الآن، إذ كان اللاعبون يرتدون فقط أحذية العمل رغم وزنها الثقيل. بعد ذلك بسنوات تم استبدال أحذية العمل بأحذية كرة القدم الفعلية المصممة من الجلد من أجل أداء أفضل في هذه الرياضة. وكانت مصنوعة من الجلد السميك وكانت لا تزال ثقيلة هي الآخرى ما كان يفرض على اللاعبين تمزيق بعض جوانبها. بعد الحرب العالمية الثانية بدأت بعض الشركات تغير نظرتها للأحذية إذ أصبحت تبدع في صنعها لجعلها مرنة وخفيفة لتحسين سرعة الحركة والأداء. في 1950، بدأت أديداس التمهيد لثورة في مجال الأحذية بإضافة الأزرار إما مطاطية أو بلاستيكية إليها، كما أنها أصبحت أخف وزنا. في مونديال 1970 بدأ المصممون في تجربة ألوان أخرى غير الأسود، مع إضافة أشرطة بيضاء في جوانبها. الآن، تطورت الأمور بشكل كبير، والمحصلة هي ”نيميزيز”، أحدث الأحذية من ”أديداس” مصممة لخفة لم يسبق لها مثيل للاعبين الأكثر مرونة في كرة القدم. وبدأ الاهتمام أيضا بشكل القدم وبالكاحل فمثلا ظهرت تقنية ”تورسيونتايبس” الثورية للحفاظ على القدم مقفلا في وضعها المناسب، في حين أن الطوق المزدوج يؤمن الكاحل في مكانه لتمكين التغيير السريع في الاتجاه. السيطرة تسيطر الشركتان العملاقتان على صناعة ملابس ومستلزمات كرة القدم التي تزيد قيمتها عن خمسة ملايير دولار سنوياً. وتتنافسان على قيادة السوق في توفير أحذية وملابس وفقا لأحدث التقنيات للجماهير بوحي من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يرتدي ملابس ”أديداس” أو النجم البرازيلي نيمار الذي يرتدي ملابس ”نايكي”. وتنظر شركة ”أديداس” الألمانية، التي تصنع أحذية رياضية منذ الخمسينات من القرن الماضي وهي شركة راعية لكأس العالم، إلى كرة القدم باعتبارها منطقة نفوذها وترغب في تجنب أي تفوق من قبل منافستها ”نايكي” الأمريكية الأصغر سنا، لكنها أكبر حجما كما حدث في رياضات أخرى. واستطاعت ”نايكي” أن تعزز أعمالها بسرعة، إذ دخلت بقوة عالم كرة القدم قبل 20 عاماً فقط عندما أقيمت كأس العالم في الولايات المتحدة. وتحقق نايكي من وراء كرة القدم إيرادات تقدر بمليار دولار وتصف نفسها بأنها العلامة التجارية الرائدة في عالم كرة القدم. وتمثل كأس العالم التي تقام كل 4 سنوات معرضاً لاحدث الابتكارات في مجال تصميمات الأحذية والتي تزعم الشركات المصنعة أنها تعطي للاعبين التفوق في المباريات المهمة على أمل أن تتحول هذه المنتجات لسلعة رائجة على مدار العام. أغلى 10 أحذية 1 - نيمار يعتبر اللاعب المحبب لدول أمريكا الجنوبية في تسويق منتجاتها الرياضية، ويتقاضى مليون دولار سنوياً لارتداء حذاء من شركة ”نايكي”. 2 - روني يتميز اللاعب بأدائه الراقي رفقة أسود إنجلترا ومانشستر يونايتد الانجليزي، ويتقاضى 1.67 مليون دولا سنوياً لارتداء حذاء من صناعة شركة نايكي. 3 - اغويرو يعتبر من أبرز اللاعبين المهاجمين لمانشستر سيتي، ويتقاضى 2 مليون دولار سنوياً جراء ارتداء حذاء من شركة ”بوما”. 4 - ميسي يعتبر الدولي الأرجنتيني من أبرز اللاعبين على مر العصور، ويتقاضى 3.34 ملايين دولار سنوياً مقابل ارتداء حذاء شركة ”أديداس”. 5 - أوزيل من أفضل اللاعبين الموهوبين على مستوى العالم، ويتقاضى 4.9 ملايين دولار مقابل ارتداء حذاء من شركة ”أديداس”. 6 - فابريغاس يعتبر المساهم الأول في اطلاق المجموعة الاولى من شركة ”بوما” ويتقاضى 5.34 ملايين دولار سنوياً مقابل ارتداء حذاء من تصنيع شركة ”بوما”. 7 - بيل لا يكتفي بأنه اللاعب الأغلى في العالم، وذلك بعد انتقاله الى ريال مدريد قادماً من صفوف توتنهام مقابل 100 مليون أورو، ليتقاضى 5.5 ملايين دولار من شركة اديداس مقابل ارتداء حذاء من منتجاتها. 8 - بالوتيلي رغم تصرفاته الغريبة والمزاجية، الا انه يعتبر من المهاجمين المقاتلين على مستوى العالم، ويتقاضى 6.9 ملايين دولار مقابل ارتداء حذاء من تصنيع شركة ”بوما”. 9 - رونالدو من بين افضل لاعبي العالم، ويتقاضى 8.35 ملايين دولار لارتداء حذاء من انتاج شركة ”نايكي”. 10 - بيكهام رغم اعتزاله كرة القدم عن عمر يناهز 38 عاماً، الا ان الدولي الانجليزي السابق لا يزال يتقاضى 11.7 مليون دولار سنوياً من شركة ”اديداس” مقابل ارتداء حذاء من تصنيعها.

أحذية اللاعبين … مباريات من نوع آخر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تأجيل مباريات الوداد والفتح الإفريقية

فاضل: العيون تستحق فريقا بالقسم الأول

مقالات ذات صلة