مرتيل والمضيق… من كل طبق مذاق

مومسات ابتدعن أساليب جديدة لاستقطاب زبنائهن "خاي شني عندك نتينا؟ واش عجبتك؟" "مرحبا بالناس دداخل، المدينة مدينتكم الغزال" "تيبان لي نجي نقعد حداك نتعشاو مع بعطنا" "نتينا باينة فيك عزيز عليك النشاط"... هي عبارات ليست لمشهد مسرحي أو فيلم سينمائي، وإنما هي كلمات تستعين بها عاملات الجنس لجذب زبناء محتملين من زوار مرتيل والمضيق، وهي أساليب لابد من استعمالها لاستمالة المهووسين ب"اللحم الشمالي". من خلال جولة لطاقم "الصباح" في كورنيش مرتيل والمضيق وكذا الشوارع والأزقة التي تضم مقاهي وعلبا ليلية وأمكنة للعب، تبين أن رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" تصلح أن تكون عنوانا لعملية النزوح نحو مرتيل والمضيق للاستمتاع باللذة الجنسية تحت ذريعة الاصطياف، إذ أصبحت المقاهي والمطاعم وكذا العلب الليلية المكان المفضل لعاملات الجنس لاصطياد الزبائن. عوامل مشجعة ساهم الإقبال الكثيف على الاصطياف بمدن الشمال في تحويل عاملات الجنس بوصلتهن نحو مرتيل والمضيق من أجل عرض مقوماتهن الجنسية على المصطافين سواء منهم المراهقون والشباب أو المتزوجون والمطلقون إذ لا يهمهن شكل الزبون بقدر ما يهمهن كم سيدفع وتعامله السخي، حتى يتمكن في موسم الصيف من جمع حصة كبيرة من الأموال. عنوان موصى به نظرا للإقبال الشديد على مرتيل والمضيق إلى درجة أصبح يحج إليهما المغاربة من كل فج عميق، جعلهما عنوانا يتبادله الأصدقاء في ما بينهم عند الحديث عن أفضل مكان لقضاء الليالي الحمراء والتبضع من سوق الجنس الذي تتنوع فيه السلع ما بين الشماليات وأخريات يتحدرن من مراكش والبيضاء وبني ملال ومدن أخرى وغيرهن من الحسناوات اللاتي يطلق عليهن زبناء اللذة ألقابا عديدة منها "الزين" و"المليح" "لحم بنين"... أساليب اصطياد الزبائن بمجرد دخولك إلى مقاهي الشيشة أو العلب الليلية وحتى فضاءات البلياردو، لابد أن تثير انتباهك فتيات حسناوات مصطفات هنا وهناك، منهن من تغازل بعض الشباب وأخريات منهمكات في ممارسة لحظات حميمية مع الزبناء فيما فئة أخرى تنتظر من يمكنها استمالته. وتبتدئ أساليب الجذب إما بالحديث بصوت عال وإطلاق القهقهات أو عن طريق طلب الانضمام إلى طاولة الزبون القادم رفقة أصدقائه، إلى أن يتم الحديث عن كيفية قضاء ليلة حمراء بعيدا عن أعين المتطفلين. بشوارع مرتيل كانت حركة رواد الكورنيش وكذا فضاء الألعاب والملاهي التي أقيمت لاستقطاب العائلات وأطفالهن كثيفة، خصوصا في ظل توافد الناس من عدة مدن للاصطياف بمدن الشمال المعروفة بتنظيمها المحكم وبنياتها التحتية المتناسقة وأجوائها الرائعة ليلا ونهارا. عرض السلع الجنسية بائعات الجنس ينتشرن في أكثر من شارع بمرتيل والمضيق ويقفن في أكثر من نقطة يتجمع فيها الشباب والمراهقون وحتى المتزوجون الساعون إلى إشباع رغباتهم الجنسية، ومن العوامل المساعدة على اختيار منطقة الشمال مقارنة مع غيرها عرض السلع الجنسية القادمة من أنحاء متفرقة من المغرب، وهو ما يجعل الباحث عن اللذة الجنسية يختار الاصطياف لتنويع لياليه الحمراء والتي يزيد من سهولة عملياتها عرض الشقق المفروشة بأثمنة لا تزيد عن 600 درهم في الليلة وهي الفضاءات التي ما خفي فيها أعظم. "راه كاينة ظروف" "ما كيهمنيش المجتمع حيت ماشي لخاطري ولكن الظروف هي السباب" جملة تقولها نجوى، تلخص الكثير من الدوافع النفسية والضغوط التي تعيشها عاملات الجنس، واحدة من أكثر الشرائح إثارة للجدل في المغرب. نجوى ذات 21 سنة، السطاتية الأصل والقادمة من البيضاء، والتي لم نكشف لها هويتنا الحقيقية، أسرت لنا بعد مشاركتنا مائدة العشاء، أنها اختارت مرتيل نظرا للإقبال الشديد على مدن الشمال، ولما تتميز به المنطقة من حسن معاملة الزبائن. وكشفت نجوى، أنها غادرت مقاعد الدراسة بعد فشلها في الحصول على شهادة البالكلوريا، لتقرر البحث عن عمل في العاصمة الاقتصادية، إلا أن أجرتها المتواضعة لم تمكنها من تحسين وضعيتها وظروف أسرتها، لتضطر إلى ولوج عالم الدعارة من أبوابه الواسعة. "لم أكن أتخيل نفسي عاملة جنس لكن كان ذلك نتيجة للسهرات التي كنا نقيمها رفقة بعض الأصدقاء الذين تعرفت عليهم في البيضاء وبعد مغامرات عاطفية توجت بعلاقات جنسية، وجدت فكرة بيع جسدي مقابل جمع المال لتدبر مصاريف السكن والأكل والملابس، وأمام الربح السريع الذي لم أكن أتوقعه، قررت مغادرة معمل الخياطة وكراء شقة رفقة صديقات يعملن في المجال نفسه، حتى وجدت نفسي في هذا الوضع" تقول نجوى بنبرة حزينة، قبل أن تخرج من عالم الحزن بسرعة عبر إطلاق عبارة "يالله ما كاين غير النشاط". محمد بها

مرتيل والمضيق… من كل طبق مذاق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عماري يمدد عمر "قنبلة" مديونة

حصاد ينقل التوظيف بالعقدة إلى الجامعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات