2002… تفكيك أول خلية بالمغرب

خططت لضرب منشآت سياحية واقتصادية بالبيضاء ومراكش وتخريب أسطول أمريكي بالبحر الأبيض المتوسط لم يكن الأمر عاديا على المغاربة، فتسمية «الخلية النائمة» أثارت الكثير من النقاش والجدل، بين مصدق للرواية الرسمية، ومفند لها. وقد انطلقت فصول الحدث المثير في سنة 2002، عندما أعلنت وزارة الداخلية، في بلاغ مفاجئ، عن تفكيك ما أسمته «الخلية النائمة للقاعدة»، مشيرة إلى أن أفرادها كانوا يخططون لأعمال إرهابية بالمغرب. وجاء في بلاغ وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية المغربية تمكنت من اعتقال ثلاثة سعوديين وسبعة مغاربة، وأن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أمر، في يونيو 2002، أي قبل التفجيرات الإرهابية لـ 16 ماي، بإيداعهم السجن.التحقيقات التي بوشرت في القضية استمرت لعدة أشهر، قبل أن يصدر قرار بإحالة الملف على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، التي كانت تنظر آنذاك في ملفات الإرهاب، حين انطلقت جلسات محاكمة المتهمين.وعرفت أطوار هذه المحاكمة عدة مشاكل، ترتبت عنها تغييرات متتالية في الهيآت القضائية التي كانت مكلفة بالنظر في الملف، كما شهدت جلسات المحاكمة الماراثونية تشنجات بين هيأة الدفاع ورئيس الهيأة القضائية، إلى درجة استدعت تدخل نقابة المحامين لتهدئة الأجواء، بعدما رفض المحامون الاستمرار في مرافعتهم، وأعلنوا نيتهم الانسحاب من المحكمة.وفي اعترافاته أمام المحكمة، اعترف السعودي بأن أفراد الخلية النائمة للقاعدة كانوا يخططون بالفعل لتنفيذ تفجيرات وهجمات إرهابية ضد منشآت سياحية ومصالح غربية في المغرب، كما كشف، خلال التحقيق معه، عن معلومات حول التركيبة الكيماوية للمتفجرات التي كانت المجموعة تخطط لاستعمالها في تفجير منشآت سياحية بمدينة مراكش. وكان المتهم السعودي أرشد رجال الشرطة القضائية، بعدما سمح له بمغادرة السجن ومرافقة رجال الأمن، بناء على إنابة من قاضي التحقيق، إلى المحلات التي اشترى منها المواد الكيماوية التي كان يعتزم استعمالها في تصنيع المتفجرات، وهي عبارة عن كميات متفاوتة الأوزان من نترات البوتاسيوم والكبريت الأصفر ومحاليل حمضية، إضافة إلى كمية من الحبة السوداء ومادة تدعى «هيكسامين». وأقر السعودي الموقوف بأنه كان ينوي استعمالها في صناعة الصواعق الكهربائية. وحول الجهة التي زودته بهذه الوصفات، أشار إلى أنه حصل على المعلومات من الإنترنت.وانطلقت الأبحاث بعد تقارير استخباراتية تشير إلى وجود خلية إرهابية تستعد لاستهداف المغرب، من بين أعضائها أجانب من أصل سعودي. وبعد التحريات الأولية، تبين أن اثنين من السعوديين المشتبه فيهما متزوجان بمغربيتين. وبمجرد حلولهما بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، ألقي القبض عليهم، وخضعوا لتحقيقات مكثفة، وجهت إليهم خلالها تهم التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف عسكرية أمريكية وبريطانية في مضيق جبل طارق. غير أن محامي المتهمين أشار، في إحدى مرافعاته، إلى أن الملف لا أساس له من الصحة، وأن المتهمين لم تكن لهم أي نية للقيام بأعمال تخريبية في المغرب.وأسدل الستار عن الملف بإدانة السعوديين الثلاثة من أجل المنسوب إليهم، والحكم على كل واحد منهم بعشر سنوات سجنا نافذا، بعد أن اكتفت المحكمة بمتابعتهم من أجل تكوين عصابة إرهابية، وبرأتهم من جناية محاولة القتل ومحاولة التخريب العمد للأسطول الأمريكي بعرض البحر الأبيض المتوسط ومنشآت سياحية بمراكش. أما بالنسبة إلى الموقوفين المغاربة، فقد أدانت المحكمة المتهم الأول من أجل المشاركة في تكوين عصابة إرهابية، وحكمت عليه بسنة واحدة حبسا نافذا، وبرأت، في الوقت نفسه، أخاه من التهم المنسوبة إليه. أما بالنسبة إلى المغربيات الثلاث، فقد حكمت على كل واحدة منهن بستة أشهر حبسا نافذا بعد متابعة الأولى من أجل استعمال وثيقة مزورة، والثانية من أجل عدم التبليغ عن جريمة، فيما نسبت إلى الثالثة تهمة إتلاف معالم الجريمة. وقضت المحكمة ذاتها في حق مغربي آخر بعشرة أشهر حبسا نافذا بعد متابعته من أجل مشاركة السعوديين في تكوين العصابة، وأربعة أشهر لموظف بمطار محمد الخامس، بتهمة الارتشاء. محمد البودالي

2002… تفكيك أول خلية بالمغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإرهاب المعلوماتي... التكنولوجيا في خدمة التطرف

سباق محموم بين الأمن وخلايا الإرهاب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات