محكمة الأسرة بالبيضاء …”سير حتى تجي”

إعلانات لـ "للعموم" تحدد مواعد العمل من 9 إلى 12 زوالاتتحمل الإدارات العمومية نصيب الأسد في اختناق حركة السير بالبيضاء صباح كل يوم، إذ يدرك البيضاويون أن مواقيت العمل المحددة من قبل الوزارات المشرفة على هذه الإدارات ليست سوى رماد في العيون، وأن الموظفين وحدهم يحددون جداول زمنهم اليومي. لذلك يهب المواطنون، إلى الإدارات نفسها في فترة الصباح لقضاء أغراضهم الإدارية، عوض أن يلتحقوا بالمكاتب الفارغة بعد الظهيرة. هذا ما يمكن استنتاجه من زيارة إلى محكمة الأسرة بالبيضاء، زوال الأربعاء الماضي، إذ في الوقت الذي كانت فيه الحركة صباحا شرارة مشتعلة في جميع فضاءاتها بدون استثناء، بدءا من البوابتين الرئيسيتين، حيث تستقبلك في الأولى عناصر أمنية ترشدك إلى البوابة الثانية المخصصة للعموم، وبعد انعراجة صغيرة ينتصب أمامك جهاز كاشف وقامة أمنيين يحرصون على استفسار كل داخل إلى المحكمة عن سبب الزيارة. وفي المدخل قد تصادف مطلقة تبكي أو زوجين ينقلان تفاصيل خلافاتهما إلى باحة المحكمة، أو أطفالا تدفعهم أمهم دفعا لدخول القاعة، أملا في أن تحصل على حكم نفقة أكبر، أو خطيبين حديثي الخطبة يصارعان الوقت للحصول على بركة القاضي، أو غيرها من الوجوه البشوشة أو الحزينة التي تتراص في طوابير طوية أمام مختلف مرافق المحكمة. وفي الوقت الذي تعتمل فيه كل هذه الأحداث صباحا، وسط خارطة زحام واكتظاظ بملفات وقضايا الأسرة، تفقد المحكمة نشاطها بعد الثانية عشرة زوالا، ليجد المواطنون في استقبالهم إعلانات معلقة ل"العموم"، كتب عليها مواقيت العمل من "9 صباحا إلى 12" أو من "9 إلى 13"، لتدخل أغلب المرافق في قيلولة ما بعد الغداء. "مازال ما جاوش من الغدا" تقول مرتفقة، وهي تتثاءب، في إشارة إلى أن طول مدة الانتظار لم يشعرها بالعياء فحسب، بل أيضا برغبة في النوم، "جاني النعاس، من الصباح وأنا هنا، كان الزحام، ومع 12 خرجوا الموظفين يتغذاو، وها أنا كنتسنا"، غير أن المرتفقة نفسها لم تنتبه إلى الإعلان، الذي يشير بوضوح إلى أن ساعات العمل انتهت عند 13. على كراس خشبية نصبت في باحة المحكمة يستريح مواطنون، فيما ينتظر آخرون أي فرصة لنهوض الجالسين ليأخذوا مكانهم، بعدما أعياهم الوقوف، "جيت نخلص الصندوق"، يقول شاب، وفي ما يبدو فهو الآخر لم يطالع الإعلان، وقد ينتظر ساعات قبل أن يكتشف أن عليه العودة صباحا، فيما أكدت مرتفقة أخرى أنها تحتاج إلى نسخة من حكم حازته قبل أشهر، وأنها على موعد مع محام للحصول عليها، إلا أن أصحاب البذل السوداء غادروا المحكمة أيضا، إلا قلة قليلة تلاقي هي نفسها مصير انتظار عودة موظفين من غداء طويل. إن كنت صباحا لن تتمكن من الدخول دون أن تعبر ممر الجهاز الكاشف، أو تخضع ل"سين جيم" على يد أمن المحكمة، فإنك بعد 12 زوالا تدخل دون أن يستسفرك أحد عن السبب، وتجوب مختلف مرافق المحكمة، بعد ذلك قد تدخل إحدى مصالحها، حيث رصت الملفات بالمئات، دون أن يسألك أحد عن مبتغاك، وحين تسأل عن موظف مصلحة معينة يطلب منك العودة صباح اليوم الموالي. ضحى زين الدين

محكمة الأسرة بالبيضاء …”سير حتى تجي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مقاولات "البريكولاج الإسلامي" تحتكر البيضاء

إحداث مدارس بوليتكنيك في علم الغيب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات