غليان اجتماعي في قرى وبلدات جزائرية

المحتجون قطعوا عددا من الطرق وأغلقوا إدارة عمومية احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية تعيش الجزائر في الأسابيع الأخيرة على وقع مجموعة من الاضطرابات الاجتماعية، آخرها إقدام عشرات المواطنين، من قرية المعاشات التابعة لبلدية الجزار بولاية باتنة، أول أمس (الأحد)، على إغلاق مقر البلدية ومنع الموظفين من الالتحاق بمناصب عملهم، في حركة احتجاجية أعقبت الإفراج عن حصة 30 سكنا ريفيا بالبلدية، إذ أثارت القائمة حفيظتهم. وطالب المحتجون بلجنة تحقيق ولائية، كما اتهموا لجنة دراسة الملفات بالمحسوبية ومنح السكن خارج أي إطار قانوني، مؤكدين أن من المستفيدين من يملك أكثر من سكن، فيما يعاني أغلبية المواطنين ظروفا قاهرة بسبب ضيق أو اهتراء المأوى، كما أنهم يمارسون النشاط الفلاحي والرعوي الذي يتطلب تهيئة الظروف لاستقرار الفلاحين في حقولهم مثلما تتجه نحوه السياسة الوطنية. وقد تدخل رئيس البلدية للتحاور مع المحتجين، مؤكدا أن الاتهامات التي وجهت إلى اللجنة لا أساس لها من الصحة، وأن البلدية على استعداد لإجراء أي تحقيق إضافي في القائمة، مضيفا أن الحصة المذكورة هي جزء من أزيد من 200 سكن ريفي استفادت منها البلدية وستوزع خلال الأيام القليلة المقبلة.وفي السياق نفسه، قام مجموعة من سكان منطقة "عين الزينة"، 7 كيلومترات شمال عاصمة ولاية الجلفة، بإغلاق الطريق الوطني رقم 1 احتجاجا على العزلة التي يعيشونها بسبب انقطاع الطريق المؤدي إلى المنطقة جراء تساقط الأمطار الأخيرة التي عرفتها الجلفة. وحسب السكان الذين نظموا الحركة الاحتجاجية بمشاركة تلاميذ الابتدائية الوحيدة فإن سبب إقدامهم على هذه الاحتجاج يعود أساسا إلى عدم اهتمام السلطات المحلية لبلدية الجلفة بانشغالاتهم التي تزداد من يوم إلى آخر، كغياب غاز المدينة، اهتراء الطرق، نقص المعلمين في المدرسة الابتدائية التي يدرس بها ما يقارب 80 تلميذا، بالإضافة إلى نقص التواصل بين السلطات المحلية لولاية الجلفة التابعة لها إداريا وسكان المنطقة الذين تجاوز عددهم 1000 نسمة.وطالب هؤلاء المحتجون السلطات المعنية بفتح فرع بلدي بمنطقة "عين الزينة» لتسهيل استخراج الوثائق الإدارية ونقل انشغالاتهم إلى مندوب الفرع دون التنقل إلى البلدية الأم بعاصمة الولاية.إلى ذلك أقدم، صباح أول أمس (الأحد)، سكان قرية التوميات مجددا على إغلاق الطريق الوطني رقم 3 بقسنطينة وكل من سكيكدة وعنابة، احتجاجا على عدم وجود وسائل قارة للنقل المدرسي لنقل أبنائهم إلى إكماليات وثانوية الحروش، ويشتكي السكان من عدم مرور وسائل النقل العاملة بين الحروش وقسنطينة وبقريتهم وهو ما أفقدهم وسائل النقل وحرم أبناءهم من متابعة دروسهم في ظروف مريحة. كما يشتكي السكان من استمرار نقص المياه الصالحة للشرب التي لا يتزود بها إلا مرة في الأسبوعين. ويهدد السكان للمرة الثانية على التوالي في ظرف أسبوع بتصعيد حركتهم الاحتجاجية ما لم تتوصل بلدية الحروش إلى حل للمشاكل التي يتخبطون فيها والتي طرحوها في العديد من المرات أمام المجلس الشعبي البلدي. هذا ودامت عملية قطع الطريق بضع ساعات، حيث تدخلت مصالح الدرك الوطني وأعيد فتحها أمام حركة المرور.ويبدو أن خطوة إغلاق الطرق أصبحت أسلوبا شائعا للاحتجاج بالبلدات والقرى الجزائرية، إذ قام صبيحة أول أمس (الأحد)، سكان قرية سي عمران ببلدية مناصر بولاية تيبازة، بإغلاق الطريق المؤدي إلى مدينتي حجوط وشرشال، بإشعال النار في العجلات المطاطية، احتجاجا على فساد الطرق الرابطة بين القرية والمجمعات السكنية الريفية، فضلا عن نقص المياه الصالحة للشرب التي قيل إنها لا تدخل منازلهم إلا يوما واحدا في الأسبوع، بالإضافة إلى المطالبة بتوفير النقل المدرسي لأبنائهم الذين يواجهون صعوبات في التنقل إلى المدارس عبر طرق مهترئة خاصة في فصل الشتاء. وحسب المحتجين، فإن صبرهم طال والوعود تبخرت، "ما جعلنا نخرج اليوم للتعبير عن معاناتنا وإيصال صوتنا إلى السلطات المحلية لإيجاد مخرج لنا ولأبنائنا وتحريرنا من هذه المأساة التي طال أمدها"، مناشدين في الوقت ذاته المسؤولين المحليين وعلى رأسهم والي الولاية لفك عزلتهم وإيجاد حلول لهم. (جريدة الفجر الجزائرية)

غليان اجتماعي في قرى وبلدات جزائرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"مراكش أرت فير" تكرم نبيل عيوش

النقابات تتوعد الحكومة بدخول اجتماعي ساخن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات