دراسة تكشف عيوب التوقيت المستمر

نصف المقاولين يشتكون غياب العاملين وثلث الموظفين فقط يتناولون وجبة الغداء بمقرات عملهم أبانت نتائج دراسة حول التوقيت المستمر أن 52 % من أرباب المقاولات يشتكون من غياب الموظفين خلال فترة الظهيرة. وأشارت الدراسة التي أنجزها مكتب دراسات لفائدة وزارة الوظيفة العمومية إلى أن عدد الموظفين الذين يتناولون وجبة الغداء بالإدارات أو بالمطاعم ومحلات الأكلات الخفيفة القريبة من مقرات العمل لا يتجاوز 196 ألف موظف، علما أن عدد الذين يشتغلون بالوظيفة العمومية يصل، حسب إحصائيات 2016، 583 ألفا و 503 موظفين، أي أن نسبة الذين يتناولون غذاءهم بالإدارات أو قربها يمثلون 33.59 % من العدد الإجمالي للموظفين. وأكد أغلب الموظفين الذين شملتهم الدراسة أنهـم يقصدون منازلهم خلال فترة الغذاء لتناول وجباتهم والاستفادة من القيلولة، ما يفسر حالة الاكتظاظ في الشوارع خلال الفترة ما بين الثانية عشر ظهرا، التي تصادف مغادرة الموظفين من مقرات عملهم والثانية بعد الزوال عند رجوعهم إلى مقرات عملهم. وغالبا ما يغادرون عملهم دقائق بعد رجوعهم، بعدما يصل وقت الخروج من الإدارة. ولم يثن اعتمــاد أغلب الإدارات أجهزة تسجيل دخــول وخــروج المــوظفين عن الاستمرار في مغادرة مقرات عملهم فــي موعد الغذاء. ومن الطبيعي أن يكون الموظفون أشد المدافعين عن التوقيت المستمر، إذ اعتبرت نسبة 88 في المائة أن توقيت العمل المعمول به، حاليا، ملائما لها، ولو أن نسبة 48 % من الموظفين تطالب باعتماد إجراءات مواكبة. ورغم أن أزيد من نصف أرباب المقاولات يشتكون من تغيب الموظفين، فإنهم يطالبون بالإبقاء على النظام مع اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان سير عمل الإدارات، بل إن البعض منهم يقترح اعتماد نظام المداومة إلى غاية السادسة مساء ويوم السبت، خاصة بالإدارات المسؤولة عن منح الشهادات والوثائق الإدارية. وطالب معدو الدراسة باعتماد مجموعة من الإجراءات من أجل معالجة بعض الاختلالات التي يعرفها تطبيق نظام التوقيت المستمر، من أبرزها تعزيز آليات مراقبة الحضور، خاصة في فترة الظهيرة، وتخصيص أماكن لتناول الوجبات بالإدارات والمرافق العمومية التي لا تتوفر عليها، واعتماد مصالح للمداومة بالإدارة إلى غاية السادسة مساء لضمان استمرارية المرفق، بالنسبة إلى الذين لا يسعفهم التوقيت المستمر في قضاء أغراضهم الإدارية. وأشارت الدراسة إلى أن التوقيت المستمر كانت له انعكاسات اقتصادية إيجابية، إذ مكن من ضمان مرونة أكثر في المبادلات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوربي، كما انعكس إيجابا على الاستثمارات الأجنبية المباشرة، واستندت الدراسة على معطيات مكتب الصرف التي تشير إلى أن حجم الاستثمارات الخارجية المباشرة المتدفقة إلى المغرب عرف ارتفاعا متواصلا منذ 2005، تاريخ اعتماد التوقيت المستمر، باستثناء 2009، التي سجل خلالها تراجعا في تدفقات الرساميل. كما تناول بعض الموظفين وجبات الغداء بمقرات عملهم أو بالقرب منها ساهم في إنعاش بعض الأنشطة التجارية المرتبطة بالطعامة، إذ أكدت الدراسة أن حجم المعاملات الإضافي السنوي لهذه الأنشطة ناهز 851 مليون درهم. وأوضح معدو الدراسة أن الموظف يتنــاول 22 وجبــة في الشهــر، وأن 69.4 % منهم يخصصون حوالي 15 درهما للغذاء، في حين أن حوالي 30 % ينفقون 30 درهما على وجبة الغداء ولا تتجاوز نسبة الذين تصل نفقاتهم إلى 50 درهما 0.8 %. عبد الواحد كنفاوي

دراسة تكشف عيوب التوقيت المستمر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حريق مهول يمحو سوق الصالحين بسلا

خبرة طبية لـ 66 معتقلا بالريف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات