أزمة الخليج لم تؤثر على الأطر المغربية

شيبة قال إن المدربين المغاربة يحتكرون 75 من ألقاب الفئات الصغرى بالأندية القطرية قال سعيد شيبة، الإطار الوطني بقطر، إنه قرر العودة إلى المغرب، بعد أن زالت العراقيل التي منعته في السابق، مشيرا إلى أنه لن يقبل أي عرض مغربي في الصيف الجاري، وسينتظر دجنبر المقبل، بعد أن يجمع المعطيات الأساسية حول البطولة الوطنية. وأضاف شيبة في حوار مع ”الصباح الرياضي” أن الأزمة الخليجية لم تؤثر على الأطر المغربية بقطر، وأن مكانة المدربين المغاربة كبيرة، بحكم احتكارهم ل75 في المائة من ألقاب الفئات العمرية بالأندية القطرية، الشيء الذي يؤكد كفاءتهم العالية في التدريب. وفي ما يلي نص الحوار: هل اتخذت قرار الرجوع إلى المغرب بصفة نهائية؟ في المرحلة الأولى، قررت الرجوع إلى المغرب لجس النبض، بعد الانتهاء من التزاماتي الأسرية، وبشكل خاص بعد أن أنهى أبنائي المرحلة الثانوية من الدراسة، إذ أن الأمور أصبحت أكثر سهولة، بسبب تجاوزهم مرحلة حساسة من دراستهم. ما سبب اتخاذك هذا القرار؟ كما قلت لك أبنائي أنهوا دراستهم، ولم يعد هناك مانع في العودة إلى بلدي والعمل به، كما أن تغيير نظام الدراسة لأبنائي لن يكون سهلا، الشيء الذي دفعني للتريث قليلا إلى أن تجاوزوا الباكلوريا لاتخاذ قرار العودة إلى المغرب. وهنا أود فتح قوس بخصوص تلبية دعوة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عندما عينت مساعدا للمدرب بادو الزاكي، إذ لم يكن من المنطقي أن أرفض دعوة القميص الوطني، لأنها شرف لأي مدرب. ألا تخشى احتكار عدد من المدربين لسوق الأندية بالمغرب؟ مادمت اتخذت قرار العودة إلى المغرب، إلا وأنني قادر على المنافسة، وأعتقد أنني راكمت ما يكفي من التجربة والخبرة للعودة إلى المغرب، والإشراف على أحد الأندية الوطنية، وبحكم تتبعي للبطولة الوطنية، فإن جميع الفرق تبحث عن الجديد، وتسعى إلى تغيير نمطها لمسايرة التطور الحاصل في كرة القدم بالقارة الإفريقية والعالم. وبحكم معرفتي بالبطولة الوطنية، استطعت أن أنسج علاقات مع عدد من المسؤولين المغاربة، وأغلبهم طلبوا مني أن أدرب أنديتهم، لكن بحكم الظروف العائلية لم يكن من الممكن التضحية بالأبناء من أجل مستقبلي المهني. كما منعتني العقود التي أبرمتها مع أندية وقنوات تلفزيونية قطرية من اتخاذ قرار العودة، وهذا يؤكد حجم الالتزامات التي منعتني من اتخاذ قرار الرجوع إلى المغرب، وأعتقد أنني سأعود إلى المغرب نهاية الصيف الجاري. منذ متى وأنت تتلقى عروضا من أندية مغربية؟ على مدار خمس أو ست سنوات الأخيرة وأنا أتلقى عروضا من الأندية، وكلما التحقت ببلدي في الصيف، إلا ويتصل بي العديد من المسؤولين، بحكم العلاقة التي تربطني بهم، لكن في كل مرة كنت أعتذر بلباقة، وأعتقد أنه حان الوقت للعودة واستثمار الخبرة التي راكمتها في تدريب أندية وطنية. هل الأندية التي وجهت إليك الدعوة قادرة على تحمل تكاليفك المالية مقارنة بالوضع الذي تعيشه في قطر؟ ما يجب أن أؤكده لك، أن العروض التي تلقيتها كانت من أندية القسم الوطني الأول، ولدي إحساس جيد أن الأمور ستسير على نحو جيد، وإن كانت الظروف بالعديد من الأندية الوطنية ليست مثالية، لكن بالنسبة إلي فإن المنافسة ستكون على أرضية الميدان، وعلي أن أختار الطاقم الذي سيعمل معي جنبا إلى جنب لتحقيق النجاح، واختيار اللاعبين المناسبين لطريقة عملي. وأظن أن الجانب المالي ليس كل شيء في الأمر، لكن في البداية يجب أن أقنع المسؤولين المغاربة بأسلوبي وبطريقة عملي، رغم أن كل من اتصل بي يعرفني جيدا، وعاين طريقة تدريبي، وإن كان الأمر يختلف كثيرا عن قطر، سيما أن الأخيرة متوفر فيها كل شيء، والظروف مختلفة عما هو متوفر في قطر من الناحية المالية واللوجستيكية، وهذه الأمور لها تأثيرها بشكل أو بآخر على الممارسة بطبيعة الحال. ألا تظن أن الأمر سيكون صعبا في البداية بالنظر إلى خصوصية الدوري المغربي؟ ما يجب معرفته أنني أتابع الدوري المغربي، بطبيعة الحال متابعة نوعية، لمعرفة كيفية تطور الأمور والتعرف على اللاعبين والمدربين وميكانيزمات كل واحد منهم في الاشتغال، وأظن أن مفاتيح النجاح في كل فريق تتأسس على نوعية الانتدابات التي تقوم بها، وهذا يفرض علي أن أتابع بشكل دقيق البطولة الوطنية، وأن أكثف من درجة مشاهدتي للمباريات، الشيء الذي دفعني لعدم قبول العروض التي تلقيتها لتدريب بعض الأندية هذا الصيف. ماذا تقصد بكلامك؟ ما أقصده أنني أجلت فكرة التدريب إلى دجنبر المقبل، وأن عودتي إلى المغرب ستكون أواخر يوليوز المقبل، والغرض من التريث أربعة أشهر قبل التوقيع لأي فريق هو معاينة مباريات البطولة الوطنية بشكل دقيق، وتكوين فكرة أكبر عن الأندية واللاعبين، حتى يسهل اندماجي بسرعة وتكتمل فكرتي عن البطولة، حتى لا أفشل في مهمتي. وأعتقد أنه من الناحية المنطقية، لا يمكن أن أقبل تدريب أي فريق منذ الصيف الجاري، وهذا أمر عاد، لأنه ينبغي أن أتابع منافسات البطولة الوطنية، وأخذ فكرة عن جميع الأندية التي سأواجهها مستقبلا، والتعرف على الفريق الذي سأدربه واللاعبين الذين سيشتغلون رفقتي. هل الأزمة الخليجية لها تأثير على الأطر الوطنية بقطر؟ على أرض الواقع، لا نشعر بأي مشاكل تواجه الأطر الأجنبية بقطر، صحيح أن الموضوع مهم، ومقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر خطوة صعبة، وإنما لحد الآن لم نلمس تأثيرها على الأطر الرياضية الوطنية. كما أن تزامن الفترة مع عطلة أغلب الأطر الأجنبية والمنتظر أن تعود بعد شهر أو 40 يوما إلى قطر، لا يشعر المرء أن هناك أزمة، كما أن السلطات القطرية تتعامل مع الأمور بحكمة، ولم تتخذ أي إجراء تجاه الأطر الأجنبية العاملة هناك، بما فيها أطر الدول التي أشهرت سيف المقاطعة ضدها. ومن جانب آخر، فإن الاتحاد القطري يحترم العقود الموقعة بينه وبين الأطر المغربية، علما أن المغرب بعيد عن أي توتر بينه وبين قطر. كيف تقيم أداء الأطر المغربية بالخليج؟ الإطار المغربي بالخليج عموما وقطر تحديدا يحظى باحترام كبير من قبل المسؤولين عن الشأن الكروي بهذه المنطقة، وذلك راجع إلى النتائج الجيدة التي يحققها، خاصة في الفئات العمرية الصغرى، وهناك إحصائيات تؤكد أن الإطار المغربي يحتكر 75 في المائة من الألقاب في الفئات الصغرى بالأندية القطرية. ومن قوة الإطار المغربي أنه معروف بتكوينه العالي، إذ أن أغلبهم يتوفر على دبلومات تدريب من معاهد ومدارس مغربية وأوربية، فضلا عن توفرهم على شهادات تدريب من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ومن الجامعة الملكية المغربية للعبة. هل مازلت مستاء من الجامعة بسبب إقالتك رفقة الزاكي من تدريب المنتخب؟ الكل تتبع مسلسل إقالتي من المنتخب، والظروف التي رافقتها، وأظن الأمر لم يكن سهلا، بل كان قاسيا نوعا ما، سيما أنه تم بطريقة غير لائقة، علما أن قبولي الالتحاق بالمنتخب الوطني جاء بعد تضحية بعقدي مع قناة «بي إن سبور» القطرية، والتي منحتني أجرا شهريا أفضل بكثير مما منحته لي الجامعة بالمنتخب، لكن أن أكون واحدا من الطاقم الذي يشرف على الأسود ليس أمرا سهلا، ويعد شرفا لي، ولم يكن من السهل أن أرفض الطلب من أجل المال. كيف سيكون ردك على عرض آخر من الجامعة لتدريب أحد المنتخبات؟ لابد من الإشارة إلى شيء مهم، أن الجامعة هي المؤسسة أو الجهاز الذي يشرف على المنتخب الوطني، لذلك فإنها تختلف عن المنتخب، وإذا تلقيت عرضا لتدريبه لن أتردد، لأنني أعتبره واجبا وطنيا قبل كل شيء، وبطبيعة الحال سيكون هناك اختلاف في طريقة قبولي، لأني بطبيعة الحال لن أرتكب الأخطاء نفسها التي ارتكبتها في عقدي الأول. ما هي هذه الهفوات؟ صراحة، طويت صفحة المنتخب، ولا أريد أن أعود إلى هذا الموضوع، لكن ما أود تأكيده أنني لن أكرر الأخطاء التي ارتكبتها في عقدي الأول، بحكم أنني وقعته بقلبي، ولم أحم نفسي من الكثير من الأمور، في مقدمتها أنني لم أعط أهمية للجانب المالي، لأنني كنت أرغب في تغليب المصلحة الوطنية على مصلحتي المادية. هل أنت راض عن أداء المنتخب الوطني رفقة المدرب الفرنسي هيرفي رونار؟ لا ينكر أحد أن المنتخب الوطني رفقة رونار، تغير بشكل كبير، إذ عاينا في كأس إفريقيا للأمم الأخيرة أسلوبا مختلفا، وعشنا على مدار ثلاث مباريات أداء جيدا، وإن كانت هناك مجموعة من الأمور التي يتعين تصحيحها. وأظن أن المشكل الأبرز الذي يعانيه المنتخب الوطني، يكمن في عدم توفره على لاعبين قادرين على الاستمرار بالأداء نفسه لأكثر من سنتين أو ثلاث، دون أن يتعرضوا للإصابة أو أن يغادروا لأسباب أخرى. وهذا يؤكد أن المنتخب الوطني يعاني غياب لاعبين بإمكانهم أن يشكلوا مفاتيح اللعب، وأن غياب ثلاثة أو أربعة عناصر أساسية يزيد من متاعب المنتخب، وهذا ما يصعب مأمورية المدرب الذي يتحمل مأمورية تدريب المنتخب الوطني. وأعتقد أن المنتخب الوطني مازال أمامه الشيء الكثير لاستعادة مكانته التي افتقدها منذ سنوات، لكن الأمور تسير في المنحى الصحيح أخيرا، وأتمنى أن يعود إلى توهجه، و يحقق حلم المغاربة في العودة مجددا للمشاركة في نهائيات كأس العالم. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن في سطور الاسم الكامل: سعيد شيبة تاريخ ومكان الميلاد: 28 شتنبر 1970 بالرباط خريج معهد مولاي رشيد حاصل على دبلوم التدريب «ألف» من الاتحاد الأوربي لكرة القدم حاصل على دبلوم التدريب «ألف» من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم حاصل على دبلوم التدريب الدولي من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم حاصل على دبلومات موازية في التحليل الرياضي الأندية التي دربها: الوحدة الإماراتي وأم صلال القطري وقطر القطري شغل منصب مساعد مدرب المنتخب الوطني لعب للفتح الرياضي والهلال السعودي وكبوسطيلا الإسباني ونانسي الفرنسي ومازوريل الاسكتلندي وأريس سالونيك اليوناني وقطر القطري والخليج الإماراتي. فاز بكأس ولي العهد بقطر بورتري حارق المراحل سعيد شيبة واحد من الأطر الوطنية التي راكمت تجربة طويلة في الملاعب العالمية، من خلال لعبه في البطولة الوطنية واحترافه بأعرق الأندية الخليجية، قبل أن يستفيد من فترة احترافية بأوربا. ويعد شيبة من الأطر المغربية القليلة التي استطاعت أن تمارس كرة القدم وتتابع دراستها في الوقت نفسه، إذ لعب لنادي الفتح الرياضي وحصل على شهادة الإجازة في التسيير الرياضي من معهد مولاي رشيد بالمعمورة في الوقت نفسه. وبالرجوع إلى تلك الفترة، يمكن القول إن الأمر لم يكن هينا على شاب يمارس في بطولة لم تكن تعترف ببرنامج دراسة ورياضة، وقليل من الرياضيين الذين استطاعوا أن يزاوجوا بين ممارسة كرة القدم والدراسة، إذ كان على أغلب زملائه إما التضحية بالكرة أو الدراسة، لكنه اختار الاثنين وبرع فيهما. ولعل المتتبع لمسار شيبة، سيعرف أنه لم يكن لاعبا عاديا بشهادة جميع المدربين الذين أشرفوا على تدريبه، خاصة أنه لاعب وسط ميدان زاوج بين القوة والتقنيات الفردية، وحمل قميص المنتخب الوطني لفترة طويلة، إذ لم يكن من السهل أن يقنع المدرب الفرنسي هنري ميشيل بمؤهلاته في وقت كان المنتخب يزخر بالعديد من النجوم. وما يحسب لشيبة أنه كان لاعبا محبوبا من قبل الأطر التي تشرف عليه ومسؤولي الأندية التي لعب لها، سيما أن طبعه هادئ وقليل الكلام، ولم يسع يوما لإثارة الناس من حوله، وسعى إلى أن يؤدي عمله بهدوء والمغادرة دون ضجيج، إذ أن مسيرته تميزت بعدم تلقيه إنذارات كثيرة، ولم يسبق أن سجل عليه دخوله في خلاف مع زملائه أو المشرفين عليه. وحافظ شيبة على رزانته عندما أصبح مدربا، بل إنه استطاع أن يشق مساره في التدريب بطبيعته السمحة نفسها، وأكد على الدوام استعداده لتلبية نداء الوطن على حساب مصالحه الشخصية، عندما ضحى بعقد مغر مع قناة ”بي إين سبور” للقيام بمهمة مساعد مدرب المنتخب الوطني.

أزمة الخليج لم تؤثر على الأطر المغربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أيت المعلم: بنشيخة ظلمني

أووك مطلوب ببركان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات