المغاربة المسلمون يرفضون الاعتراف بالأقليات الدينية

نظرة المغاربة إلى غير المسلمين تجعل المرتدين عن الإسلام يعيشون في الخفاء الأم: شوفي هداك الدري كيشرب الماء في الصباح وهذا رمضان. الابنة: وقيلة ماشي مسلم. الأم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ما تشوفيش فيه، راه الشوفة فيه حرام. حوار بسيط بين الأم والابنة، يوضح نظرة العديد من المغاربة لغير المسلمين رغم أنهم مغاربة أيضا. نظرة يلفها الحقد والكره والخوف والحزن والاحتقار... فقط لأنهم مغاربة فضلوا واختاروا ديانة غير الإسلام. كان من الممكن أن يكون الشاب مسلما ويتبع ديانته كما يجب، إلا أنه إصابته بالسكري منعته من الصيام، لكن الأم، بمجرد أن تصورت أنه تخلى عن ديانته، والتي بالطبع يجب أن تكون إسلامية، باعتبار أن كل مغربي يولد مسلما، بمنظور الكثير من المغاربة، “كرهت” الشاب، ورفضت حتى النظر إليه. الحوار ذاته، يؤكد حقيقة يجب تقبلها، أن نسبة كبيرة من المغاربة، يرفض الاعتراف بالديانات الأخرى، أو بأشخاص تخلوا عن كل الديانات ليصبحوا ملحدين. يرفضون الإقرار بأن الشخص حر في تصرفاته وعقيدته، وأن له الحرية الكاملة في أن يختار حياته بالطريقة التي يريدها، كما تنص المواثيق الدولية والتي سبق للمغرب أن صادق عليها.قد تكون معاملة الكثير من المغاربة لغير المسلمين، عادية، إلا أنهم في الوقت الذي يكتشفون الأمر، تتغير وتصبح أخرى، مبررين موقفهم بأن التعامل مع غير المسلم يجب أن يكون في حدود وألا تتعدى خطوطا حمراء يضعونها بأنفسهم، رغم أنهم يحاولون قدر الإمكان، أن يظهروا بصورة جيدة من أجل أن يكسبوا احترام الذين من حولهم، ماداموا أنهم لا يعترفون بحرية العقيدة.ولأن نسبة كبيرة من المغاربة، لن تتنازل عن اعتقادها وفكرتها، يضطر الذين تخلوا عن الديانة التي وجدوا أنفسهم ينتمون إليها، إلى إخفاء الأمر والعيش في الظلام، حتى أن البعض منهم يرفض الاعتراف بالواقع حتى للمقربين منهم، رغم أنهم مقتنعون تماما بخطوتهم وقرارهم، ويضطرون مع هذا الوضع لتناول الغذاء في رمضان مختبئين، لأن المغاربة والقوانين، “ستثور” عليهم.ربما ترجع أسباب نظرة المغاربة “المسلمين” للذين لا يتبعون ديانتهم، أن المغرب لا يعترف، أيضا، بوجود الأقليات الدينية، غير اليهودية، الأمر الذي يجعل الأقليات الأخرى تدخل في إطار الطابو السياسي، وتخضع لرقابة مشددة تحرمها من ممارسة حقوقها، والدليل على ذلك أننا لا نتوفر على أرقام أو معطيات عن عدد المغاربة الغير المسلمين. وحتى اليهود المغاربة، رغم أنهم معترف بهم، لا يتم التعريف بخصوصيتهم الدينية وثقافتهم وأعيادهم ومزاراتهم في وسائل الإعلام والكتب المدرسية.الواقع أن تغيير نظرة المغاربة إلى الديانات الأخرى، لن تتغير إذا لم تتغير نظرة السلطات إليها. يجب الاعتراف بأن في المغرب أشخاصا يعتنقون ديانة غير الإسلام، وأن فئة أخرى ملحدة، والمنتمون إليها أيضا مغاربة، والبلد في حاجة إليهم من أجل إنجاز مشاريع الإصلاح والتغيير التي دخلها أخيرا. إيمان رضيف

المغاربة المسلمون يرفضون الاعتراف بالأقليات الدينية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عصيد: المغرب لا يعترف إلا باليهود أقلية دينية

ليس كل من لا يؤمن بالله ملحدا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات