“كاف” تفتح ملف البث التلفزيوني بالمغرب

مصر تضغط لإعادة طلب العروض واتحاد التلفزيونات يراقب أعلنت الجامعة الملكية لكرة القدم، خلال الفترة الماضية، أن المغرب سيحتضن يومي 18 و 19 يوليوز المقبل مناظرة حول الكرة الإفريقية، بمبادرة من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ”كاف”. وأوضح بلاغ للجامعة الملكية لكرة القدم، أن هذه المناظرة التي تستمر ليومين تهدف إلى تطوير رؤية كرة القدم الإفريقية خلال العقد المقبل، كما سيسلط الضوء خلال هذا الحدث الدولي على الإشكاليات المرتبطة بمسابقات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ”كاف”، خصوصا المتعلقة منها بالشكل والوقت والتنظيم، إضافة إلى دفتر تحملات البلدان المحتضنة لكأس إفريقيا للأمم، والكؤوس الخاصة بالأندية وكرة القدم عند الشباب، وكرة القدم والتنمية والتواصل والاعلام والتسويق والتلفزيون. لكن ما يهم عددا من محبي الرياضة بالقارة السمراء هو النقاش الذي سيشهده موضوع الحقوق الحصرية التي سبق ل ”كاف” أن باعتها لشركة ”لاكاردير سبور5” الفرنسية، إذ يعقد المصريون آمالا كبيرة على هذا الأمر، إضافة إلى اتحاد الإذاعات العربية. بداية المشكل جددت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ”كاف”، في عهد رئيسها السابق عيسى حياتو العقد المبرم مع شركة ”لاكاردير سبور فايف”، والذي بموجبه تحتكر الأخيرة حقوق التسويق التلفزيوني للمنافسات القارية، والتي تبيعها بعد ذلك إلى ”بي إن سبور”. ويقضي الاتفاق المبرم باحتكار الشركة لمختلف البطولات والدوريات الإفريقية، من 2017 إلى غاية 2028، بمقابل مالي يناهز مليار دولار. وتملك ”بي إن سبور” القطرية حصرية البث في دول شمال إفريقيا (المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا ومصر) ما يجعلها المتحكم الوحيد في هذه السوق، إذ، وكمثال بسيط، لم تتمكن أي دولة من بث منافسات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة التي أجريت بالغابون يناير الماضي بسبب المطالب التعجيزية والتي وصلت إلى مليار سنتيم للمباراة الواحدة. ولم يتمكن المغرب أيضا من بث مباريات كأس إفريقيا إذ فضل المغاربة اللجوء إلى ”الستريمينغ” أو القنوات الأوربية التي اقتنت الحقوق بأسعار تقل بكثير عما اشترطته ”بي إن سبور” على الدول المغاربية، إذ تكفي فقط الإشارة إلى أن قناة ”أورو شبور” اقتنت الحقوق ب 300 ألف دولار ليس للمباراة الواحدة بل لكل منافسات ”الكان”. شرارة المصريين أول خيوط الحكاية نسجت بالقاهرة مباشرة بعد منح حقوق بث مباريات البطولات الإفريقية لشركة ”لاغاردير سوبر 5” الفرنسية، حتى 2028، رغم تقدم شركة ”بريزنتيشن” المصرية بعرض لشراء حقوق البطولات الإفريقية. وقرر المصريون اللجوء إلى القضاء ضد الكامروني عيسى حياتو، وهشام العمراني كاتب عام ”كاف”، لاتهامهم بالفساد. وكان جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، أحال يناير الماضي عيسي حياتو بصفته وشخصه للنيابة العامة لثبوت قيامه بمخالفات لقانون حماية المنافسة، حيث قام بإساءة استخدام وضعه المسيطر في أسلوب ونظام منح حقوق البث المتعلقة ببطولات كرة القدم، وقام بمنحها لشركة ”لاغاردير سبور”، دون طرحها للشركات الأخرى الراغبة في الحصول عليها في إطار طبيعي يضمن وجود منافسة حرة وعادلة. وحسب ما جاء في وسائل إعلام مصرية مباشرة بعد تولي الملغاشي أحمد أحمد رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ”كاف” فإنه ”أمام رئيس الكاف الجديد سيناريوهان، الأول هو انتظار حكم المحكمة المصرية بشأن القضية المنظورة أمام المحكمة الاقتصادية، مع إعلان احترامه لأحكام القضاء المصري، نظرا لأن مقر الكاف بالقاهرة ويخضع للسيادة المصرية، أو السيناريو الثاني وهو إعادة النظر في كافة الاتفاقات التي أبرمها الكاف في السنوات الأخيرة”. كما أكد سيف زاهر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري، أن أحمد أحمد رئيس الكاف الجديد، سيقوم بفتح ملف بيع حقوق بث وتسويق البطولات الإفريقية، وهو الملف الذي تسبب في أزمة بين رئيس الكاف السابق عيسى حياتو، واتحاد الكرة المصري. العرب يدقون الناقوس اتحاد الإذاعات العربية لم يسكت هو الآخر ووجه تقريرا إلى جامعة الدول العربية، يتوفر ”الصباح الرياضي” على نسخة منه، جاء فيه شرح واف لمشكلة التشفير في العالم العربي، ”يبلغ سكان الوطن العربي أكثر من 390 مليون نسمة كما يبلغ عدد الأسر 89 مليون أسرة منها 80 مليون أسرة تمتلك أجهزة تلفزيون عادية، وهناك فقط خمسة ملايين أسرة فقط تمتلك اشتراكات تمكنها من متابعة الفعاليات التي تبث عبر القنوات المشفرة المتوفرة في المنطقة العربية ك ”أوسي إن” و”بي إن” وأبوظبي و”إم بي سي””. ويتبين من هذه الأرقام أن 93 في المائة من المواطنين في المنطقة العربية محرومون من متابعة البطولات الكبرى (كأس العالم والألعاب الأولمبية والبطولات العربية والآسيوية والإفريقية). الأدهى أنه بسبب التشفير والأسعار الكبيرة، فقد تجاوزت الأجهزة في بعض البلدان العربية معدل الدخل الفردي السنوي، فمثلا يبلغ سعر جهاز الاستقبال 300 دولار وبإضافة الكماليات لمتابعة عدد من المنافسات (رياضية وفنية وأفلام)، مجتمعة يرتفع الثمن في بعض الدول إلى 700 دولار. القضاء الدولي الحل يقدم اتحاد الإذاعات العربية الحل الذي وصلت إليه إذاعات وتلفزيونات القارة الأوربية قبل سبع سنوات، وهو اللجوء إلى القضاء، إذ حسب التقرير نفسه الموجه إلى جامعة الدول العربية، والذي تتوفر ”الصباح الرياضي” على نسخة منه، ف ”في عاشر مارس 2010، تم إصدار توجيهات أوربية متعلقة بالبث الفضائي، وبالرجوع إلى الموقع الإلكتروني الخاص بتلك القرارات الأوربية، يتبين أن المادة السابعة لتنظيم البث التلفزيوني نصت صراحة على أن ”كل دولة عضو داخل الاتحاد الأوربي بإمكانها اتخاذ تدابير واجراءات وفقا لقانون الاتحاد يضمن عدم احتكار أي قناة أو هيأة تلفزيونية للأحداث الرياضية باعتماد سياسة التشفير من خلال تحديد قائمة سنوية للأحداث الرياضية التي تعتبرها أحداثا ذات أهمية بالغة للمجتمع”. وعاد الاتحاد إلى هذه المادة للتأكيد على أن من حق الهيآت الأوربية إرسال خطاب واضح وفي الوقت المناسب إلى المفوضية الأوربية التي تتأكد فقط من مطابقة هذه القائمة للقانون الأوربي قبل أن تعممها على الدول الأعضاء. وقدم الاتحاد نموذج انجلترا وبلجيكا، اللذين قدما لوائح وقوائم بالأحداث التي تكتسي أهمية بالنسبة إليهما وبالتالي منع حصريتها، وكان ضمن تلك الأحداث مباريات نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 وكأس الأمم الأوربية 2016، والنتيجة أن المفوضية الأوربية أقرت بتطابق تلك الأحداث مع قوانين الاتحاد الأوربي. إعداد: أحمد نعيم

رسالة من الملك إلى ولي عهد أبوظبي

رونار: خانتنا الواقعية

مقالات ذات صلة