دروع بشرية تمنع “باراديز” على عماري

عمال المركب السياحي التحقوا بنقابة المخارق لحماية الاستثمار ويتوعدون بالتصدي لأي اقتحام يستهدف مورد رزقهم دخل مسلسل الترهيب أشواطه المملة في البيضاء. المقررات الجماعية بالإفراغ وفسخ عقود الاستغلال تحضر على طريقة "الفاست فود"، ويتكلف أعوان مجلس المدينة بتوصيلها إلى المعنيين بها، مع إضافة بهارات "الزجر والإلزام"، لغاية منحها لبوس الأحكام القضائية المشمولة بالنفاذ المعجل. صور تتكرر منذ سنوات، كسر نمطيتها أخيرا، حادث اقتحام القوة العمومية سوق الجملة القديم وإفراغه من مستغله الشعبي لتعلن عن حلقة جديدة من المسلسل المذكور، عنوانها "لا احترام لأحكام القضاء". الحادث أجج مخاوف عمال المركب السياحي والترفيهي "باراديز"، الذين دخلوا النفق المظلم، بعد تنامي إشاعات اقتحام مماثل لمركبهم من قبل السلطات، يتحسسون سبل النضال من أجل حماية الاستثمار، الذي أتاح لهم الاستفادة من الشغل ومراكمة خبرات طيلة 17 سنة، ليجدوا الخلاص في جبهة نقابية تدافع عن مصالحهم وتحمي مورد رزقهم، من تغول "لوبيات" العقار، حسب تعبير أحد العمال. بدر الدين عتيقي - تصوير: أحمد جرفي اختلف الاحتفال بعيد العمال هذه السنة عن سابقيه من الأعياد، بالنسبة إلى عمال المركب السياحي والترفيهي "باراديز"، موضوع نزاع حول عقدة الاستغلال بين مجلس المدينة والشركة المستغلة "بلان سيال"، إذ انتفض 130 عاملا مباشرا في شارع الجيش الملكي وسط البيضاء فاتح ماي الجاري، ضد تعنت مجلس المدينة وهجوم "لوبيات" العقار، التي وجهت الأعين صوب المركب، المتمركز في موقع استراتيجي على الشريط الساحلي. "شكلنا مكتبا نقابيا منذ سنوات، إلا أننا لم نلجأ إليه لحل أي نزاع مع المشغل، بحكم العلاقة الصحية التي تربطنا به"، يؤكد رضوان مرشد، كاتب عام المكتب النقابي لعمال "بارادايز"، الذي التحق بالاتحاد المغربي للشغل أخيرا، عبر بوابة الجامعة الوطنية لمستخدمي الفنادق والمطاعم والسياحة، موضحا أن تزايد التهديدات باقتحام المركب السياحي، على غرار ما وقع في سوق الجملة القديم ببلفدير، حفزنا على البحث عن دعم المركزية النقابية التي يتزعمها الميلودي المخارق، من أجل حماية الاستثمار، في سابقة من نوعها، تؤرخ لتحرك عمالي يستهدف الدفاع عن مشروع يؤمن مصدر عيش عشرات الأسر. المخاوف بلغت أوجها في أحد الأيام، حين اضطر عمال المركب إلى المبيت فيه رفقة أسرهم، بعد أن تناهى إلى مسامعهم تنفيذ إجراء الإفراغ في حق الشركة المستغلة، بالاستعانة بالقوات العمومية. "أصبح مرور جرافة من أمام المركب السياحي يثير هلع العمال ويستنفرهم"، يعلق جلال اكزبيب، نائب كاتب عام المكتب النقابي "باراديز"، موضحا أن المركب الذي يشغل حتى 240 عاملا خلال مواسم الذروة، وساهم في تكوين أجيال من مهنيي الفندقة والطعامة، والتقنيين في مختلف التخصصات، أصبح مهددا بالإعدام، بسبب غياب الحكامة في تدبير مجلس المدينة لملفات الممتلكات الجماعية، الذي دخل في نزاعات قانونية مع مستغليها، وحمل البيضاويين تكاليفها، مشددا على أن فضاء المركب لم يكن سوى خراب قبل 17 سنة، وساهمت تضحيات المستثمر والعمال في تحويله إل وجهة سياحية عائلية فريدة، تستجيب لأعلى معايير الجودة والسلامة، ليأتي مجلس المدينة أخيرا، ويحاول إغلاقه وتسريح عماله. الموت السريري لهجة التصعيد والسخط لم تفارق شفتي مستشار المكتب النقابي للعمال، الذي أكد جاهزية الأجراء وأسرهم للتصدي لأي عملية اقتحام للمركب السياحي "باراديز"، موضحا بالقول "الواحد هو اللي يموت على ولادو ولا بلادو"، في إشارة إلى استعداد العاملين وأسرهم للتضحية بأرواحهم، من أجل منع تنفيذ إجراء الإفراغ في المركب، الذي سجلت مؤشراته التجارية تراجعا مهما خلال الفترة الأخيرة، بعلاقة مع تنامي الإشاعات المتعلقة بإنهاء نشاط الشركة المستغلة، وتحويل نشط الفضاء السياحي والترفيهي، الأمر الذي أثار استغراب النقابي وغيره من العاملين، باعتبار تزامن التصعيد في ملف استعادة الممتلكات الجماعية من قبل مجلس المدينة، مع فترة تسجيل الاشتراكات وإعادة تجديدها، التي تنطلق بحلول يونيو المقبل. يعاني المركب السياحي "باراديز" حاليا، الموت السريري، بسبب تراجع عدد الزبناء، من المشتركين والأفراد، بسبب الإشاعات التي تشكك في وجود واستمرار المركب، الأمر الذي انعكس سلبا على نفسية العاملين فيه، الذين عمدوا إلى تجميد مخططاتهم المالية، استعدادا لأيام حالكة، في حال إنهاء عملهم بالفضاء الترفيهي. "أغلبنا يرتبط بقروض مع البنوك، والتزامات مالية مختلفة، وبالتالي فأي تهديد لمورد رزقنا، يمثل مقامرة بمصير أسر كاملة"، يوضح كاتب عام المكتب النقابي لعمال المركب السياحي. مسابح وملاعب وصالات رياضية متطورة، فقدت الكثير من زوارها، إيذانا بدخول الفضاء الترفيهي مرحلة ركود، يرتقب أن تستمر بعد تصعيد مجلس المدينة نبرة التحدي في ملف استغلال المملتكات الجماعية، علما أن ملف المركب يختلف عن غيره من الملفات المعروضة على طاولة عبد العزيز عماري، عمدة البيضاء. "نوستالجيا" النزاع لم يمر عقد استغلال المركب السياحي الترفيهي "باراديز" في عين الذئاب عبر الاتفاق المباشر، على غرار عقود استغلال ممتلكات جماعية أخرى، إذ اتخذ صيغة طلب عروض عمومي، معلن من قبل الجماعة الحضرية آنفا آنذاك، تمكنت شركة "بلان سيال"، المسير الحالي للمركب، من الفوز به، فيما تعهدت إدارة الشركة حينها، باستثمار ما قيمته ثلاثة ملايير و300 مليون سنتيم (33 مليون درهم) خلال فترة عشر سنوات، تحديدا بين 2001 و2011، استنادا إلى دفتر تحملات خاص، تضمن مجموعة من الشروط، همت تجديد المنتجع الترفيهي وإضافة تجهيزات أخرى. بادر مسؤولو الشركة، إلى الاستثمار في أول مركب ترفيهي"حلال" على الشريط الساحلي، وراهنوا من خلاله على استقطاب الزبناء من الأسر والأفراد في البيضاء، التي يعاني سكانها خصاصا في الفضاءات الترفيهية العمومية، وأنفقوا مبالغ مالية مهمة لتحويل المنشأة إلى منتجع سياحي بمواصفات عالية، لتصل قيمة هذه الاستثمارات إلى حوالي خمسة ملايير و118 مليون سنتيم (51 مليونا و177 ألفا و544 درهما) بنهاية فترة التعاقد (10 سنوات)، حسب تقييم الخبرة المحاسباتية، التي أمرت بها المحكمة بعد نشوب نزاع قضائي بين الطرفين. تلقى مسؤولو "بلان سيال"، اتصالا من قبل مجلس الجماعة الحضرية أنفا، بشأن مقترح يهم بناء فندق من فئة خمس نجوم، بطاقة استيعابية تصل إلى 100 غرفة، إلى جانب موقف خاص للسيارات، إذ تم إقرار هذا المقترح والموافقة عليه بالإجماع في الدورة العادية للمجلس بتاريخ 4 غشت 2003، استنادا إلى ملحق جديد، أضيف إلى عقد الاستغلال الأولي، تضمن تخصيص مبلغ ستة ملايير سنتيم (60 مليون درهم)، لبناء الفندق المذكور، والالتزام بالشروع في أشغال البناء في أجل أقصاه 2006، إلى جانب تحيين السومة الكرائية للعقار، التي انتقلت بعد 16 مارس 2011، من 135 مليون سنتيم سنويا إلى (180 مليونا و800 ألف درهم)، حتى 16 مارس 2016، و225 مليون سنتيم (مليونان و250 ألف درهم) بحلول التاريخ ذاته في 2021. 6 أحكام لصالح المستثمر مدد الملحق الذي أضيف إلى عقد الاستغلال الأولي، التعاقد بين شركة "بلان سيال" والجماعة الحضرية أنفا إلى 45 سنة، قبل أن يتلقى مجلس الجماعة، ضربة قوية في هذا المشروع من قبل الوكالة الحضرية للبيضاء، التي رفضته بداعي تعارضه مع تصاميم ومخططات تهيئة، تهم الوعاء العقاري الذي يحتضن مركب "باراديز"، ليتم تجميد مشروع الفندق بقرار من الوكالة، بينما ظلت الشركة المسيرة منضبطة لالتزاماتها التعاقدية إلى غاية 2013، حين تلقت أول مقرر جماعي بفسخ عقد الاستغلال، بداعي إخلالها بواجباتها الاستثمارية وعدم أدائها السومة الكرائية، ما دفعها إلى اللجوء إلى المحكمة الإدارية، لتنخرط في معركة قضائية طويلة ضد مجلس المدينة، حازت خلالها ستة أحكام لصالحها.

دروع بشرية تمنع “باراديز” على عماري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوسعيد: التجمع "عندو الزين عندو الشباب"

المدرسة العليا للإعلام والتواصل تكسب الرهان

مقالات ذات صلة