“ميراث النساء”… نبش في المقدس والطابو

دراسة متعددة الاختصاصات حول الإرث بالمغرب بمساهمة 23 باحثا صدر أخيرا كتاب جديد بعنوان "ميراث النساء.. دراسة متعددة الاختصاصات حول الإرث في المغرب" عن منشورات "ليزومبرانت" وبدعم من مؤسسة أجيال وتحت إشراف الباحثة سهام بنشقرون. الكتاب الجديد عبارة عن دراسات مختلفة ساهم في إعدادها وتحريرها 23 من الباحثين من مختلف التخصصات منها الفقه والعلوم القانونية والعلوم السياسية والاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع والأنثربولوجيا والتربية، إضافة إلى 15 مترجما أشرفوا على نقل نصوص الدراسات التي نشرت بشكل متزامن باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية. ومن الأسماء التي شاركت في هذا الإصدار الذي يعد نوعا من "الاجتهاد" متقاطع التخصصات بصدد الإرث، هناك طارق أوبرو، باحث في الدراسات الإسلامية ومليكة بنراضي، مختصة في القانون، وسهام بنشقرون، طبيبة، وجمال خليل، عالم اجتماع، وأحمد الخمليشي، باحث في الدراسات الإسلامية، وفتيحة الداودي، مختصة في القانون، إضافة إلى الباحثة الأنثربولوجية السعدية راضي، والحسن رحو الجراري مختص في القانون، فضلا عن محمد عبد الوهاب رفيقي، باحث في الدراسات الإسلامية، والعالم الاقتصادي عبد الجواد الزراري ونائلة السليني رادوي باحثة في الدراسات الإسلامية والباحثة في علم الأديان نادية الشرقاوي. كما تضم قائمة المشاركين في الكتاب أسماء أخرى من قبيل الباحثين في مجال الأنثربولوجيا فريد العسري وزكلايا غاني وأحمد غزالي وحكيمة الفاسي الفهري مختصين في القانون، وكارين لحود ططر مختصة في القانون، أسماء المرابط باحثة في الإسلاميات وفوزي مرجي مختص في الاقتصاد القياسي وأمينة المريني مختصة في علوم التربية ومحمد موقيت مختص في العلوم السياسية ومريم يافوت. وجاء الكتاب في سياق النقاش المثار حاليا بشأن الإرث إذ تطالب بعض الأصوات بمراجعة قواعد الإرث في المغرب، في الوقت الذي ترتفع أصوات أخرى تناهض هذا المطلب وتهاجمه، ليظل إرث النساء أسير النصوص المقدسة الحصينة. وهي المسألة التي تشير إليها الباحثة سهام بنشقرون في مقدمة الكتاب إذ تقول "إن اللامساواة في الحقوق بين الرجال والنساء، من الحقائق الأكثر انتشارا عبر الأزمان وفي كل مكان، وإذا كانت بعض المجتمعات قد نجحت تدريجيا في إرساء مساواة اجتماعية بين الجنسين، فإن هذه الدينامية تجد صعوبة في التحقق في العديد من البلدان، خاصة منها ذات المرجعية القانونية الإسلامية". وتضيف بنشقرون أن "بعض المسلمين يعمدون إلى نعت كل مقاربة إصلاحية جدية لصالح النساء بالمناهِضة للإسلام، حيث يصبح وضع المرأة عبارة عن مقياس لرصد مستوى الإيمان، وعلامة على الطابع الإسلامي لأي بلد وبذلك يعتبر الدفاع عن المساواة الفعلية بين الجنسين بهذه الطريقة المبسترة تصرفا مناهضا للشريعة". وتردف أن كثيرين يصرحون أنه من غير الممكن إعادة النظر في قوانين الإرث المعمول بها باعتبار ذلك مساسا بالدين الإسلامي، في حين أن هذا لا يعكس الحقيقة بالمرة، إذ "باسم الإسلام يطلب منا أن نصمت". كما أن قانون الإرث في بلادنا يكشف نمط تنظيمنا الاجتماعي إذ أننا نرث حسب التصور الذي نعتمده في نظرتنا إلى المِلْكية والعائلة ودور كل فرد، بما يضمن استمرارية النظام البطريركي. عزيز المجدوب

“ميراث النساء”… نبش في المقدس والطابو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التعدد استمرار لثقافة المجتمع الزراعي

الخمر بين الحلال والحرام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات