نوستالجيا في مهرجان سيدي عثمان السينمائي

"وشمة" بناني وروح بسطاوي تخيمان على حفل الافتتاح توج الشريط الروائي القصير «محمد.. الاسم الشخصي» للمخرجة مليكة الزايري، مساء أول أمس (الأحد)، بالجائزة الكبرى لمهرجان سيدي عثمان السينمائي بالبيضاء والتي تحمل اسم الراحل محمد البسطاوي. الشريط الذي يحمل توقيع المخرجة المغربية المقيمة بفرنسا سيناريوها وإنتاجا، يتطرق إلى المفارقات التي يواجهها من يحملون اسم «محمد» في أوربا، وقد شارك في تشخيصه كل من كريم السعيدي وكيليان كوزان ودفيد بنحمو وآخرين. أما جائزة لجنة التحكيم فآلت إلى شريط «النفس الأخير» لمخرجه عبد الحفيظ عيساوي فيما حاز شريط «فرصة» للمخرج خالد الضواش. وأعطيت انطلاقة الدورة الخامسة لمهرجان سيدي عثمان للسينما، مساء الخميس الماضي، على وقع النوستالجيا السينمائية من خلال الاحتفاء بتجربة المخرج المخضرم حميد بناني وشريطه الرائد «وشمة». وعرف حفل افتتاح المهرجان الذي ينظمه النادي السينمائي لسيدي عثمان، واحتضنه المركب الثقافي مولاي رشيد، تقديم برنامج الدورة الذي اشتمل على تقديم مجموعة من الأفلام المغربية المطولة ضمن بانوراما خاصة، أو الأفلام القصيرة المشاركة ضمن المسابقة الرسمية. وحملت الدورة اسم الممثل محمد بسطاوي الذي حضرت أرملته الممثلة سعاد النجار حفل الافتتاح، واستعرضت جوانب من مسار الفنان الراحل، كما تخلل الحفل نفسه عرض موسيقي قدمه الفنان عبد الفتاح نكادي اشتمل على رائعة «لبحر» التي اشتهرت بها مجموعة النورس الغنائية التي يعد أحد مؤسسيها. واعتبر عبد الحق المبشور مدير المهرجان في كلمة له للمناسبة أن التظاهرة تسعى من خلال استعادة رموز السينما المغربية والتعريف بنجومها الحاليين إلى الحفاظ على جذوة عشق الفن السابع قائمة، واستمرارية ثقافة الأندية السينمائية. كما شهد حفل الافتتاح تقديم أعضاء لجنة التحكيم التي يترأسها المخرج محمد إسماعيل، إضافة إلى شهادات قدمها فنانون وممثلون ونقاد من قبيل الممثلين محمد خيي ومحمد الشوبي والناقد حسن نرايس وآخرين، إضافة إلى لحظة تكريم المخرج بناني وعرض فيلمه الشهير «وشمة». ويحكي فيلم «وشمة» ببساطة وعفوية لكن وفق بناء سينمائي ذكي ومحترف قصة/حكاية رجل عاقر تبنى طفلا (مسعود) من ملجأ الأيتام وأراد أن يربيه تربية صارمة وفق تقاليد وثقافة المجتمع المغربي آنذاك، إلا أن الرجل يتوفى ويترك لزوجته هذه المهمة. يكبر الطفل (مسعود) وتكبر معه عقدة الصغر، يرافق جماعة من الشباب المنحرف، ينحرف بدوره لكن شيئا ما مازال يسكن داخله يتركه في بعض الأحيان يرجع إلى رشده وصوابه، لكنه في النهاية يجبر على الاعتداء على مشغله وأثناء هروبه يموت بحادثة سير. ويغوص هذا العمل السينمائي «وشمة» في مشاكل اجتماعية مؤلمة ، يتناول بعض السلوكات التي كانت تسيطر على المجتمع في ذلك الوقت وينقدها، يعالج سيكولوجية الطفولة وارتباطها بالمحيط والثقافة. وأعقبت عرض الفيلم مناقشة لمضامينه بحضور مخرجه حميد بناني، الذي تحدث عن ظروف إنتاج وإخراج هذا الفيلم الذي يعد واحدا من التحف السينمائية التي ظهرت في بدايات السينما المغربية منذ مطلع السبعينات، وهو الشريط الذي شارك في بطولته عبد القادر مطاع والراحل محمد الكغاط، إذ كشف أن ميزانية الفيلم لم تتجاوز خمسة ملايين سنتيم. كما تواصلت بقية عروض الأفلام الموجهة لجمهور المهرجان بتقديم فيلم «الصوت الخفي» لمخرجه كمال كمال، إضافة إلى شريط «مسافة ميل بحذائي» للمخرج سعيد خلاف، والشريطان معا حائزان على الجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة على التوالي. وتخللت المهرجان فقرات تكوينية في مجال كتابة السيناريو والكاميرا الرقمية والقراءة الفيلمية، موجهة إلى الطلبة من تأطير كل من طارق شمعاوي وعبد المجيد تومرت ومجيد سداتي. عزيز المجدوب

نوستالجيا في مهرجان سيدي عثمان السينمائي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نعيمة زيطان: "الملابس الداخلية" ليست جرأة

روسيا تساند بوليساريو في مجلس الأمن

مقالات ذات صلة