نعيمة زيطان: “الملابس الداخلية” ليست جرأة

قالت إنها كانت تنتظر رحيل الوزير الصبيحي تعتبر نعيمة زيطان من المخرجات المثيرات للجدل في الساحة المسرحية، إذ غالبا ما تلقى أعمالها انتقادات فئة، بالموازاة مع استحسان فئة أخرى وتشجيعها على مواصلة عطاءاتها. عن جرأتها ومواضيع أخرى تتحدث المخرجة نعيمة زيطان ل»الصباح» في الحوار التالي: < غالبا ما تكون مواضيع أعمالك المسرحية محط انتقادات ومثيرة للجدل، فما السبب؟ < ليست مواضيع مسرحياتي مثيرة للجدل، ولكنه تحول المجتمع ورجوعه إلى الوراء خاصة مع الدور، الذي لعبته المواقع الإلكترونية «الصفراء»، في أن يسير في اتجاه الانغلاق، خلافا لعقود سابقة كان فيها أكثر انفتاحا. ومثلا جيل الأمهات كانت أمور كثيرة تعتبر عادية مثل السباحة ب»المايوه» في البحر إلى غير ذلك، ولم تكن المظاهر الدخيلة تؤرقنا كما هو الشأن اليوم، حيث أصبحت أعمال ليست مسرحية فقط، بل حتى الفن التشكيلي يقابل بردود فعل عنيفة. وأعتقد أنه يمكن أن نكون استثناء، فالعالم كله يناقش القضايا نفسها مثل الجسد والمرأة وتحديث المجتمع ودمقرطة والحق المواطنة كاملة، وبالتالي لا يمكن أن نكون استثناء وألا يثير أي موضوع من المواضيع ضجة وإلا «فالخلل فينا». وما أود أن أشير إليه أن أغلبية ردود الفعل تصدر من قبل أن ناس لا يحضروا العروض المسرحية، وبدلا من أن يتم استعمال لغة الحوار تعكس مستوى فكري يتعامل مع منتوج ثقافي يتم استعمال لغة فيها التهديد والسب والقذف. < البعض يرى أن هناك «جرأة زائدة» في أعمالك؟ < تبقى الجرأة مرتبطة بضرورتها في مشاهد مسرحية معينة، ولا أعتقد أن استعمال ملابس داخلية في عرض مسرحي يعتبر جرأة، فهي القطع نفسها تعرض في «فيترينات» محلات تجارية ويمر بجانبها الجميع بشكل عاد دون أن تثير استياء أو غضبا أو جدلا. وكلما كانت الجرأة تراعي الخصوصية المجتمعية، فلا أعتقد أن ذلك يشكل استثناء، لكن المشكل في حد ذاته هو أننا «نخافو نشوفوا راسنا في المرآة ونواجه نفسنا وعقدنا». ومن جهة أخرى، فأغلب النصوص المسرحية لست أنا التي كتبتها، وإنما اشتغلت عليها، والتي لا أعتقد أنها «مستفزة» كما يقال عنها لأنها لا يمكن أن تكون كذلك مادامت تسلط الضوء على أمور نعيشها مثل ظاهرة الاغتصاب وزواج القاصرات، التي ينبغي أن تكون لنا الجرأة الكافية للتعامل معها. وأعمالي «ما فيهاش شي حاجة خايبة». وإنما «الخايب» وجود الظاهرة وليس التعاطي معاها، وإلى حد الآن لا وجود لأي مشهد مخل بالحياء العام، لأنني ببساطة أؤمن أن المتلقي لديه من الذكاء ما يمكنه من تخيل أشياء تكميلية للفكرة التي أطرحها. < هل فكرت في خوض تجربة الإخراج السينمائي؟ < لا أفكر في السينما فأنا تعجبني الأشياء التي «تزول» والتي لا تترك آثارا. < هل يمكن أن توضحي أكثر هذه الفكرة؟ < ليس ضروريا أن تبقى كل الأعمال التي أقدمها، فأي شيء آيل للزوال هو أفضل بالنسبة إلي، وأي عمل أقدمه وجوده يبقى نسبيا ومرتبطا بزمن العرض. أما السينما فلا أتخيل نفسي أشتغل مع الآلة «الكاميرا»، فالجمالية والإبداع أشعر بهما أكثر في تعاملي مع ممثلي الخشبة. < ما تقييمك للإيقاع الذي تعرفه الساحة المسرحية حاليا؟ < أصبح الخط تصاعديا ومسرحيات عبرت عن جدية كبيرة إبداعها وجرأة مواضيعها ويمكن القول إنها في مستوى فرق عالمية، كما أن عدد من المبدعين أثبتوا قدراتهم، ويمكن القول ايضا إن المجال تطور مقارنة مع السينما، التي باتت تقدم في إطارها أعمال «باش نتشيكوا بها في مهرجانات. < لم تتقدمي بطلب للحصول على دعم لأعمالك المسرحية لفترة طويلة، فما السبب؟ < كنت أنتظر «حتى يمشي الصبيحي بحالوا»، سيما أن خلافات كانت بين فرقة «أكواريوم» وبين وزارة الثقافة بسبب التوطين المسرحي في مسرح المنصور الذي يفتقد إلى كثير من التجهيزات ولا يصلح للعرض. وبعد تعيين وزير جديد للثقافة والاتصال أكيد سأتقدم بمشروع جديد. < ما هو جديد أعمال المسرحية؟ < قدمت، أخيرا، مسرحية بعنوان «فاطمة»، تسلط الضوء على الكاتبة فاطمة المرنيسي، التي جسدت دورها الممثلة أمل بنحدو وكتبت نصه حليمة زين العابدين، وهو عمل مستنبط من كتاب الراحلة المرنيسي بعنوان «أحلام امرأة». وأنشغل حاليا بالاشتغال بعمل موضوعه الإرث، والذي يسلط الضوء على الحيف المرتبط به، كما يقف عند النظر في مراجعة نصوص قانونية انطلاقا من تأكيد «عالمات» في المجال الديني وجود «منفذ» يتيح إمكانية تطوير المجال. من مواليد مدينة شفشاون. > أول عمل مسرحي مشاحنات 1994 > خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.

"الفدان" يكرم أبا تراب

نوستالجيا في مهرجان سيدي عثمان السينمائي

مقالات ذات صلة