العربية للطيران تعيد فتح الجنوب الإيطالي

أول خط جوي مباشر بين البيضاء وكاطانيا ثاني أكبر مدن صقلية فتحت العربية للطيران، فرع المغرب، أول خط جوي مباشر يربط الدار البيضاء بكاطانيا، وذلك مرتين في الأسبوع، الثلاثاء من البيضاء على الساعة السادسة والربع مساء ومن كاطانيا في العاشرة والربع ليلا، والسبت على الساعة الحادية عشرة وربع ليلا من البيضاء والواحد و 45 دقيقة صباحا انطلاقا من كاطانيا، ليرتفع، بذلك، عدد الوجهات التي تؤمنها الشركة نحو إيطاليا إلى ستة، بعد ميلانو وبيرغامو وبولونيا وكوينيو والبندقية ونابولي. وتعتبر العربية للطيران المغرب شركة النقل الجوي الوحيدة، التي تؤمن رحلات مباشرة انطلاقا من المغرب إلى صقلية، التي تعتبر أكبر جزيرة بالبحر الأبيض المتوسط. تعد كاطانيا أو قطانية أو بلد الفيل كما كان يسميها العرب، التي تأسست منذ أزيد من 2700، وجهة ثقافية وتاريخية وجيولوجية وترفيهية بامتياز، شاهدة على حضارات إنسانية متعددة استقرت بالمنطقة وتركت بصماتها شاهدة عليها، بدءا بالحضارة الإغريقية ومرورا بالعهد الروماني والبزنطي، وصولا إلى الحضارة العربية. وما تزال آثار كل هذه الحضارات محفوظة بالمدينة والمناطق المجاورة لها. بركان "إتنا"...الوحش الرحيم إذا كانت مصر هبة النيل، فيمكن القول إن كاطانيا والمناطق المجاورة لها، هبة بركان «إتنا»، إذ كل اقتصاد المنطقة مبني على البركان، الذي يعد أكبر بركان نشيط بالقارة الأوربية. يساهم الغبار المحمل بالمواد الكيماوية في تخصيب الأراضي الفلاحية، إذ تتميز المنطقة بإنتاج العديد من الأنواع الزراعية والأشجار المثمرة، مثل الحوامض والفستق والكروم، إضافة إلى مختلف الخضر الطبيعية، إذ تمنع السلطات المحلية المزارعين من استعمال المواد الكيماوية. ورغم أنه دائم النشاط، ويقدم بالحمم البركانية بشكل شبه دائم، فإن ذلك لم يمنع سكان كاطانيا من الاستقرار بسفوح جبل إتنا، إذ أن التربة البركانية الخصبة تدفع السكان إلى توسيع مساحات زراعاتهم والتقرب قدر المستطاع من الجبل للاستفادة من أراضيه الخصبة، رغم المخاطر المحتملة، إذ أن البركان دائم النشاط، ويقذف بين الفينة والأخرى بالحمم. بالإضافة إلى الانعكاسات الإيجابية للبركان على الإنتاج الفلاحي، فإن إتنا يعتبر مصدر جذب للسياح، الذي يحجون إليه من كل حدب وصوب للتمتع بالمناظر الرائعة وممارسة رياضة التزحلق على الثلج خلال فصل الشتاء، إذ أن الجبل يجمع بين النار والثلج في صورة يقل نظيرها في مناطق أخرى. ورغم ثورانه المتواصل، فإن ذلك لا يمنع السياح من الاقتراب أكثر من البركان للاستمتاع بمناظره. ولم تسجل كوارث كبيرة في الأرواح، وكانت آخر انفجاراته قبل أقل من ثلاثة أسابيع، عندما انبعثت كمية من الحمم البركانية نحو الثلوج بعد انفجار عنيف للبركان وأدى اندفاعها نحو الثلوج إلى تطاير الحجارة والصخور في الجو، ما تسبب في إصابة عشرة أشخاص بجروح طفيفة. ويحظى بركان «إتنا»، الذي يوجد على ارتفاع 3350 مترا باحترام وتقدير سكان المنطقة، إذ ساهم كثيرا في إشعاع دولي للمنطقة والمدن المجاورة منه، مثل كاطانيا وميسينا وتاورمينا وسيراقوسة (سيراكوزا)، ما ساهم في إنعاش الحركة السياحية والتجارية بهذه المدن، التي تعتمد جلها على العائدات السياحية. تتوسط كاطانيا مدينتي ميسينا شمالا وسيراقوسة جنوبا، وكانت مهدا للعديد من الإمبراطوريات، بدءا بالإغريق والرومان فالعرب، ثم النورمانديين والإسبان. وتتميز بمآثرها التاريخية، مثل قلعة «أورسينو»، التي تعتبر من أجمل قلاع صقلية، التي بناها فريدريك الثاني بين 1239 و 1950، وتضم حاليا متحفا يعرض المنحوتات والخزف والأسلحة التاريخية. كما تشتهر المدينة بسوق السمك، الذي تباع فيه كل الأصناف بأسعار في المتناول تقل عن مستواها بالمغرب. ويمكن اقتناء النوع الذي ترغب فيه وتسليمه بالقرب من السوق لإحدى الشوايات الموجودة بالقرب من السوق من أجل طهيها وتناولها. وتوجد بالجنوب مدينة سيراقوسة، التي تضم محميتين طبيعيتين، محمية نهر تشاني وساليني ومنطقة بليميريو المحمية البحرية. وصنف وسط المدينة، الذي بني وفق النمط الباروكي الصقلي، ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو، وتتميز بعمرانها وكنائسها وساحلها المتميز. وتقع مدينة تاومينا في مركز الساحل الشرقي، وهي مدينة سياحية ولكنها تحتفظ بشخصيتها الصقلية الفريدة. وتشتهر بميادينها التي تسمى «بياتزا»وخلفيتها الجبلية الهائلة التي تضم بركان «إيتنا». وتعتبر من الوجهات المفضلة للسياح الأثرياء، وستحتضن في ماي الماضي قمة مجموعة السبع.

العربية للطيران تعيد فتح الجنوب الإيطالي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صقلية تكشف مفاتنها للمغاربة

وزراء سابقون يترأسون فرقا نيابية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات