الإخوة الأعداء

قياديون في الأحزاب الستة ينسقون للإطاحة بالحكومة استشاط قادة أحزاب الأغلبية الستة غضبا على رؤساء أحزابهم، وعلى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، لأن الحظ لم يحالفهم لتولي حقيبة وزارية، أو تلقوا وعودا بذلك وتم إبعادهم في آخر لحظة أو تم التلاعب بهم لخوض حروب وهمية لسنين دفاعا عن طريقة اشتغال زعماء الحزب وهم يواجهون الصعاب في محطات المؤتمر على الخصوص، مقابل نيل حقيبة بدت في الأخير أنها كانت طعما لا غير. ودافع أطر ومناضلو الأحزاب على أهمية توجيه الانتقادات اللاذعة لتشكيلة الحكومة، لأن رئيسها وقادة الأغلبية سمحوا لأنفسهم بالاستعانة بوزراء سابقين، بينهم من تجاوز سن التقاعد، وكان سيلزم بيته لكي يستريح، وبعضهم الآخر نزل بمظلات بدعم من كبار المسؤولين النافذين في آخر لحظة، كما تمت صباغة تقنوقراط بألوان أحزاب كأنها عقيمة لا تتوفر على أطر. وقال عبد العالي حامي الدين، القيادي في العدالة والتنمية، وبرلماني الحزب في مجلس المستشارين، إنه من الصعب إقناع المغاربة أن هذه الحكومة لها علاقة بالانتخابات التشريعية السابقة، مشيرا إلى أن العثماني يوجد الآن في موقف صعب وحساس جدا لأنه يدبر ائتلافا يضم ستة أحزاب ووزراء تقنوقراط، وليس تحالفا حزبيا سياسيا. وأكد حامي الدين أن جميع القطاعات التي أنجز فيها العدالة والتنمية إنجازات وصفها بالمهمة في حكومة بنكيران، أخذت منه مع حكومة العثماني وتم تغيير وزراء "بيجيدي" إلى قطاعات أخرى، داعيا إلى عقد المجلس الوطني لتقييم ما وقع، خاصة أن هناك دعوات أطلقت لوضع مسافة بين الحزب والحكومة. واستنتج حامي الدين أن فسيفساء الأغلبية الحكومية، ستؤدي حتما إلى نشوب خلافات داخلية لغياب الانسجام الحكومي جراء تضارب المواقف السياسية، ومحاولة جزء كبير من الأحزاب المشاركة التراجع عن قوانين وقرارات الحكومة السابقة، لأنها بكل بساطة قفزت على نتائج 7 أكتوبر. واتخذت القيادية أمينة ماء العينين، المنحى نفسه، إذ ردت على العثماني قائلة إن "الحكومة التي تترأسها لا تعكس الإرادة العامة، وأنت تعلم ذلك"، مضيفة: "عذرا الأخ سعد الدين، الحكومة التي تترأسها لا تعكس تلك الإرادة العامة والشعبية المعبر عنها في الانتخابات". وهاجم القيادي محمد علمي، في الاتحاد الاشتراكي، الكاتب الأول إدريس لشكر، مشددا على أنه لم يستشر أعضاء المكتب السياسي وهو يقدم لائحة المرشحين للاستوزار، معتبرا ذلك خيانة سياسية لا تغتفر. وأكد علمي أن لشكر لم يقل الحقيقة، لأنه ادعى أن الاتحاد الاشتراكي سيشارك انطلاقا من إرثه التاريخي بأربع حقائب وزارية وازنة، لكنه في الأخير اتضح أن المشاركة كانت باهتة وضعيفة من خلال كتابة دولة، ووزيرين منتدبين، ما اعتبر إهانة في حق الحزب. وهاجم القيادي الاتحادي، يونس مجاهد، رئيس الحكومة، وحزبه العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي، واصفا إياهما بـ"العجوز المتصابية القبيحة"، صاحبة منطق الهيمنة. وكتب في افتتاحية الجريدة التي وقعها وهو يحمل أيضا صفة الناطق الرسمي باســــــــم الاتحــــــــاد الإشتراكي، أن قادة " بيجيدي" هم "غلاة" سيستمرون في نهجهم السياسي الذي لن يرضى عن أية حكومة سوى تلك التي يهيمنون عليها بالمطلق، ويفرضون عليها توجههم الرجعي، ورؤيتهم المتخلفة لمشروعهم المجتمعي الظلامي، رغم كل مواد التجميل التي يلجؤون إليها". ودعا مجاهد إلى رمي تركة بنكيران الذي تسبب في الأزمة إلى الخلف، واعتماد برنامج حكومي تصيغه ستة أحزاب.كما انتفضت حسناء أبو زيد، ومحمد درويش، وآخريات وآخرون منتقدين لشكر والعثماني، متوعدين بإسقاط الحكومة. والأمر نفسه انطبق على قادة الحركة الشعبية، الذين انتقدوا بحدة العنصر لأنه لم يدافع عن وضعية الحزب كي تكون في مستوى التطلعات. إذ باستثناء محمد الأعرج الذي ليس حركيا بالتدرج في مؤسسات الحزب، لأنه جال في خمسة أحزاب، ونال حقيبة الثقافة والاتصال، فإن أغلب المستوزرين، هم كتاب دولة، رغم أن الحركة الشعبية حصلت على 27 مقعدا، تجاوزت الاتحاد الاشتـــــــــــــــراكي الحـــاصـــــــــل على 20 مقعدا، والاتحاد الدستوري الحاصل على 19 مقعدا، وبكثير التقدم والاشتراكية الحاصل على 12 مقعدا، وإثر ذلك انتفض سعيد أمسكان، ومصطفى اسلالو، ومحمد الفاضيلي، ومحمد أوزين، وآخرون الذين انتقدوا استوزار حمو أوحلي، المتقاعد الذي سبق له أن تولى حقيبة باسم حزب آخر في حكومة التناوب التوافقي، كما صبوا جام غضبهم على العنصر والعثماني، وقرروا خوض معركة إسقاط الحكومة. وانتقد محمد جودار، وبشرى برجال، وحسن عبيابة، في الاتحاد الدستوري، أمينهم العام محمد ساجد، لأنه فرط في الحزب ولم ينل إلا حقيبته، وكتابة دولة يتيمة، من خلال إنزال عثمان الفردوس بمظلة النافذين، معتبرين أن الذين يناضلون لأجل تطوير العمل الحزبي والدفاع عن مبادئه يتلقون الضربات من أقرب المقربين، متوعدين ساجد والعثماني بالمساهمة مع آخرين في تفجير الحكومة من الداخل. كما لم يسلم التجمع الوطني للأحرار، من الانتقادات إزاء تنزيل شخصيات باسمه في آخر لحظة وإبعاد الأطر التي ناضلت منذ 20 سنة، وإعادة استوزار آخرين استفادوا سابقا، فقرر الغاضبون من تشكيلة الحكومة أيضا تنسيق الجهود لمناهضة توجهها. أحمد الأرقام

الإخوة الأعداء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بيجيدي" عرف قدره

بوريطة يصف منفذي هجومي مصر ب"الكفار"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات