لا معنى للإخراج بدون قصة وممثلين

المخرجة جيهان بحار تتحدث عن كواليس فيلمها "في بلاد العجائب" تستقبل القاعات السينمائية الوطنية ابتداء من غد (الأربعاء) ، الفيلم الجديد للمخرجة المغربية جيهان بحار بعنوان «في بلاد العجائب» الذي يعد أول تجربة لها في إخراج الفيلم الطويل. عن هذه التجربة وكواليسها خصت صاحبة «حمرا خضرا» «الصباح» بهذا الحوار. < عنوان فيلمك الجديد «في بلاد العجائب» فيه إحالة على رواية عالمية معروفة وفي الوقت نفسه يتضمن شحنة سخرية. أين تضعين فيلمك وسط كل هذا؟ < فعلا توجد في عنوان الفيلم إحالة إلى العمل العالمي المشهور «أليس في بلاد العجائب» لكنها إحالة ظاهريا، فما أردت التعبير عنه من خلال العنوان والفيلم معا هو المعنى الذي يحيل أن وصف «بلاد العجائب» هو تعبير عن التناقضات والمفارقات الساخرة التي يمكن أن تكون في بلد مثل المغرب، فضلا عن أن الرواية العالمية التي تقول إن عنوان الفيلم فيه إحالة عليها، كتبت في الأصل للكبار، قبل أن تتم إعادة كتابتها في صيغة ثانية وتصير موجهة للأطفال. في الفيلم الجديد يمكن أن تجد أيضا هذين المستويين مستوى موجه للكبار ومستوى ثان تحضر فيه رؤية الطفل. < بهذا المعنى فإن السخرية والفكاهة اختياران مركزيان في هذا العمل؟ < نعم وهو اختيار شخصي في العديد من الأعمال السابقة خاصة التلفزيونية، وهو الأمر الذي استمر في هذا العمل الذي يعد أول تجربة لي في إخراج الشريط الطويل، إذ أفضل في الغالب معالجة المواضيع التي أفكر فيها بطريقة كوميدية تغلب عليها السخرية وأحاول ما أمكن أن أتفادى الخطاب الجاد والمباشر، حتى لو تعلق الأمر بمواضيع تتخللها التراجيديا، فمثلا موضوع الفيلم هو معاناة الناس في جبال الأطلس وهو الموضوع الذي أُشبِع معالجة خاصة من الناحية الإعلامية لدرجة أنه تعرض للتمييع، كما أن الناس صاروا ينفرون من المواضيع المأساوية، لذلك فإن اللجوء إلى الكوميديا هو بمثابة طعم لاجتذاب المتلقي لتقديم مواضيع جادة إليه بمسحة كوميدية تجعلها مستساغة. < الملاحظ أنه في عملية اختيار أبطال العمل لم تغامري بالبحث أو اكتشاف وجوه جديدة بل اكتفيت بأسماء ناجحة ومشهورة أو جاهزة بالمعنى الدقيق للكلمة؟ < مسألة اختيار الممثلين تبدو ملامحها العامة لحظة كتابة الفيلم، وابتكار شخصياته التي تتخيلها مجسدة بممثلين معينين، لهذا لم أغامر كثيرا خاصة في الأدوار الرئيسية للبحث عن وجوه جديدة، بل راهنت على أسماء متمرسة لتتحمل عبء الفيلم، ففي اعتقادي أن الممثلين الرئيسيين والقصة والسيناريو هما الركائز الأساسية للفيلم السينمائي، أما الإخراج والجانب التقني فليس هو كل شيء ولن يكون ذا معنى إذا لم تكن الشروط المذكورة متوفرة. < الملاحظ في مسارك المهني والفني أنك تدرجت من الكتابة إلى الإخراج، كيف دبرت هذا الانتقال؟ < جاء انتقالا عفويا وتلقائيا، إذ ما زلت أعتبر نفسي كاتبة سيناريو في الأصل، ولا أزاول الإخراج إلا في الحالات التي أريد أن أبلغ من خلال عمل ما رسالة معينة أو رؤية فنية محددة ضاقت عن التعبير عنها الكتابة فألجأ إلى الكاميرا والصورة من أجل إيصالها، فالإخراج هو أيضا كتابة بالصورة والصوت. < تركيزك على الفكاهة منذ أول فيلم طويل ألا ينطوي على نوع المغامرة؟ < نعم بطبيعة الحال، فالكوميديا تظل أحد أصعب الأجناس التي يمكن أن يتعاطاها المخرجون في مجال السينما، إذ أن الحد الفاصل بينها وبين الابتذال والسقوط في التهريج دقيق جدا، وهو ما يجعل مسألة إقدام المخرجين على خوضها محفوفا بالمخاطر، لأن أي انزلاق فيها يكلفه غاليا ويجعله يخسر رهانه الفني والسينمائي من خلال التجربة التي يخوضها. < مسألة اختيار فضاءات التصوير بجبال الأطلس هل أملتها القصة أم كانت اختيارا جماليا؟ من مواليد البيضاء. > 2008 أخرجت أول فيلم سينمائي قصير بعنوان «شيفت زائد حذف» > 2011 أخرجت الفيلم التلفزيوني «حمرا خضرا» > 2016 تصوير فيلمها السينمائي الطويل الأول «في بلاد العجائب»

لا معنى للإخراج بدون قصة وممثلين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخبار وطنية

بلعباس عريس مهرجان طنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات