الأمهات العازبات … صعوبات تواجه الأوراش المخصصة للظاهرة

موضوع الأمهات العازبات ينجح يوما بعد آخر في التخلص من شباك العار، التي تحيط بفتيات وجدن أنفسهن يحملن أجنة في أحشائهن، مكتوبا عليها وصمة العار التي تلاحقهم طيلة حياتهم، لينضموا بذلك بمعية أمهاتهم إلى خانة "منبوذي الأمة"، الذين لا يصح الاقتراب منهم ولا التعامل معهم، كأن بهم مرضا معديا. واقع يتغير وإن بسرعة، تختلف وتيرتها حتى من مدينة لأخرى، تتحكم فيها عدة عوامل، أبرزها عقلية سكان المنطقة ومدى شيوع المجتمع المدني بها ودوره في التأثير والاستقطاب وقدرته على حل المشاكل. ولأن عصب مأساة الأمهات العازبات، علاوة على نبذ المجتمع لهن وحتى أقرب المقربين إليهن، ضمان لقمة عيش تسد رمق جوعهن ومن يعلنه من الأطفال، وتمكنهن من إيجاد سقف يؤويهن من قر البرد وحر الصيف، تعمل مختلف الجمعيات الناشطة في مجال حقوق المرأة، والتي تسعى إلى مؤازرة الأمهات العازبات، بصفة خاصة، على إدماج هذه الفئة من النساء في سوق الشغل، وتسعى جاهدة إلى إيجاد موطئ قدم لهن، كفيل بتأمين مورد مالي، حتى وإن ظل ضئيلا، إلا أنه على الأقل يغنيهن عن مد اليد والانضمام إلى قوافل المتشردين والمتسولين. وفي هذا السياق، عمدت جمعية صوت نساء مغربيات إلى إحداث برنامج استمر لمدة سنتين، يهدف بالإساس إلى تكوين الأمهات العازبات ومساعدتهن على تعزيز فرص إيجاد منصب شغل. برنامج رغم أن نتائجه كانت إيجابية، إذ كشفت عائشة سكماسي، المديرة التنفيذية للجمعية، في تصريح ل"الصباح"، أنه مكن من إدماج 16 من أصل 23 أما استفادت من البرنامج المذكور في مناصب شغل لدى الخواص أساسا وفي قطاعي التعليب والفندقة بالدرجة الأولى، إلا أن العديد من المعيقات حالت دون تكرار البرنامج. أبرز هذه المشاكل صعوبة الإدماج الفعلي في سوق الشغل، "فرغم أنه يمكن فهم الغايات الربحية للمقاولات التجارية، إلا أن إصرارها على الاقتصار على فترات تدريب تمتد لستة أشهر، أحيانا يتم تمديدها، لا يساعد الأمهات العازبات على الشعور بالاستقرار الذي تكفله الاستقلالية المالية، سيما أنه في العديد من الأحيان لا يتم دفع أجورهن أو رواتبهن ما دام الأمر يتعلق بفترة تداريب". لكن رغم كل المشاكل، أوضحت سكماسي، أن البرنامج الذي قادته جمعية صوت نساء مغربيات بأكادير حقق نتائج مرضية، فعلاوة على 16 أما تمكن من إيجاد عمل حقيقي، ضمنهن أم نجحت في إحداث مشروعها الخاص، وافتتحت وكالة خاصة بكراء الشقق، "مع العلم أن الأخيرة كان مستواها الدراسي عاليا مقارنة ببقية زميلاتها المستفيدات من البرنامج، إذ كانت حاصلة على شهادة الباكلوريا"، تقول الفاعلة الجمعوية، فإن محاولات الوساطة مكنت من إعادة إدماج العديد من النساء في وسطهن العائلي، وتزوجت ثلاث منهن، اثنتان من والدي طفليهما، وما زالتا إلى الآن تعيشان حياة أسرية طبيعية، أنجبتا خلالها أطفالا آخرين والثالثة، تزوجت من شخص التقته خلال أنشطة الجمعية واتفقا على الزواج. نتائج لم تكن لتتحقق لولا البرنامج المكثف الذي نظمته الجمعية، "ففي مرحلة أولى اعتمدنا تكوينا يهدف إلى تعزيز القدرات الذاتية، من 45 حصة، تم خلالها تحسين الجانب المعاملاتي والوضع النفسي والعمل على مواجهة الخوف من الرجل، لتجاوز الصدمات التي يخلفها واقع أنهن أمهات عازبات"، توضح سكماسي، مضيفة أنه بعد هذه المرحلة، يتم العمل أيضا على تقوية المعارف التعليمية، وتعزيز اللغة الفرنسية، لتعزيز فرص إيجاد مناصب شغل، كما تستفيد غير المتعلمات من برامج محاربة الأمية. وفي مرحلة ثالثة يتم التركيز على تكوينات تهم المهارات اليدوية أو أوراش الطبخ، حصلت المستفيدات منه على شهادات في الطبخ، علما أن الجمعية أحدثت "سناك"، كان يختضن ثلاثة أمهات كل أسبوع لتطبيق ما تعلمنه خلال ورشة الطبخ، ويجسد فرثة لجعلهن يواجهن العالم الخارجي ويتدربن على التعامل المهني مع الزبائن وقيادة مشروعهن الخاص. هجر المغلي

الأمهات العازبات … صعوبات تواجه الأوراش المخصصة للظاهرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أرقام صادمة رغم التكتم

الكركرات...الصباح في قلب المعبر (ربورتاج مصور)

مقالات ذات صلة