المعتصم والمنوني أهم رجلين امتصا غضب الشباب

رجالات القصر المألوفون تواروا ولاذوا بالصمت والظل وتركوا للرجلين تدبير حوار هادئ لإصلاح هادئ الأكيد أن المستشار الملكي محمد المعتصم ملأ الفراغ الذي تركه الراحل مزيان بلفقيه، ولعب دورا أساسيا في سنة القصر الأخيرة، خاصة أن 2011 كانت مليئة منذ بدايتها بالأحداث المثيرة وجلبت معها طوالع بين المنزلتين. أهم دور لعبه محمد المعتصم في سنة الربيع العربي الذي لم تفلح كل أوراش الإصلاحات المفتوحة في تحويل رياحه إلى اتجاه آخر، لتهب في بلادنا أيضا حاملة أسئلة ثقيلة، بعضها أجبر بعض رجالات القصر على التواري والمكوث في الظل إلى حين. الهمة واحد من الرجالات الذين أثاروا أسئلة متناقضة في الساحة السياسية المغربية، وإن كان الرجل بدا في وقت ما الساعد الأيمن للقصر الملكي، فإنه في وقت آخر بدا مبعدا أو مطالبا بالهجرة إلى منفى الصمت إلى أن ترسو سفينة الإصلاحات الدستورية وتكتمل جميع أشواطها ويهدأ إعصار الاحتجاجات التي لا أحد يستطيع التكهن بمساره. الماجيدي أيضا واحد من أهم رجالات القصر الذين حنوا الرأس للعاصفة، كما هو حال الجنرال حسني بنسليمان والطيب الفاسي الفهري ليتركوا جميعهم الدائرة اللصيقة بالملك لوجوه أخرى أهمها المستشار الملكي محمد المعتصم ورئيس اللجنة الاستشارية لتعديل الدستور عبد اللطيف المنوني الذي أخرج من رفوف اليسار القديمة ليقود مسيرة التغيير، ولم يأت اختيار المنوني اعتباطيا، بل إن الرجل معروف بحنكته السياسية قبل خبرته الكبيرة في الإصلاحات الدستورية، كما عرف على المنوني حسن الإنصات وتدبير أهم الحوارات، فلم تخرج أي فعالية من جلسات واجتماعات الاستشارات وتقديم الاقتراحات في شأن الدستور الجديد، إلا وكانت مقتنعة أنه حتى لو لم يتم تعيين المنوني من طرف الملك محمد السادس فإنه لم تكن أي لجنة كيفما كانت طبيعتها ستختار أفضل من المنوني، وربما كان هذا الاختيار عاملا من العوامل التي امتصت بعض القوة من احتجاجات الشارع. بدوره كان لمحمد المعتصم دور حاسم في الاستشارات مع الأحزاب السياسية واستطاع الرجل أن يدبر الحوارات معها بروية، ولم تكن قيادات الأحزاب تخرج من جلسة معه إلا وهي مقتنعة أن إرادة الملك في الإصلاح ليست مجرد نية حسنة، بل هي أيضا قرار حاسم لا رجعة فيه، وإن كانت بعض الأحزاب حملت مذكراتها المطلبية وهي مترددة بشأن بعض مطالبها فإنها فوجئت بالمعتصم يعرض عليها سقفا أعلى مما خطته في هذه المذكرات، وبذلك كانت للرجل ضربته القاضية في تنظيم صفوف الأحزاب السياسية لقيادة ثورة الإصلاحات والمشاركة فيها بكل ما أوتيت من تجارب وخبرات فكان بذلك حراك سياسي تقوده مكونات حركة 20 فبراير المنعزلة عن أجندات مكونات أخرى ركبت على مطالب الحركة، كما ولدت في يومها الأول، وكان هناك حراك آخر يقوده القصر بربانين هما المعتصم والمنوني. ضحى زين الدين

المعتصم والمنوني أهم رجلين امتصا غضب الشباب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بانوراما الصيف: أرقام لها مغزى 8

محمد السادس ... ملامح الملكية الثانية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات