يصعب تغيير الجيش

المدرب عزيز العامري قال إن العمل والمواظبة وراء صحوة الفريق العسكري قال عزيز العامري، إن العمل الجيد والمواظبة وراء تألق الفريق العسكري في المباريات الأخيرة. وأضاف العامري، مدرب الجيش الملكي، في حوار مع ”الصباح الرياضي”، أنه كان يدرك جيدا أن أداء الفريق سيتحسن رغم الهزائم التي حصدها في بداية البطولة، مشيرا إلى أنه آمن بإمكانياته مدربا، لهذا بادر إلى تصحيح بعض الهفوات في التداريب، فضلا عن قيامه بتغييرات في الفريق أعطت ثمارها مع توالي المباريات. وأوضح العامري أن نسبة تطور الفريق لم تتجاوز 60 في المائة، لهذا يلزمه مواصلة العمل من أجل الحصول على فريق متكامل ومنسجم. واعترف العامري بوجود صعوبة بالغة في اللحاق بالأندية المتقدمة في ترتيب البطولة، بالنظر إلى فارق النقاط، أولا، ومواصلة هذه الأندية تألقها ثانيا، إذ لا تنهزم إلا نادرا. وبخصوص خلافه مع اللاعب عبد الرحيم الشاكر، استغرب الحديث عن الموضوع بكثرة في وسائل الإعلام، معتبرا ذلك عاديا، طالما أن الخلاف متعلق بمسألة انضباطية، محددا إياها في رفض اللاعب اللعب في مركز الظهير الأيمن. وكشف العامري أن بقاءه بالجيش أو الرحيل عنه بيد مسؤولي الجيش الملكي، قبل أن يضيف أن الوقت لم يحن بعد للحديث في الموضوع. وفي ما يلي نص الحوار: هل يمكن الحديث عن أسرار محددة لتحسن أداء الجيش الملكي ؟ ليس هناك سر معين، بقدر ما يتعلق الأمر بالعمل الجيد والمواظبة في التداريب، إضافة إلى الاشتغال أكثر على تصحيح الأخطاء بغض النظر عن الفوز أو الهزيمة، لأن لكل مباراة إيجابياتها وسلبياتها. وطبعا نعمل على تجاوز هذه السلبيات خلال التداريب من خلال الوقوف على مكامن الخلل في جميع الخطوط، وذلك بغرض الاستقرار على نظام اللعب، الذي سيفيدنا كثيرا سواء من الناحية الفردية أو الجماعية. وأعتقد أن كل هذه الأمور تعمل على تحسين الأداء وتطور مستوى اللاعبين فنيا وبدنيا. هذا التوجه وطريقة العمل، هما اللذان يجعلان اللاعبين يبرزون في المجموعة، وبذلك يظهر التحسن على الفريق ككل سواء من الناحية الفردية أو الجماعية. هذا كل ما في الأمر. ألم تتخوف بعد المستوى المتواضع للجيش في مباريات عديدة؟ إذ تذكرتم، قلت في أول تصريح لي بعد الخسارة أمام نهضة بركان، إنه سيأتي يوما سيتحسن فيه أداء الفريق أكثر، وتابعت بالحرف قائلا للصحافيين في ندوة صحافية، إنني أعد الجمهور العسكري بذلك في القريب العاجل. وكنت أعني أن التحسن سيشمل جميع الخطوط. هل هذه الثقة تعود إلى معرفتك المسبقة بلاعبي الجيش وإيمانك بمؤهلاتهم؟ أولا، كنت مؤمنا بمؤهلاتي مدربا قادرا على إخراج الجيش الملكي من وضعيته، التي وجدته عليها، وكيف سأوظفها وأدمجها بالفريق. وكما قلت سابقا، وجدت 11 لاعبا يشغلون مركزي وسط الدفاع والهجوم، فيما هناك فراغ مهول في وسط الميدان، إذ لم يكن سوى عبد الرحيم الشاكر، والمهدي وكان برحمة مصابا. أما محمد اليوسفي ومحمد كمال، فلم يلعبا منذ فترة طويلة، لهذا كانت تنقصهما التنافسية، شأنهما شأن برحمة، الذي احتاج للإيقاع والتنافسية بعد عودته من الإصابة، وهو ما جعلنا نتعذب في بعض المباريات، التي كنا فيها منتصرين، قبل أن ننهزم في آخر الدقائق، لأن اللياقة البدنية لم تسمح لنا بمجاراة إيقاع هذه المباريات. هل أنت راض إذن على تحسن الأداء؟ لست راضيا مائة في المائة، لأن نسبة التحسن لم تتجاوز 60 في المائة. صحيح أن هناك مؤشرات إيجابية على تطور الأداء الجماعي، خاصة بعد التحاق تونغارا بصفوف الفريق العسكري، فمثل هؤلاء اللاعبين يساعدون أي مدرب في تكوين فريق تنافسي ومنسجم وقادر على العطاء. وأعتقد أن رجوع اليوسفي منح شحنة إضافية للفريق العسكري، بدليل أنه أحرز الهدف الثاني للجيش الملكي أمام الفتح، كما كان وراء الهدف الأول، وهي أمور ترفع درجة ثقة اللاعبين بأنفسهم والعمل الموجه إليهم، وهو المهم في كرة القدم. ورغم تلقينا بعض الهزائم، إلا أننا واصلنا اشتغالنا بجدية، مع الحرص الشديد على ضرورة الثقة في النفس، إذ كنت أدعو اللاعبين إلى عدم التخلي عن هذه الثقة رغم الهزيمة. إلى أي حد استفاد الجيش من اللاعبين الأجانب؟ يمكن القول إن هناك لاعبا واحدا استفاد منه الجيش الملكي، ويتعلق الأمر بتونغارا، فيما إيرنيس أبوبكار انضم في آخر لحظة كنا في حاجة إلى تعزيز وسط الدفاع، بالنظر إلى الفراغ، الذي نعانيه في هذا المركز بالذات. مع مرور الدورات والحصص التدريبية تبين لي أن محسن لعشير يتمتع بمؤهلات جيدة لشغل مركز في وسط الدفاع. هل يمكن الحديث عن تغييرات ساهمت في تحسن الأداء؟ طبعا، قمت بتغييرات في تشكيلة وشاكلة اللعب، إذ هناك تونغارا، الذي يظهر لأول مرة رفقة الجيش، وصابر الغنجاوي، الذي أبان مردودا جيدا، فضلا عن محمد كمال، الذي يسجل أهدافا حاسمة، كما يمكن توظيفه في العديد من المراكز، إضافة إلى عودة مصطفى اليوسفي بقوة. كلها أمور كانت في حاجة إلى تغييرات، وأصبحت حاليا إحدى الدعامات الأساسية للفريق العسكري في الوقت الراهن. هل يخطط الجيش للانقضاض على المراكز المتقدمة، ولم لا المركز الأول والثاني؟ لا أظن أن ذلك سيكون هينا على الجيش الملكي، بالنظر إلى فارق النقاط، التي تفصله عن فرق مقدمة الترتيب، كما أن الوداد والرجاء ونهضة بركان والدفاع الجديدي تواصل تألقها ولا تنهزم إلا نادرا، وبالتالي يصعب الالتحاق بها، لهذا يلزمنا حصد المزيد من الانتصارات وانتظار تعثر هذه الفرق للحاق بها، وهو ما يصعب مأموريتنا. ما يهمنا حاليا هو الحصول على العديد من النقاط، التي تجعلنا نخوض المباريات مرتاحين للعمل، الذي أنجزناه، على أن يكون حضورنا وازنا في الموسم المقبل. هل هناك طموح لعودة الجيش إلى المسابقات الخارجية؟ إنه طموح مشروع رغم أن مهمتنا لن تكون سهلة، لكن سنكافح لأجل ذلك، علما أن الارتقاء في سلم الترتيب يتطلب تعثر الفرق المتصدرة. على كل نتمنى أن نواصل صحوتنا واشتغالنا على بناء فريق قوي وتنافسي. تحدث البعض عن خلافك مع اللاعب الشاكر. فهل هذا صحيح؟ لقد أعطي لهذا الموضوع أكثر من حجمه، فالمدرب الإسباني غوارديولا وقع له خلاف مع يايا توري ولم تتحدث عنه الصحافة إلا نادرا، مع أن اللاعب الإيفواري له وزنه وقيمته وتأثيره في مانشستر سيتي. وأعتقد أنها أمور عادية طالما أنها تتعلق بعنصر الانضباط، والأكيد أن اللاعب الذي لا ينضبط عليه أن يرحل عن النادي. إنها مسألة طبيعية وعادية. إذن، أنت تقر بأن الخلاف مرده دواع انضباطية؟ طبعا، لأن اللاعب ملزم بالاستجابة إلى تعليمات المدرب وتوجيهاته، خاصة إذا تعلق الأمر بالمركز، الذي سيفيد اللاعب أكثر لتقديم عرض مقنع، وهو من ساهم في تألق اللاعب، في الوقت الذي تحكمت ظروف في انتقاله إلى وسط الميدان. الآن الظروف تغيرت. هذا كل ما في الأمر. والآن الشاكر يغيب للإصابة، وليس لأي شيء آخر، عكس ما تدوول في الفترة الأخيرة. إنه منضبط ويتدرب باستمرار، كما تربطني به علاقة احترام متبادلة. كيف تنظر إلى مستوى البطولة مقارنة مع السنوات الأخيرة؟ إنها تتحسن بشكل بطيء، إلى درجة أن هذا التطور لا يظهر بشكل واضح، مقارنة مع البطولات الأوربية، والتي نقارن أنفسنا بها دون أن نشعر، مع أن المقارنة غير منصفة على الإطلاق. لا يمكن أن نقارن لاعبين دون تكوين بآخرين يعدون الأفضل في العالم، كما أن راتب لاعب واحد يساوي ما تصرفه جميع الأندية الوطنية. والحقيقة لو منحنا للبطولة جزءا بسيطا بما هو موضوع رهن إشارة الأندية الأوربية، لارتقينا بمستوى لاعبينا وكرتنا، حينها يمكن أن نقارن بطولتنا بباقي البطولات. كيف تنظر إلى عودة الجمهور إلى المدرجات؟ أعتقد أن عودة الجمهور إلى الملاعب سيمنح الدفء إلى المدرجات، لأنه بمثابة اللاعب رقم 13، وأعتقد أن هناك فرقا حرمت من جماهيرها وملاعبها، إلا أن الجمهور يظل سندها ومؤازرها، كلما حلت وارتحلت. هل تفكر في مغادرة الجيش؟ أولا بقائي بالجيش الملكي أو الرحيل عنه بيد مسؤولي الفريق، لكن الوقت لم يحن الوقت بعد للحديث عن هذا الموضوع، فالبطولة لم تنته بعد. صحيح أنه يصعب علي تغيير الجيش الملكي بفريق آخر، بالنظر إلى مكانته وقوته، ومع ذلك فالأمر يقتضي معرفة مجموعة من الأمور، قبل الحسم في القرار بصفة نهائية. وأستغل هذه الفرصة للتعبير عن امتناني الكبير لمسؤولي الجيش الملكي على رأسهم الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، الذي ما فتئ يدعمني ويتصل بي لتهنئتي، كما حدث بعد مباراة الفتح الرياضي، كما منحني ثقة أكبر، وأنا أشكره على ذلك. أجرى الحوار: عيسى الكامحي في سطور الاسم الكامل: عزيز العامري تاريخ الازدياد: فاتح يناير 1950 بمكناس مساره لعب لاتحاد سيدي قاسم من 1971 إلى 1976 ومن 1979 إلى 1984. لعب للجيش الملكي من 1976 إلى 1979. الأندية التي دربها 1984 – 1990 اتحاد سيدي قاسم 1996-2002 اتحاد طنجة 2002-2003 المغرب الفاسي 2003-2006 أولمبيك آسفي 2007-2008 الكوكب المراكشي 2009-2011 الجيش الملكي 2011-2014 المغرب التطواني 2015 شباب الريف الحسيمي 2015-2016 أولمبيك آسفي توج رفقة المغرب التطواني بالبطولة موسمي 2012 و2014. بورتري الصديق عندما التحق عزيز العامري بالجيش الملكي، أملا في تحسين مساره في البطولة، ظن كثيرون أن الفشل سيلاحقه مرة أخرى، عندما أسندت إليه مهمة تدريب الفريق العسكري على عهد نور الدين القنابي. لكن العامري، آمن بإمكانياته وقدرته على تحسين أداء الفريق، حتى وهو يتلقى الهزائم تلوى الأخرى جعلت العديدين يشككون في قدرة هذا المدرب على كسب التحدي وإعادة «الزعيم» إلى سكته الصحيحة. الآن، تحقق للعامري ما خطط له سلفا ولو بنسبة مائوية معينة فتح أمامه آمالا كبيرة على مواصلة العمل. هناك من شبه بداية العامري مع الجيش الملكي، بتلك التي رافقته، وهو مدرب للمغرب التطواني، قبل أن ينجح في ترك بصمته مع هذا النادي، الذي حقق معه لقبي البطولة الوطنية وشارك معه في نهائيات كأس العالم للأندية. حينها ارتفعت شهرة العامري، الذي ارتبط اسمه أكثر مع الفريق التطواني، رغم أن مسيرته مع «الكوديم» وأولمبيك آسفي كانت ناجحة على كافة المستويات، إذ جعل من الأول فريقا مهابا، وقاد الثاني لنيل أفضل النتائج أهلته للمشاركة في دوري أبطال العرب. ورغم أن الحظ عاكس العامري لقيادة أحد المنتخبات الوطنية رغم جدارته بتحمل المسؤولية، بالنظر إلى كفاءته، إلا أن ذلك لم يقلل من قيمته مدربا من خيرة الأطر الوطنية، التي تنفرد بأسلوب خاص في التداريب، فهو يفضل اللمسة الواحدة وكثرة التمريرات والفرجة في الأداء. لم يتردد العامري في التأكيد دوما أن أسلوب لعبه يشبه كثيرا برشلونة الإسباني. الذي يتابع توجيهات المدرب العامري أثناء المباريات وصراخه على اللاعبين، يقف على حقيقة واحدة، وهي أن هذا المدرب صارم ومحب للانتصارات ولا يتوانى في معاقبة كل من يخالف تعليماته، لكنه في المقابل صديق لجميع اللاعبين، هكذا هو العامري منذ كان لاعبا في اتحاد سيدي قاسم والجيش الملكي، ثم مدربا للعديد من الفرق الوطنية.

إضراب جديد يخيم على الرجاء

ودار يتأهل إلى الألعاب العالمية

مقالات ذات صلة