المغرب المستثمر الأول بإفريقيا الغربية

المبادلات التجارية المغربية سجلت نموا سنويا بنسبة 13 % انتقل المغرب في علاقته التجارية والاقتصادية مع إفريقيا إلى السرعة القصوى. وتشير الإحصائيات المتوفرة إلى أن المبادلات التجارية بين المغرب والبلدان الإفريقية حققت تطورا ملحوظا، إذ ارتفعت بمعدل نمو سنوي وصل إلى 13 % في المتوسط، لينتقل حجم المبادلات، خلال 2015، إلى أزيد من 36 مليار درهم، ما يمثل 6.4 % من الحجم الإجمالي للمبادلات التجارية للمغرب مع الخارج، في حين لم تكن هذه النسبة تتجاوز 4.6 %، قبل عشر سنوات خلت. ولا تقتصر علاقات المغرب مع البلدان الإفريقية على الجانب التجاري، بل تأخذ بعدا اقتصاديا وتنمويا، إذ عرفت الاستثمارات المغربية في إفريقيا، خاصة في بلدان جنوب لصحراء نموا مطردا. وتمثل الاستثمارات المغربية في هذه المنطقة 88 % من إجمالي الاستثمارات المغربية بإفريقيا وحوالي 54.3 % من إجمالي الاستثمارات المغربية بالخارج. ووصلت تدفقات الاستثمارات المغربية نحو إفريقيا إلى مليار و637 مليون درهم، وتسجل، سنة بعد أخرى، نموا متواصلا. وأصبح المغرب، بفعل استثماراته بإفريقيا، خلال العشرية الأخيرة، يشكل المستثمر الثاني بإفريقيا والأول بدول إفريقيا الغربية. وتتوزع هذه الاستثمارات على عدد من القطاعات، من أبرزها القطاع البنكي الذي يمثل حوالي 52 % من إجمالي الاستثمارات المغربية بإفريقيا، وتوجد البنوك المغربية بالعديد من البلدان الإفريقية وتساهم بشكل فعال في مواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بها، وتجاوزت استثمارات المؤسسات البنكية 6 ملايير درهم، ما يعكس الدور الفعال الذي تقوم به في عدد من البلدان الموجودة بها. وتمكنت البنوك المغربية من تعزيز وجودها رغم المنافسة القوية التي تواجهها من قبل المؤسسات البنكية الأمريكية والبريطانية والنيجيرية والجنوب إفريقية. ويأتي قطاع الاتصالات في الرتبة الثانية بحصة 32 %، وقطاع المجموعات القابضة التي تمثل استثماراته 7 %، ثم الصناعة بحصة 3 %. وينتظر أن يتم التوقيع على العديد من اتفاقيات الشراكة بين المقاولات المغربية ونظيراتها بالبلدان التي ستشملها الزيارة الملكية الحالية. ولا تهم علاقات المغرب بشركائه الأفارقة على الجوانب الاقتصادية والسياسية فحسب، بل تأخذ طابعا إنسانيا، من خلال تخصيص العديد من المساعدات للمواطنين الأفارقة، إذ يستقبل المغرب جالية إفريقية هامة، وقرر، في بادرة، هي الأولى بإفريقيا، إلى تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين الأفارقة بالمغرب، كما يحتضن جالية كبيرة من الطلبة الأفارقة، الذين يتابعون دراساتهم بالجامعات والمعاهد المغربية. ويقدم المغرب العديد من المساعدات التقنية للبلدان الإفريقية من أجل تجاوز الصعوبات، إذ يضع خبرته في خدمة التنمية بإفريقيا. ويقوم المجمع الشريف للفوسفاط بدور هام في مجال تنمية الفلاحة الإفريقية، من خلال تأمين الأسمدة وتقديم النصائح العلمية للمزارعين الأفارقة من أجل رفع المردودية وتحسين دخلهم. لذا، فإن العلاقات المغربية الإفريقية تتجاوز البعد التجاري، إذ يسعى المغرب إلى إقامة علاقات شراكة شاملة مع البلدان الإفريقية. وأصبح المغرب، بفضل علاقاته المتميزة والدور الريادي الذي يلعبه على الساحة الإفريقية محط اهتمام من قبل العديد من البلدان التي ترغب في الاستثمار بالقارة الإفريقية. عبد الواحد كنفاوي

المغرب المستثمر الأول بإفريقيا الغربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التطبيب...الطريق إلىالإدماج

رابح- رابح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات