نرجس المودن: الدراما المغربية ما زالت رضيعا

السيناريست نرجس المودن تحكي قصة علاقتها بالكتابة التلفزيونية قالت نرجس المودن إنها تحرص على استلهام المواضيع الإنسانية الفردية، ولا تستهويها المواضيع الاجتماعية، وأضافت السيناريست أن الدراما المغربية مطالبة بتطوير نفسها لتكون في مستوى منافسة الأعمال الأجنبية، كما تحدثت عن علاقتها بالكتابة والأسماء الأدبية التي تأثرت بها، وكيفية ولوجها مجال الكتابة التلفزيونية وأشياء تجدونها في هذا الحوار. < الملاحظ أنه من خلال مسلسل «حياتي» وأعمال سابقة لك، أنك تميلين إلى الاشتغال على القصص الإنسانية والحالات الفردية أكثر من القضايا الاجتماعية.. ما سر هذا الاختيار؟ < صراحة الدراما الاجتماعية لا تعجبني ولا تستهويني، فما يهمني أكثر هو الإنسان كوحدة فردية وحالة معزولة مع تساؤلاتها الفلسفية وقلقها الوجودي، التي لا يستطيع الانخراط في المجتمع والعيش فيه إبعادها عن الفرد. أسعى دائما إلى استبطان الذات الفردية والغوص في تلافيفها واستنباط مواضيع تصلح للدراما التلفزيونية، كما أنني اقترب من المواضيع التي لها علاقة بالمرأة، أحاول أن أعريها من الداخل وأقدم للمتلقي هواجسها ومفاتيح فهم نفسيتها. < بهذا المعنى هل يمكن اعتبارك كاتبة نسائية «فيمينيست»؟ < لا أحبذ فكرة إلصاق هذه اليافطة علي، فلست «فيمينيست» بالمعنى الحقيقي للكلمة. رغم أنني منشغلة بقضايا المرأة وهواجسها، إلا أنني لا أتبنى طرحا عدائيا تجاه الرجل، فالرجل والمرأة هما عنصران متكاملان داخل المجتمع لا يمكن ترجيح كفة أحدهما على الآخر. < ما هي منابع الكتابة بالنسبة إليك؟ < المصدر الأول هو الحياة، كما أن المطالعة والارتباط بالكتب شيء لا محيد عنه بالنسبة إلى أي كاتب أو مشتغل في مجال قريب من التأليف. إذ أعتبر المطالعة طقسا يوميا مقدسا بالنسبة إلي. < من هم أكثر الكتاب الذين تأثرت بهم؟ < أسماء كثيرة على رأسهم الروائية الشيلية إيزابيل أليندي، سيما أن تكويني في الأصل باللغة الإسبانية، وهو ما يجعلني أميل إلى الأدب الإسبانو لاتيني ممثلا في رموزه الكبار مثل غابرييل غارسيا ماركيز وباولو كويلهو وغيرهم، إذ لمست تقاربا كبيرا بيننا وبينهم في المواضيع التي يعالجونها، خاصة المرتبطة بالفوارق الطبقية والانفعالات الإنسانية والعواطف البشرية. < ما هو تقييمك لمستوى الأعمال الدرامية المغربية التي تقدم؟ < لا أستطيع إصدار حكم على مجال أعتبر نفسي أنتمي إليه، وأقدم فيه أعمالا قابلة لأن تصدر في حقها أحكام بالسلب أو الإيجاب، لكن ما يمكن أن أقول إن الدراما المغربية ما زالت طفلا رضيعا، يتلمس خطواته الأولى، مرة يقع أرضا ومرات أخرى يواصل السير بخطى ثقيلة. < كثيرون يعتبرون أن الدراما المغربية تعاني أزمة كتابة بالأساس ما تعليقك؟ < الدراما المغربية لا تعاني فقط أزمة كتابة، بل تعاني على كافة المستويات، ما زلنا في طور التكوين والتشكيل، خاصة أن المنافسة قوية من قبل الأعمال الدرامية الأجنبية التي تستهوي المتلقي المغربي، وتجعله يقارن بينها وبين ما يقدم إليه من أعمال وطنية، التي باتت مطالبة بتطوير نفسها لتكون في مستوى المنافسة. < كيف جاء توجهك إلى الكتابة الدرامية خاصة أنه مجال ظل، في الغالب، حكرا على الرجال؟ < فعلا لمست أن مجال الكتابة الدرامية ظل الكثيرون يعتقدون أنه مجال ذكوري بامتياز، سيما أنه في بداياتي نصحني كثيرون بالتوجه إلى التمثيل، في الوقت الذي نعرف أن مجال الكتابة أبدعت فيه النساء حتى على المستوى العالمي، لذلك كثيرا ما كنت أستغرب استعباد النساء من الكتابة للتلفزيون. أما ولوجي هذا المجال فجاء بعد تخصصي الدراسي فيه بإسبانيا، إذ يتعاملون هناك مع السيناريو كمهنة لها أسسها وضوابطها، وليس نشاطا هامشيا وثانويا، و بعد دخولي المغرب واجهت صعوبات البدايات والمتمثلة في القدرة على ولوج مجال من الصعب أن تجد فيه موطئ قدم بسهولة، ولعل لقائي بالممثلة سامية أقريو وطاقم مسرحية «لالة منانة» خلال اللحظة التي قررن فيها تحويلها إلى عمل تلفزيوني، هو ما يسر لي هذه الخطوة وفتح الباب لي على مصراعيه، لكسب ثقة كافية خاصة بعد نجاح المسلسل بجزئيه. ـ سيناريست ومديرة أعمال فنية. > من مواليد العرائش. > نشأت وترعرعت بالحسيمة وبها تابعت تعليمها الأساسي والثانوي. > واصلت دراستها بإسبانيا في مجال السمعي البصري وتخصصت في السيناريو. > من أشهر أعمالها: مسلسل «بنات لالة منانة» و»زينة» و»دار الغزلان» و»حياتي»

نرجس المودن: الدراما المغربية ما زالت رضيعا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"ألستوم" المغرب تدعم "المدارس الإيكولوجية"

بالصور ..حجز مواد تجميل مهربة بتطوان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات