” البام” يعطي نفسا جديدا للدبلوماسية

اخترق أمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا وطور علاقاته مع الصين وبلدان أوربا تعاني الدبلوماسية الموازية الحزبية والبرلمانية، قصورا لغياب التكوين الأكاديمي في الفعل الدبلوماسي أثناء المشاركة في أي محفل إقليمي أو دولي، وكذا بفعل تهميش بعض الكفاءات على قلتها، من قبل "الجنرالات" المتحكمين في قيادة الأحزاب، إذ حينما يراد التخلص من شخصية حزبية مزعجة للقيادة، تقترح لمنصب سفير، ما أدى إلى مضاعفة الفشل الدبلوماسي الرسمي في أكثر من محطة دولية. كما تعاني الأحزاب ضعفا في مجال مأسسة لجان الشؤون الخارجية الحزبية، إذ عانى المغرب مشاكل جراء عدم تجديد النخب كما حصل في الأممية الاشتراكية في لشبونة، التي صادقت على توصية الجزائر الرامية إلى توسيع مهمة مينورسو، لتشمل مجال حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، والتي انتقلت إلى العديد من برلمانات الدول والمحافل الدولية، بل ذهبت إلى حد تقديم ملتمسات الاعتراف بجمهورية الوهم. إن إشكالية الدبلوماسية الموازية، هو عدم تجاوبها مع اللجنة المشتركة التي وضعتها وزارة الشؤون الخارجية، لمد البرلمانيين والمتحزبين والنقابيين بملفات دقيقة، تساعدهم على أداء مهامهم بملفات دقيقة ومعطيات لا تتوفر إلى لدى الهيأة الدبلوماسية. ورغم حداثة حزب الأصالة والمعاصرة، فقد تمكن من تحقيق تحول يحسب له في مجال السياسة الخارجية، إذ ضم في صفوفه أطرا لها دراية بالتحولات الجيو- إستراتيجية في كل القارات، بينهم الروداني الشرقاوي، النائب السابق بمجلس النواب، الذي ينشر في مجلات أمريكية ذات صيت عالمي، ومحمد بنحمو، القيادي الأكاديمي الذي فطن وبشكل مسبق لتهديدات التنظيمات الإرهابية، وتغلغلها في منطقة الساحل والصحراء وكيفية مواجهة تلك التهديدات ودور المغرب الرائد في مجال تأهيل الحقل الديني، والمهدي بنسعيد، الذي راكم خبرة في العلاقات مع المؤسسات الأوربية، والذي تحرك في أكثر من منتدى دولي للإقناع بوجاهة المقترح المغربي لحل نزاع الصحراء المغربية، وهو الذي تولى رئاسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، علاوة على تجربة محمد الشيخ بيد الله، أحد قياديي الحزب ورئيس مجلس المستشارين السابق الذي لديه قدرة تواصلية في الدول الناطقة بالإسبانية، والذي عمل على لعب دوره في البرلمان الأوربي رفقة باقي الوفود الحزبية والنقابية. وتمكن حزب " التراكتور" من تحقيق اختراق لأمريكا اللاتينية، بالموازاة مع تحرك حزب الاستقلال الذي أبلى بدوره البلاء الحسن في أمريكا الوسطى، إذ أنه في أول مرة دفع "البام" دولا بأمريكا اللاتينية إلى مراجعة سياستها الخارجية التي كانت بين المد والجزر، مرة مع المغرب ومرة أخرى مع الجزائر، كما تمكن "الباميون" من تحقيق اختراق في جنوب إفريقيا التي كانت تدعم بدون شروط جماعة البوليساريو ضمن محورها الرئيسي الذي شيدته الجزائر والممتد إلى أمريكا اللاتينية، مرورا بنيجيريا وإيران وسورية والدول الاسكندنافية. حل وفد عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم بجنوب إفريقيا، ضيفا على مجموعة من القياديين بـ" البام" في 11 مارس 2015، إذ اعتبر العماري أن وجود أعضاء الوفد الجنوب إفريقي في المغرب بمثابة وجودهم في بلدهم، مضيفا أن العلاقة بين البلدين ليست وليدة اليوم، لأن المغرب أول بلد دعم الحركة التحررية في جنوب افريقيا، وزوده بالسلاح من أجل ثورته ضد سياسة الميز العنصري في نهاية الخمسينات. أحمد الأرقام

” البام” يعطي نفسا جديدا للدبلوماسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نيران شباط تصل نواكشوط

الجمعيات التربوية تصعد ضد بنكيران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات