إضرام النار في الجسد… سقف الاحتجاج

تقليد لـ"الطريقة البوعزيزية" في الاحتجاج على فساد القضاء والإدارة وعدم الشغل أو رغبة في لفت الانتباه لعل أول محاولة فعلية لإحراق الذات بالمغرب بعد حادث «البوعزيزي» بتونس، حدثت بعد ثلاثة أيام من المظاهرة الأولى ل20 فبراير، عندما كان أستاذ يهدد بإحراق ذاته، بعد أن صب على جسده قنينة بنزين، وفي لحظة ما امتدت إليه يد مجهولة، وألقت عليه عود ثقاب لتشتعل النيران في جسده، وينقل إلى مستعجلات ابن سينا. ومنذ هذا الحادث توالت الانتحارات ومحاولات الانتحار على «الطريقة البوعزيزية»، رغم أنه لم تكن موضة محاولات الانتحار عن طريق إحراق الذات في المغرب وليدة اليوم، إذ قبل «العدوى البوعزيزية» في تونس، شهدت بعض الأماكن في الرباط، خصوصا في ساحة الاحتجاجات أمام البرلمان، محاولات عدة لإحراق الذات جماعيا من طرف عاطلين، لكن يبدو أنها لم تكن جدية بمعنى الكلمة، بل الهدف منها كان هو الضغط على الحكومة ودفعها إلى الاستجابة إلى مطالب بعض الحركات الخاصة بالمعطلين. وكانت أول حالة انتحار راحت ضحيتها شابة تسمى «فدوى العروي» بمنطقة سوق السبت بإقليم بني ملال، وذلك بعد أن أقدمت على إضرام النار في جسدها، احتجاجا على عدم الإنصات إليها من قبل مسؤولي المدينة.ولا تتجاوز «فدوى» من العمر 26 سنة، وتضامنت مع أسرتها الهيآت الحقوقية، التي اعتبرتها «ضحية الحكرة» في إقليم بني ملال.وبرأي الدكتور عبد الجبار شكري، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع، فإن ما يدفع شخصا إلى إضرام النار في جسده أن المواطنين المغاربة تساوى لديهم الموت والحياة أمام ما فقدوه من لذة العيش اليومي وأمام إكراهات الفقر والحاجة والحرمان، فالأمر بالنسبة إليهم سيان أن يموتوا أو أن يعيشوا فالأمر كله يعني أنه إذا لم يحتج المواطن فهو ميت، وإن احتج فهو ميت، لأنه يعرف مصيره المحتوم عند الدولة، لهذا تطغى عليه حين تعرضه للظلم حالة اليأس المطلق، فيرفع سقف الاحتجاج إلى أقصاه فيقوم بإحراق ذاته وقتلها لكي يكشف الوجه الخفي للدولة، ويحملها مسؤولية موته، لأنها هي التي أوصلته إلى هذا اليأس والموت.في هذا الملف نعرض لحالات مواطنين انتحروا أو حاولوا الانتحار عن طريق الاحتراق، كما نستمع إلى شهادات مواطنين حول تزايد محاولات الانتحار على «الطريقة البوعزيزية» بالمغرب، ونعرض أيضا لرأي باحث في علم الاجتماع. ر. ح

إضرام النار في الجسد… سقف الاحتجاج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موضة الاحتراق للضغط على الدولة

الجنوب المغربي على "إي بي سي" الأمريكية

مقالات ذات صلة