العرب يتحدون ضد الاحتكار التلفزيوني

اتحاد الإذاعات يصدر توصيات نارية ويلجأ إلى القضاء إسوة بالأوربيين أنهى اتحاد الإذاعات العربية ”ASBU» الجدل بخصوص الاحتكار الرياضي بتوصيات نارية، قرر من خلالها التحرك لضمان متابعة الجماهير العربية للاستحقاقات القارية المقبلة. وجاءت توصيات الاتحاد خلال اجتماعه الأخير بالعاصمة التونسية، والذي شهد مناقشات مستفيضة حول عجز التلفزيونات العربية عن ضمان بث مباريات منتخباتها الوطنية خلال كأس إفريقيا للأمم المقبلة المقررة بالغابون، بسبب المطالب المالية التعجيزية لمجموعة قنوات ”بي إن سبور” القطرية. وذكر الاتحاد بأن سوق الحقوق الرياضية أصبحت في العقدين الماضيين تعرف منافسة كبيرة وممارسة احتكارية أضرت بصورة بالغة بالهيآت التلفزيونية العربية وبالجماهير المتابعة بعد أن وصلت تكاليف تلك الحقوق مبالغ طائلة. وجاء في التوصيات ”أدت هذه الوضعية إلى حرمان الجماهير من متابعة الأحداث الرياضية سواء الدولية منها أو المحلية التي تجرى على أرضها وتشارك فيها منتخباتها وأنديتها باعتماد سياسة الحجب والتشفير”. وقدم الاتحاد نموذج الدول الأوربية التي نجحت في الفوز بحكم لمحكمة العدل الأوربية التي لجأ إليها الاتحاد الدولي لكرة القدم ”فيفا” والاتحاد الأوربي ”ويفا”. التحرك القضائي قرر اتحاد الإذاعات العربية اللجوء إلى المكتب التنفيذي للجامعة العربية، باعتباره هيأة تابعة لها لطلب الترخيص لوضع ملف احتكار بث المنافسات الرياضية الإفريقية لدى المحكمة الرياضية الدولية ”طاس”. واعتبر الاتحاد أنه أمام المشهد التجاري غير الأخلاقي وغير المتكافئ الذي يستثمر الرياضة تجاريا ويبتعد عن أهدافها وحولها إلى سلعة حقيقية، أصبح التحرك القضائي ضرورة ملحة بالنسبة إليه لأن الاحتكار يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان كحقه بالمشاركة في حياة المجتمع الثقافية والفنية مستدلا بالمادة 5 المنصوص عليها في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والمادة 27 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقدم الاتحاد دليلا آخر على صدق تعامله، وهو محكمة العدل الأوربية في مجال الحقوق الرياضية للدورات الكبرى، ”هو فقه قضاء مستقر يمكن أن نستأنس به للسير على نهج الدول الأوربية في هذا المجال إذ تنص توجيهات المجلس الأوربي الصادرة في ثالث أكتوبر 1989 والمتعلقة بالبث التلفزيوني على أنه يسمح للدول الأعضاء حظر البث الحصري للأحداث التي تعتبرها ذات أهمية كبرى لمجتمعاتها خصوصا عندما يكون هذا البث الحصري سببا في حرمان أعداد كبيرة من الجمهور من فرص المتابعة مجانا”. الأوربيون يقدمون الحل في عاشر مارس 2010، تم إصدار توجيهات أوربية متعلقة بالبث الفضائي، وبالرجوع إلى الموقع الإلكتروني الخاص بتلك القرارات الأوربية، يتبين أن المادة السابعة لتنظيم البث التلفزيوني نصت صراحة على أن ”كل دولة عضو داخل الاتحاد الأوربي بإمكانها اتخاذ تدابير واجراءات وفقا لقانون الاتحاد يضمن عدم احتكار أي قناة أو هيأة تلفزيونية للأحداث الرياضية باعتماد سياسة التشفير من خلال تحديد قائمة سنوية للأحداث الرياضية التي تعتبرها أحداثا ذات أهمية بالغة للمجتمع”. وعاد الاتحاد إلى هذه المادة للتأكيد على أن من حق الهيآت الأوربية إرسال خطاب واضح وفي الوقت المناسب إلى المفوضية الأوربية التي تتأكد فقط من مطابقة هذه القائمة للقانون الأوربي قبل أن تعممها على الدول الأعضاء. وقدم الاتحاد نموذج انجلترا وبلجيكا، اللذين قدما لوائح وقوائم بالأحداث التي تكتسي أهمية بالنسبة إليه وبالتالي منع حصريتها، وكان ضمن تلك الأحداث مباريات نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 وكأس الأمم الأوربية 2016، والنتيجة أن المفوضية الأوربية أقرت بتطابق تلك الأحداث مع قوانين الاتحاد الأوربي. "فيفا" و"ويفا" يتدخلان لم يتقبل الاتحاد الدولي لكرة القدم ”فيفا” والاتحاد الأوربي ”ويفا” القرار، وتقدما بطعن لدى محكمة العدل الأوربية التي أصدرت قرارها في 2013، برفض الاستئناف بصورة باتة وقطعية. ورغم أن محكمة العدل الأوربية أقرت بأن تعيين أحداث معينة من قبل الدولة باعتبارها أحداثا ذات أهمية كبرى للمجتمع وحظر البث الحصري لها يشكلان مبدئيا عقبة أمام حرية توفير الخدمات ومقتضيات المنافسة الحرة والحق في الملكية إلا أن هذا الأمر لا يجب أن يحجب علو حماية الحق في المعلومة وضمان وصول أكثر عدد ممكن من الناس إليها من خلال التغطية التلفزيونية المجانية والمفتوحة. ودعت محكمة العدل الأوربية إلى أنه على الدول تحديد الأحداث التي تعتبرها ذات أهمية كبرى لمواطنيها مع توخي الدقة والوضوح، مقرة أن مباريات كأس العالم هي أحداث ذات أهمية كبيرة يتجه معها منع البث الحصري والتشفير وفتحها للعموم. وبالمقابل، أكد الاتحاد أنه إلى جانب التحرك القضائي يجب التحرك بفعالية من أجل سن تشريعات محلية تكفل حق المواطن العربي في متابعة الأحداث الرياضية الكبرى عبر قنوات مفتوحة وغير مشفرة. أكد الاتحاد في توصياته استمراره في البحث عن كافة السبل التي تضمن للجمهور العربي متابعة الأحداث الرياضية الكبرى، معتبرا أنه من حق المؤسسات الإعلامية الوطنية طلب حق البث الأرضي داخل حدودها وإلزام الجهات الدولية المالكة للحقوق الرياضية بحماية حق المشاهدة المجانية للجمهور. واستثنى الاتحاد من توصياته البث الفضائي باعتبار أن عاملين أساسيين يتحكمان فيه، أحدهما تقني مرتبط بحماية معايير انتشار الإشارات ”الأمواج” والثاني مرتبط بتحديد التغطية التلفزيونية داخل الحدود الوطنية التي لا يمكن حمايتها خارج حدود الدولة مالم توافق عليها الدولة المعنية. وركز الاتحاد على أنه من خلال الخطوات التي سيقوم بها لا يسعى إلى منع احتكار القنوات الخاصة للتظاهرات الرياضية وإنما يسعى إلى إجبارها على البث غير المشفر والمجاني لهذه التظاهرات مثل كأس العالم . القضاء...الحل لم يجد أعضاء الاتحاد في نهاية اجتماعهم بتوس خيارا آخر غير اللجوء إلى القضاء من خلال تقديم طلب إلى إدارته العامة لإجراء استشارات قانونية لدى مكتب قانوني عربي أو أوربي مختص في الحقوق الرياضية لبحث آليات التحرك في الاتجاه القضائي حتى يتم منح الحقوق في المنطقة العربية عبر إشارات مفتوحة تضمن للمشاهد العربي الحصول عليها دون دفع مقابل مالي. ولم يفت أعضاء الاتحاد أن يؤكدوا في ختام اجتماعهم أن القناة المشفرة، في إشارة إلى مجموعة قنوات بي إن سبور” القطرية، التي تحتكر نقل هذه الأحداث يبلغ عدد مشتركيها أقل من 5 في المائة من مجموع المشاهدين في كامل المنطقة العربية. وعاد أعضاء الاتحاد للتأكيد في الأخير على الجانب التشريعي ”لابد من العمل على سن تشريعات محلية تكفل حق المشاهد العربي في متابعة الأحداث الرياضية الكبرى عبر قنوات مفتوحة غير مشفرة على غرار ما هو معمول به في البلدان الأوربية، ”يجب سن قوانين وطنية وإقليمية تحمي المشاهد من خلال توجيهات تصدر عن جامعة الدول العربية ومجلس وزراء الإعلام العرب”. إعداد: أحمد نعيم تجديد العقد جددت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ”كاف” خلال الفترة السابقة العقد المبرم مع شركة ”سبور فايف”، والذي بموجبه تحتكر الأخيرة حقوق التسويق التلفزيوني للمنافسات القارية، والتي تبيعها بعد ذلك إلى “بي إن سبور”. ويقضي الاتفاق المبرم باحتكار الشركة لمختلف البطولات والدوريات الإفريقية، من 2017 إلى غاية 2028، بمقابل مالي يناهز مليار دولار. وطالبت المجموعة القطرية التلفزيونات الإفريقية، بما فيها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربي، بمليون دولار لبث أي مباراة لمنتخباتها الوطنية أرضيا فقط، قبل أن ترفعها بعد ذلك. وسيكون لزاما على التلفزيونات الإفريقية دفع مبالغ إضافية، بعد نهاية الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم 2017 إذا ما أرادت متابعة باقي المنافسة، ليصل المبلغ الإجمالي من أجل متابعة كل مباريات الكأس الإفريقية إلى عشرة ملايين دولار . 20 مليارا للألعاب الأولمبية إعلان شبكة قنوات ”بي إن سبور” القطرية، عن حصولها على حقوق البث الحصري لتغطية أربع دورات للألعاب الأولمبية بداية من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الثالثة والعشرين التي ستقام في بيونغ تشانغ الصينية عام 2018، نهاية لحلم العرب في متابعة أهم حدث رياضي في العالم. ووقعت الشبكة عقودا مع اللجنة الأولمبية الدولية لتحصل بمقتضاه على البث الحصري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتغطي تلك الاتفاقية طويلة الأمد كلا من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الثالثة والعشرين التي ستقام في بيونغ تشانغ الصينية عام 2018 وبكين 2022 أيضا ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية الثانية والثلاثين في طوكيو عام 2020، بالإضافة إلى دورة الألعاب الأولمبية عام 2024 والتي لم يتم تحديد مكان إقامتها بعد، كما تم الاتفاق بين اللجنة الأولمبية ومجموعة ”بي إن سبور” الإعلامية على تدشين قناة خاصة باللجنة الأولمبية؛ لإثراء المحتوى الرياضي في المنطقة. وتأتي هذه الخطوة لتنهي فترة المجانية النسبية (مليارا سنتيم) التي كان يوفرها اتحاد إذاعات الدول العربية، منذ أكثر من عشرين سنة. 13 سـنـة مـن الـبـث أنقذ اتحاد إذاعات الدول العربية، الذي تأسس سنة 1969 بالخرطوم بهدف ”تقوية الروابط وتوثيق التعاون بين إذاعات الدول العربية الصوتية والمرئية وتطوير إنتاجها شكلا ومضمونا، التلفزيونات العربية. ونجح الاتحاد منذ تأسيسه في توفير خدمات هامة للهيآت الإذاعية والتلفزيونية الأعضاء للاستفادة منها على غرار الخدمات الهندسية والاستشارية، والتبادل التلفزيوني والإذاعي الإخبـاري والبرامجي والرياضي، والتدريب الإذاعي والتلفزيوني. كما واصل الاتحاد بذل مساعيه للحصول على حقوق بث عدد من البطولات والأحداث الرياضية التي تهم هيآته الأعضاء وتغطيتها باعتباره الجهة الأفضل التي يمكنها الحصول على حقوق النقل التلفزيوني للأحداث الرياضية بأسعار وشروط ميسرة. وامتلك الاتحاد قبل الاحتكار وغزو المال القطري لقطاع البث التلفزيوني، حقوق الكثير من البطولات والمنافسات الرياضية، كالبطولات الآسيوية لكرة القدم (من 2000 إلى 2013)، وشملت هذه البطولات : بطولة دوري أبطال آسيا للمحترفين وكأس الاتحاد الآسيوي للأندية ( 70 مباراة في الموسم) وكأس أمم آسيا بقطر 2011 وكأس أمم آسيا تحت 19 سنة والتي تنظم كل سنتين وكأس أمم آسيا للاعبين لأقل من 16 سنة والدور الأخير لتصفيات كأس العالم للقارة الأسيوية (45 مباراة) والتصفيات النهائية لدورات الألعاب الاولمبية لكرة القدم (36 مباراة) وبطولة غرب آسيا.

العرب يتحدون ضد الاحتكار التلفزيوني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جامعة القوى تؤجل منح الأندية

غضب بـ "الكاك" بعد الرباعية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات