شبح سنة فلاحية بيضاء

الخصاص في كمية التساقطات بلغ نسبة 60 % والزراعات الخريفية ستتضرر أكثر خاصة الحبوب أعطى عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، انطلاقة الموسم الفلاحي الحالي، منذ أزيد من شهر من سيدي بنور بمنطقة دكالة، لكن تأخر التساقطات ألقى بظلاله على الموسم الفلاحي الحالي، إذ مازال العديد من الفلاحين ينتظرون أن تجود السماء بغيثها، ويتردد أغلبهم في زرع أراضيهم، خاصة أن شبح الجفاف يتهدد المغرب للسنة الثانية على التوالي. وتشير المعطيات التي استقتها «الصباح» من مختلف المناطق المعروفة بزراعة الحبوب، إلى أن جل المزارعين ما زالوا ينتظرون في أهم مناطق زراعة الحبوب بالمغرب، إذ أن المساحات المزروعة، حاليا، بجهة سايس تقل بتسعة آلاف هكتار عن المساحات التي كانت مزروعة في الموسم السابق، وذلك تخوفا من ضياع مزروعاتهم، بعدما لم تتجاوز التساقطات بالمنطقة 68.5 مليمترا، ما يقل بناقص 68 % عن مستوى التساقطات في المنطقة خلال المواسم العادية، حسب ما أفادت به المديرية الجهوية بفاس، ويهم التراجع في المساحات المزروعة مختلف الأنواع، بما في ذلك زراعة القطاني والأعلاف. ولا تختلف منطقة دكالة عن سهل سايس، إذ سجل بها خصاص في التساقطات وصل، حسب الأرصاد الجوية، إلى ناقص 60 % مع بداية نونبر الجاري، بالمقارنة مع مستوى التساقطات بالمنطقة، خلال المواسم العادية. ولا يختلف الشعور العام لدى مزارعي دكالة عن نظرائهم بمنطقة سايس، إذ يظل الانتظار سيد الموقف. وتعتبر منطقة الحوز الجهة الأكثر تضررا من تأخر التساقطات، إذ ما تزال أزيد من 80 % من الأراضي غير مزروعة، وتخيم على مزارعي المنطقة أجواء من التشاؤم والتخوف من تكرار سيناريو السنة الماضية. وأكد عدد من الفلاحين أنه إذا لم تجد السماء، خلال الأسبوعين المقبلين، فإن الزراعات الخريفية ستتضرر بشكل ملحوظ. ورغم توفير وزارة الفلاحة للبذور، إذ تمت تعبئة أزيد من 8 ملايين قنطار من البذور المعتمدة فإن هناك فتورا في الإقبال عليها بسبب تردد الفلاحين في زراعة أراضيهم. وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، سيكون من الصعب تحقيق توقعات مشروع قانون المالية للسنة المقبلة، خاصة تحقيق محصول زراعي في حدود 70 مليون قنطار، ما سينعكس بدوره على مستوى النمو، إذ أن ضعف المحصول الفلاحي يؤثر على مداخيل العالم القروي وعلى الاستهلاك ما ينعكس على النمو الاقتصادي. ومن خلال تتبع تطور معدل النمو خلال العقدين الأخيرين، يتضح أن وتيرة النمو تظل مرتبطة بأداء القطاع الفلاحي، إذ تكون نسبة النمو مرتفعة، خلال المواسم الفلاحية الجيدة، وتنخفض خلال السنوات العجاف. واتضح ذلك جليا، خلال السنة الجارية، إذ ينتظر ألا يتجاوز معدل النمو، في أحسن الظروف 2 %، مع متم السنة، وذلك بسبب المحصول الضعيف الذي لم يتجاوز 33.5 مليون قنطار. وما زال مبكرا الحديث عن حصيلة الموسم الفلاحي المقبل، فإذا عرفت الأسابيع المقبلة تساقطات، كما يؤكد ذلك عدد من المزارعين، فإن الأضرار ستكون محدودة ولن تتأثر وتيرة النمو بشكل كبير، غير أنه إذا لم تشهد تساقطات، فإن الزراعات الخريفية ستتضرر بشكل كبير، خاصة الحبوب، وفي هذه الحالة لن يصل معدل النمو إلى المستوى الذي حددته الحكومة. عبد الواحد كنفاوي

شبح سنة فلاحية بيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال مهندس فوت أراضي وهمية

الصنهاجي لـ "الصباح": ما بقيت باغي والو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات