ماذا يفعل اللاعبون بعد الاعتزال؟

المغاربة يختارون المقاهي والأوربيون يتوزعون بين السياسة والأفلام الإباحية وصناعة الأحذية عندما يدرك لاعب كرة القدم في مرحلة عمرية معينة أن لحظة التقاعد ووداع الميدان الأخضر حانت، بعد رحلة طويلة قضاها يصول ويجول في الملاعب، يبدأ التفكير في مستقبله. يقول البرازيلي رونالدو، في مؤتمر صحافي عند وداعه لكرة القدم، إن عقله يريد الاستمرار في اللعب، ولكن جسده يرفض ذلك. أمور كثيرة تدفع اللاعبين إلى الاعتزال، الكبر وكثرة الإصابات والرغبة في الخلود إلى الراحة والاسترخاء، ولكن ما هو المستقبل الذي ينتظرهم بعد الوداع؟ منهم من يبقى قريبا من كرة القدم، سواء في كرسي الاحتياط أو في التعليق الرياضي ومنهم من طلق كرة القدم إلى غير رجعة، وذهب لاعبون في اتجاهات أخرى يبحثون عن شيء مختلف عن الرياضة التي مارسوها قرابة 20 سنة أو يزيد، فما هي أغرب المهن التي عمل بها اللاعبون بعد الاعتزال؟ في المغرب الأمر محسوم بنسبة كبيرة للاعبين المعتزلين باختيارهم المقاهي استثمارا لما جمعوه من أموال كرة القدم. بودربالة يطلق الشرارة يعتبر عزيز بودربالة، اللاعب السابق للوداد الرياضي وليون ماترا راسينغ الفرنسيين، أول اللاعبين الذين اختاروا الاستثمار في المقاهي حين قرر افتتاح واحدة بوسط البيضاء، قبل أن يقرر بيعها بعد عودته من الاحتراف ليقينه أنه لا يستطيع الاستمرار بسبب مشاكل التسيير اليومي. بعده، سيلجأ غالبية اللاعبين لهذا الاستثمار السهل الذي لا يتطلب الكثير من الدراسة أو ”الحرفة”، أبرزهم صلاح الدين بصير، نجم الرجاء والمحترف السابق بالهلال السعودي وديبورتيفو لاكورونا الاسباني، وبادو الزاكي، النجم السابق لريال مايوركا والوداد، ومصطفى الشاذلي، لاعب الرجاء والطاهر لخلج، نجم الكوكب وبنفيكا البرتغالي السابق. ويرجح الكثيرون أن سبب هذا الاستثمار هو أنه آمن لأن هامش المخاطر التجارية فيه قليل مقارنة مع مشاريع أخرى، كما أنه استثمار ذكي لأنه يعتمد على شعبية صاحب المقهى الذي يمتلك قاعدة من الجماهير أثناء ممارسته لرياضة كرة القدم، خاصة في صفوف المنتخب الوطني. رونالدو...عشق مراكش انتشرت في الأسبوع الماضي تقارير تشير إلى أنه بعد خمس سنوات، ستغدو كرة القدم من دون كريستيانو وميسي، اللذين يشكلان جزءا كبيرا من عالم كرة القدم الحالية، وسيترك اعتزالهما فراغا كبيرا وتغييرات ليست بالسهلة في خارطة الكرة. ويبدي كريستيانو رونالدو، نجم نادي ريال مدريد والمنتخب البرتغالي لكرة القدم، رغبته في العمل في مجال الموضة والأزياء بعد الاعتزال، وقد أظهر في مناسبات عديدة أنه شخص يحب الاعتناء بجسده وأناقته، وهو ما يجعل ذلك المجال مثيرا لاهتمامه، خاصة عند اعتزال كرة القدم. وقد عرف كريستيانو، منذ تحوله لأحد نجوم عالم المستديرة بمشاركته في مجموعة من الإعلانات المخصصة للموضة والأزياء، كما أنه أطلق علامة ملابس داخلية وعطورا خاصة به، إضافة إلى أحذية جلدية ومجموعة من الملابس الجاهزة. وقال في تصريح له إنها أشياء تعلمها مع مرور الوقت، ويحب أن يرتدي ملابس جيدة، كما يحاول أن يكون أنيقا، وهذا ما دفعه لإطلاق علامة خاصة به، ما يجعله فخورًا بذلك. كما اتجه ”صاروخ ماديرا” خارج أوربا بعد أن عشق مراكش، ليقرر اقتناء أرض ليبني عليها فندقا يدخل في إطار سلسلة ”سي إر 7” التي أطلقها باسبانيا والبرتغال. ميسي...العقارات على الطرف الآخر يملك ليونيل ميسي عقد شراكة مع شركة أديداس، الأمر الذي يعود عليه بمردود جيد، ولكن ليس من المؤكد أن يدوم ذلك بعد اعتزاله، إذ تقوم الشركة غالبًا بفسخ العقود بعد اعتزال اللاعبين. ومن الممكن أن يحذو حذو نظيره رونالدو ويقوم بتأسيس شركة خاصة به، كما يشتهر عن النجم الأرجنتيني هوسه بالعقارات وامتلاك البيوت والفيلات الفارهة. وخصص ميسي جزءا من ثروته في سوق العقارات، بتشييد مبانٍ سكنية داخل إسبانيا وفي مسقط رأسه بمدينة روساريو الأرجنتينية. وأسس ميسي شركة صغيرة في البداية برأس مال 3 آلاف أورو فقط لبيع وشراء الأراضي منذ 2010 ، لكن مع الوقت اتسع حجمها. ويدير ميسي أيضا مجموعة من ”الشاليهات” الفاخرة على نهر بارانا، وهي أشبه بمدن رياضية تضم ملاعب لكرة القدم والتنس، واستثمر فيها 20 مليون أورو، وهو تقريبا المبلغ نفسه الذي يتحصل عليه سنويا من عائدات الإعلانات. وياه...اتجاه السياسة أسطورة كرة القدم الليبيري، واللاعب الإفريقي الوحيد الذي توج بالكرة الذهبية عام 1995، وأحد أبرز النجوم التاريخيين لنادي ميلان الإيطالي. بعد اعتزال اللعب قام بتأسيس حزب سياسي في بلاده، وترشح لانتخابات الرئاسة، لكن شعبيته الجارفة لم تشفع له للفوز أمام منافسه إلين جونسون. وبعد الخسارة ظل مرتبطًا بالسياسة، لكنها لم تعد من أولوياته، ويقوم بتحليل بعض المباريات لصالح قنوات ”بي إن سبور”. روماريو...الانتخابات أولا اتجه أسطورة منتخب البرازيل، وبطل مونديال 1994 بالولايات المتحدة، إلى السياسة بعد الاعتزال، إذ أصبح نائبا برلمانيا شهيرا، ومعارضا لاذعا، وحقق رقما قياسيا بالحصول على خمسة ملايين صوت في ولاية ريو دي جانيرو في الانتخابات البرلمانية، ويتطلع لرئاسة البرازيل مستقبلا، وتميز بلهجته الحادة وانتقاداته الشديدة للمسؤولين الحكوميين وأعضاء الاتحاد البرازيلي للعبة. ميندييتا...”دي جي” ومن السياسة إلى الفن، إذ قرر ميندييتا، أحد أشهر اللاعبين في تاريخ إسبانيا، والعنصر الأبرز في الجيل الذهبي لفريق فالنسيا، بعد الاعتزال في 2008، الاتجاه إلى العمل في الملاهي الليلية وصالات الرقص كمنسق للأغاني (دي جي)، وهو حلمه الشخصي منذ صغره وقام بتأجيله حتى انتهى مساره الرياضي. بورغوس...الروك الأرجنتيني “المجنون” كما يلقب، وحارس مرمى ريفر بليت، ثم مايوركا وأتلتيكو مدريد الإسبانيين، اتجه بعد الاعتزال في 2004 إلى موسيقى الروك، وأسس بعض الفرق الموسيقية، واتخذ الشكل التقليدي لمطرب الروك بشعره الكثيف وصدره العاري. ثم عاد إلى كرة القدم، ليعمل في مجال التدريب، ويعمل حاليا في إسبانيا مساعدا لمواطنه دييغو سيميوني في نادي أتلتيكو مدريد. أحمد حسني...التلحين من المنطقة العربية يبرز اسم المهاجم المصري السابق أحمد حسني، الذي لعب للأهلي والإسماعيلي، واحترف في الدوري الألماني في نادي شتوتغارت، كما لعب لجينت البلجيكي وهانزو الصيني، ولعب لمنتخب مصر في أمم إفريقيا 2002. اتجه بعد الاعتزال إلى مجال التلحين، وتعامل مع عدد من أشهر المغنين المصريين والعرب مثل عمرو دياب ومحمد حماقي. أسبريا...”البورنو” من ”الشطحات” الغريبة، أن أسبريا أحد أفراد الجيل الذهبي الأول لمنتخب كولومبيا في مونديال 1994، ومهاجم نيوكاسل الإنكليزي وبارما الإيطالي، الذي شارك في مونديال فرنسا 1998 أيضًا، قرر الانتقال إلى عالم الأفلام الإباحية، كما ظهر عاريًا تمامًا في بعض المجلات الشهيرة. برولين...الأحذية نجم منتخب السويد في مونديال 1994 والذي قاد فيه بلاده للتتويج بميدالية برونزية وسجل خلاله ثلاثة أهداف، ترك كرة القدم ليتفرغ لإدارة شركات متنوعة، لتصنيع الأحذية وأجهزة الكمبيوتر، كما أدار سلسلة مطاعم، وعمل في مجال الموسيقى لبعض الوقت. أنجل...عمل بسيط لا يحتفظ كثير من اللاعبين بأرصدة وفيرة من المال في البنوك عند الاعتزال، كحال بريت أنجل الذي لعب حوالي 20 عامًا لعدد كبير من الأندية الإنكليزية، أبرزها إيفرتون وسندرلاند، لكنه اضطر للعمل في ”سوبر ماركت” بسبب ضائقة مادية، قبل أن تتاح له فرصة العمل مدربا في نيوزيلاندا. هيلغنبرينك...الكاهن لاعب أمريكي تنبأ له كثيرون بمستقبل مشرق، انهالت عليه العروض من أندية إنجليزية مرموقة وبمبالغ قياسية، لكنه قرر في سن مبكر الابتعاد عن الكرة والتفرغ للعبادة، وأصبح راهبًا في إحدى الكنائس بالولايات المتحدة عام 2008. إعداد: أحمد نعيم

ماذا يفعل اللاعبون بعد الاعتزال؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الطاس" دون رئيس

لكحل إلى الغابون لتغيير إقامة الأسود

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات