دبلوماسيونا… سفراء تحت العادة

فعالية البعثات في الدفاع عن المغاربة دون مستوى العلاقات السياسية مع دول الخليج فقد مغاربة الخليج الأمل في أن تنصب بعثاتنا الدبلوماسية نفسها للدفاع عن مصالحهم كما يحدث في كل دول العالم، وذلك في ظل مفارقة غريبة تكتنف وضعية سفراء المغرب في الجزيرة العربية وما حولها، إذ في الوقت الذي ترقي فيه العلاقات الجيدة بين الدول التمثيليات المتبادلة إلى درجة سفراء فوق العادة، لا يتردد سفراء المغرب في التنازل عن صلاحياتهم، وكأن سيادة الدولة التي يمثلون علمها لا تكتمل إلا بوجود «كفيل». وتجمع الحالات التي تقاطرت، في السنوات الأخيرة، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، على أن السفير المغربي لا حول له ولا قوة في مواجهة الظلم والحيف، الذي يرزح تحن نيره الآلاف من المغربيات والمغاربة في السعودية و قطر والكويت والبحرين وعمان، ولم يعد الضحايا يجدون بدا من توجيه نداءات الاستغاثة مباشرة إلى الملك. ولا تقف المعاناة عند حدود مغربيات الفنادق، بل يكتوي بنارها الجميع بمن فيهم أبناء وزوجات السفراء، فليس للمغرب الحق في توفير مدارس مغربية لمواطنيه المغتربين هناك، ذلك أن أبناء المغاربة يدرسون مناهج فرنسية أو إفريقية ولا يعلمون عن المغرب إلا ما يتلقونه من آبائهم، إضافة إلى انعدام الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية، بعد القنصليات عن مناطق السكن وما يسببه من ضرر مادي ومعنوي، خاصة لأصحاب الدخول المحدودة. استفحلت بين مغربيات الخليج حالات المخالفات لقوانين الإقامة بسبب سلبيات نظام الإقامة المفروض عليهن، إلى أن أصبح عدد اللواتي يطلبن مساعدات مالية يسجل بالآلاف خصوصا في فئة خادمات المنازل، وتكاثرت مشاكل الكفالة الأبدية، التي دائما ما ترهق الوافدين بسبب انعدام قوانين صارمة ومساطر المتابعة في حال وجود ابتزاز، خاصة عند تجديد الإقامة. ولم تنخرط التمثيليات المغربية في معركة الحد الأدنى من كرامة الأجانب في الخليج كما هو الحال بالنسبة إلى دول جنوب شرق آسيا، بل تركت مواطنيها عزلا في مستنقع غياب الحماية القانونية ضد الابتزاز، الذي يتعرض له الباحثون عن الكفالات الفردية وانعدام قنوات التواصل مع الجهات الوصية على الجالية، و التهميش المستمر من قبل المسؤولين، إذ تنعدم الزيارات الرسمية واللقاءات مباشرة مع الجالية، وتحرم الخطوط الملكية المغربية المغاربة ذوي الدخل المحدود من إمكانية زيارة أسرهم بشكل دوري، بحذف العروض الخاصة التي تعقب موسم الحج والعمرة والعطلة الصيفية، مع اتباع نظام جمارك مشدد على مغاربة الخليج فيما يتعلق بإدخال السيارات عند العودة النهائية. لم يحرك السفراء ساكنا إلا بعد الخطاب الملكي، الذي عرى واقع الخدمات القنصلية، فنظمت السفارات أياما مفتوحة مع الجالية للاستماع لأفرادها ولمطالبهم وتغيير الصورة النمطية وتفعيل دور الجالية وفتح المجال للمساعدة في الحالات الاجتماعية، ووضع حد للاختلالات في اصدار التأشيرات بالسفارة الخليجية بالرباط ومحاربة السماسرة و تقنين باب الاستقدام بالتعاقد مع مكاتب متخصصة، وإصدار نشرات توعية بالوضع العام للمقيم من حقوق وواجبات، وتفعيل دور المحامي للدفاع عن حقوق الجالية، والبدء في حل مشكل التمدرس بجميع فئاته، وتفعيل مشروع القنصلية المتنقلة. ياسين قُطيب

دبلوماسيونا… سفراء تحت العادة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كابوس "السعودية" مازال يلاحقني

لمياء... شهور من القهر في سجون السعودية

مقالات ذات صلة