مشاهد عنيفة انتهت بمآس

تقليدها من قبل الصغار بعد تأثرهم بها في غياب الرقابة أعادت واقعة انتحار طفل يبغ من العمر 11 سنة، ويقطن بالمدينة القديمة بالبيضاء، الحديث حول مدى انعكاس لعب الفيديو وأشرطة العنف، المتاحة على الأنترنيت، على نفسية الصغار، والفواجع والمآسي التي تنتج عنها. وتعددت حالات الانتحار في صفوف الصغار، عن غير وعي، إذ أنهم في حالات كثيرة كانوا يقلدون مشاهد اطلعوا عليها في الأنترنيت، وترسخت في ذهنهم لدرجة الرغبة في ممارستها كلعبة. تفاصيل الواقعة التي حدثت في البيضاء الأسبوع الماضي، انطلقت بدرب بوطويل بالمدينة القديمة، عندما عادت أم الضحية إلى منزلها بعد ترك ابنتها في المدرسة، إذ فوجئت أثناء دخلولها بابنها الصغير الذي مازال يتابع دراسته بالابتدائي، جثة هامدة لا يرد على نداءاتها المتكررة وقد تدلى من حبل، أعد مشنقة. تركته الأم قبل ذلك، وهو في صحة جيدة، إذ بعد أن طلبت منه مرافقتها من أجل وضع شقيقته بالمدرسة، رفض وطلب منها أن تتركه يلعب إلى حين عودتها، وهو ما فعلت، لتدرك عند رجوعها إلى البيت أن اللعبة التي كان يخطط لها الطفل أزهقت روحه ونقلته إلى العلم الآخر. وطبقا للتحقيقات الأولية التي باشرتها الشرطة القضائية التابعة لأمن آنفا، لكشف كل ملابسات الواقعة المرأساوية، فإن فرضية الانتحار طفت إلى السطح بقوة، سيما أن كل التحريات انتهت إلى أن الطفل كان عاديا ولم تكن له عداوات ولم تكن تبدو عليه أي علامات للتذمر أو الاستياء، كما أن أقرانه أكدوا انه لا توجد مشاكل لديه في المؤسسة التعليمية التي يتابع بها دروسه الابتدائية، لا مع المشرفين التربويين ولا زملائه التلاميذ، كما أن أمه بدورها تحظى باحترام وليس لها خصوم. وأسفرت الأبحاث والتحقيقات عن إدمان الضحية على الأنترنيت، ما رجح بقوة تأثره بما يشاهده، وعلى الأرجح شريط مرعب ظل راسخا في ذهنه لدرجة تقليده. وليست هذه هي المرة الأولى التي يقلد فيها أطفال مشاهد عنيفة، إذ في ماي الماضي، نجا طفل يتحدر من شفشاون من موت محقق، بعد محاولة تقليده مصير بطلة المسلسل التركي "سامحيني"، إذ أخذ حزاما ولفه وشرع في إعداد مشنقة ربطها بحقيبة كانت موضوعة فوق دولاب، ولولا الألطاف الإلهية وتدخل والدته في الوقت المناسب لأزهقت روحه. كما وضع طفل آخر حدا لحياته بضواحي البيضاء، إذ أنه كان يلعب مع اثنين من أقرانه، لعبة تنتهي بالحكم على من يخسر، بتنفيذ شيء ما، فوقع أن خسر الضحية في لعبة الجري، ليتم الحكم عليه بتقليد انتحار صدام حسين الذي ملأت أشرطته العالم، إذ تم إعداد مشنقة على شجرة ما إن تدلى منها الضحية حتى جحظت عيناه، فيما أصيب زميلاه بالرعب، ليهرولا مسرعين إلى الدوار حيث أبلغا الناس، لكن الطفل كان حينها قدة فارق الحياة ليتم إبلاغ الدرك الملكي التابع لنفوذ المكانسة. ورغم ارتفاع تحذيرات الدراسات المنجزة على انعكاس حرية تعامل الأطفال مع الأنترنت، تطفو على السطح بين الفينة والأخرى حوادث مأساوية، أبطالها صغار، قلدوا في غفلة من أولياء أمورهم مشهدا من الأشرطة العنيفة التي أدمنوا على مشاهدتها. المصطفى صفر

مشاهد عنيفة انتهت بمآس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انتحار الأطفال... الكابوس

حقوقيون وتربويون يهيئون لـ"كوب22"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات