كوت ديفوار ليس عائقنا الوحيد

مصطفى حجي المدرب المساعد للأسود قال إنه لا يجب استصغار توغو والكونغو الديمقراطية قال مصطفى حجي، المدرب المساعد للمنتخب الوطني، إن قرعة كأس إفريقيا وضعت الأسود في مجموعة صعبة، إلى جانب منتخبات كوت ديفوار وتوغو والكونغو الديمقراطية. وقال حجي، في حوار أجراه معه ”الصباح الرياضي”، إنه لا ينبغي استصغار منتخبي توغو والكونغو، معتبرا إياهما الأكثر شراسة وندية، وتابع ”من الصعب التغلب على المنتخبين معا، لهذا يلزمنا التحضير الجيد، والتعامل مع جميع المباريات بالجدية المطلوبة”. وعن مواجهة كوت ديفوار في كأس إفريقيا بعد تصفيات المونديال، قال حجي، إنه لن يشكل ذلك أي عائق، بل تعد عاملا إيجابيا بالنسبة إلى المنتخب الوطني، على الأقل لمعرفة المنافس أكثر. وفي ما يلي نص الحوار: ما هي انطباعاتك الأولية بعد عملية سحب القرعة؟ وضعت القرعة المنتخب الوطني في مجموعة صعبة، إذ سيتبارى إلى جانب منتخبات متمرسة، مثل كوت ديفوار والكونغو الديمقراطية وتوغو. نهائيات كأس إفريقيا تتطلب الفوز في جميع المباريات، حتى يتسنى لنا الذهاب بعيدا، لهذا يلزمنا التحضير الجيد لجميع المنتخبات. عموما، مجموعتنا صعبة، مثل المجموعات الأربع، التي تضم منتخبات قوية، كما أنه في النسخة الحالية ليس هناك مفاجآت، إذ أن 16 منتخبا بلغت النهائيات عن جدارة واستحقاق، وبالتالي غياب الفوارق بين جميع المنتخبات. هناك من يرى أن توغو والكونغو الديمقراطية أقل مستوى من كوت ديفوار؟ لا أعتقد أن المنتخبين في المتناول، فتوغو قوي جدا، لتوفره على محترفين متميزين، شأنه شان الكونغو الديمقراطية، والذي سبق لنا مواجهته في طنجة خلال السنوات الأخيرة، إنه منتخب يصعب الفوز عليه، علما أن هذا المنتخب لعب نصف نهائي كأس إفريقيا في النسخة الماضية، فضلا عن فوزه بلقب كأس إفريقيا للمحليين. يجب التعامل مع جميع المباريات بالجدية المطلوبة. وأظن أن مجموعتنا تعد الأصعب، بعد المجموعة الثانية، التي تضم كذلك الجزائر وتونس والسنغال. وماذا عن كوت ديفوار الذي وضعته القرعة في مجموعة الأسود مرة أخرى؟ لن يكون هناك أدنى عائق لمواجهته في نهائيات كأس أمم إفريقيا، على الأقل «باش نعرفوهم». ستكون المباراة صعبة، لهذا يجب أن نسخر كل إمكانياتنا للفوز عليه. وأعتقد أن جميع مباريات الأسود ستكون في غاية الصعوبة، بما في ذلك مباراتي التوغو والكونغو. كما أن الصعوبة تزداد، عندما ندرك أن هذه المنتخبات قوية ومن الصعب تجاوزها. هل مباراة توغو الإعدادية المقررة في 15 نونبر ستلغى أوتوماتيكيا، بعدما وضعته القرعة في مجموعة الأسود؟ طبعا، سيكون إجراؤها صعبا، أو بالأحرى مستحيلا، طالما أن القرعة وضعت المنتخبين في مجموعة واحدة. ومن المنتظر أن نبحث عن منتخب بديل في الأيام القليلة المقبلة. لنتحدث عن تصفيات المونديال، هل يمكن القول إن المنتخب الوطني أضاع نقطتين في الغابون؟ إطلاقا، لقد نجح المنتخب الوطني في انتزاع نقطة خارج ملعبه، وبعيدا عن جماهيره، إذ أن التعادل أمام الغابون ليس بالأمر الهين، بالنظر إلى توفره على محترفين متميزين، كما أن المباراة جرت في ظروف مناخية صعبة أثرت على مردودية اللاعبين، ناهيك عن سوء أرضية ملعب «فرانس فيل». ورغم ذلك قدم المنتخب الوطني أداء جيدا، ويستحق كل التقدير، خاصة أن اللاعبين أبانوا استماتة وقتالية، ورغبة أقوى في العودة بنتيجة إيجابية، وهو ما تحقق. وهل تعتبر نقطة في أولى جولات تصفيات المونديال إيجابية ؟ بكل تأكيد، لأن نقطة أمام المنتخب الغابوني بعقر داره، تعد نتيجة إيجابية ومشرفة، في انتظار خوض مباراة كوت ديفوار بمعنويات مرتفعة جدا. وأعتقد أنه يجب نسيان مباراة الغابون، والتفكير جيدا في المباراة المقبلة، والتي نراهن على الفوز فيها، لأن أربع نقاط في مباراتين ستجعلنا نخوض باقي المباريات باطمئنان رغم قوتها، إذ لم يعد في القارة الإفريقية مباراة سهلة وأخرى صعبة. عموما فالفوز على كوت ديفوار بات مطلبا ملحا، لأنه السبيل الوحيد، الذي سيقوي حظوظنا في التأهل إلى المونديال، في انتظار إجراء مباراتي مالي والغابون، وبالتالي لا يجب ضياع الفوز أمام كوت ديفوار، خاصة أننا نلعب بميداننا. ألا يخشى المنتخب الوطني من تفاقم إصابات بعض اللاعبين؟ ما زالت أمامنا ثلاثة أسابيع عن مباراة كوت ديفوار، ونتمنى عودة بعض المصابين إلى الواجهة مجددا من خلال استئناف تداريبهم الاعتيادية. لقد استبشرنا خيرا بعودة منير عوبادي، وننتظر رجوع المهدي بنعطية ونبيل درار وسفيان بوفال في الأيام القليلة المقبلة. صحيح أن هؤلاء اللاعبين لهم قيمتهم ومكانتهم بالمنتخب الوطني، لكن لا يعني ذلك أن زملاءهم الآخرين أقل مردودا وعطاء. فليس هناك لاعب احتياطي وآخر رسمي بالمنتخب، بدليل المستوى المتميز الذي أظهره جميع اللاعبين في مباراة الغابون. فنحن نتوفر على لائحة ب30 لاعبا تقريبا، والكل جاهز للدفاع عن القميص الوطني في أي لحظة. وماذا عن إصابة الحارس الأساسي المحمدي؟ أعتقد أن إصابته خفيفة ولا تدعو إلى القلق، إذ يتوقع أن يكون حاضرا في مباراة كوت ديفوار. على كل هناك ثلاثة أسابيع متبقية كفيلة باسترجاع عافيته في الوقت المناسب، علما أن الحارس ياسين بونو ظهر بدوره بمستوى جيد في المباراة الإعدادية، التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره الكندي، إذ كانت معظم تدخلاته ناجحة. ترى ماذا تعرفون عن منتخب كوت ديفوار؟ لا يختلف اثنان، أن منتخب كوت ديفوار يعد حاليا من المنتخبات القوية والمتمرسة على الصعيدين القاري والدولي، إذ يتوفر على محترفين مهرة يمارسون في مختلف الدوريات الأوربية، كما يشكل خط الهجوم قوته الضاربة. إنه منتخب جيد ويصعب تجاوزه، لكن استقباله بميداننا في هذه الظرفية بالذات يعد شيئا إيجابيا بالنسبة إلينا. كيف تلقى طاقم الأسود خبر غياب حارسه الرسمي عن مباراة الأسود؟ لا يجب الاهتمام أكثر بالمنتخب المنافس أو لاعبيه، ولا ينبغي التركيز عما إذا كان سيظهر أساسيا أم لا، الأهم بالنسبة إلينا هو التركيز على مباراتنا المقبلة وإيجاد الحلول الكامنة لهزم منافسنا بغض النظر عن قيمة لاعبيه. وأعتقد أن ما يساعدنا أكثر، أن هيرفي رونار يعرف جيدا منتخب كوت ديفوار، بعدما سبق أن دربه قبل سنتين، وفاز معه على لقب كأس أمم إفريقيا. إننا في وضع مريح جدا، لأن الإحصائيات المسجلة تؤكد أننا في المسار الصحيح، فمن أصل سبع مباريات خضناها إلى الآن لم يسجل في مرمانا سوى هدف واحد فقط طيلة ثمانية أشهر، ما يدل أننا على أتم الاستعداد سواء لمباراة كوت ديفوار أو غيرها. كثرت الانتقادات على تجريب مجموعة من اللاعبين، بدل الاقتصار على لائحة قارة، ما رأيك؟ أراد هيرفي رونار من خلال تجريب مجموعة من اللاعبين، الوقوف على مؤهلات عدد منهم، في أفق استدعائهم إلى المنتخب الوطني في حال دعت الضرورة إلى ذلك. وأعتقد أنه محق في قراره، طالما أنه نجح في اختيار بعض المحترفين، الذين بإمكانهم تقديم الإضافة المطلوبة للمنتخب الوطني. ولا يسعنا إلا أن نهنئه على عمله وجديته في تكوين منتخب قوي. هل يعني هذا أن رونار سيجرب عناصر أخرى؟ لا يمكنني أن أتولى الإجابة بدله عن هذا السؤال، فهو من له الصلاحية في ما إذا كان سيجرب لاعبين آخرين، أم سيكتفي بأولئك الذين اعتمد عليهم في المباريات الأخيرة. كيف تنظر إلى حضور المنتخب الوطني في مجموعة وصفت بالموت؟ لم نبلغ نهائيات كأس العالم منذ 1998، أي بعد غياب 20 عاما، لهذا فنحن واعون بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقنا. وأعتقد أن أولى الخطوات بدأت بانتزاع التعادل خارج الميدان أمام الغابون، الذي يعد من بين أفضل المنتخبات الإفريقية بالقارة السمراء. لكن لا بد من الاعتراف أن مهمتنا لن تكون سهلة على الإطلاق، بالنظر إلى قوة منافسينا، وبالتالي يلزم تسخير كل الطاقات من أجل حجز بطاقة التأهل، وإسعاد جميع المغاربة. أجرى الحوار: عيسى الكامحي في سطور الاسم الكامل: مصطفى حجي تاريخ ومكان الميلاد: 16/11/ 1971 بإفران في كلميم مدرب مساعد للمنتخب الوطني لعب لنانسي الفرنسي وسبورتيغ لشبونة البرتغالي وديبورتيفو لاكورونيا وإسبانيول برشلونة الإسبانيين وكوفونتري وأسطون فيلا الإنجليزيين والعين الإماراتي وساريسورغ الألماني وفولان إيشي القبرصي. لعب للمنتخب الوطني في الفترة الممتدة ما بين 1993 و2002 وخاض 83 مباراة دولية إنجازاته فاز بالكرة الذهبية عام 1998 شارك في كأس العالم 1994 بأمريكا شارك في كأس العالم بفرنسا 1998 شارك في كأس إفريقيا في دورات بوركينافاسو 1998 وغانا ونيجيريا 2000 ومالي 2002 بورتري الهادئ عندما فضل مصطفى حجي الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني في بداية التسعينات، بدل منتخب فرنسا، تساءل كثيرون وقتذاك من يكون هذا اللاعب، الذي ترك النجومية والأضواء واختار اللعب تحت قيادة المدرب الأسبق عبد الخالق اللوزاني في تصفيات مونديال أمريكا 1994. ففي أول حضور في مباراة مصيرية أمام زامبيا، سيترك حجي صدى طيبا، كما سينتزع تقدير واحترام الجميع، قبل أن يصبح عنصرا لا محيد عنه. واصل حجي حضوره المتميز بعد توالي السنوات، إلى أن حصل على الكرة الذهبية، عقب تألقه الملفت في نهائيات كأس العالم بفرنسا 1998، لتصبح الرابعة، بعد أحمد فرس في 1976 ومحمد التيمومي في 1985 ثم بادو الزاكي في 1986. لا يتحدث حجي كثيرا، حتى في أعز أزمته مع الناخب الوطني السابق بادو الزاكي، إذ يتجنب الغوص أكثر في التفاصيل، تماما كما يرفض الحديث عن أمور بعيدة عن اختصاصاته، أو على الأقل إعطاء وجهة نظر بشأنها، فهو يفضل رمي الكرة في معترك المسؤول الأول. لكن حجي لم يترك الفرصة تمر دون أن يعبر عن أمنيته في أن يحقق المنتخب الوطني نتائج إيجابية في تصفيات مونديال روسيا 2018، معتبرا انتزاع نقطة أمام منتخب الغابون، نتيجة مشجعة للغاية. يدرك حجي ما يجب فعله مع المنتخب، فهو يعمل مساعدا للمدرب، لهذا يعتبر هيرفي رونار المسؤول الأول، فيما يكتفي بإبداء رأيه بين حين وآخر دون أن تكون له سلطة تطبيقه على أرض الواقع بحكم اختصاصاته. يتمنى حجي، المعروف بهدوئه وانسجامه مع الجميع، في رؤية الجيل الحالي لامعا ومتألقا ومحققا أفضل النتائج، معبرا عن ذلك بقوله «لا يعقل أن يخرج هذا الجيل خاوي الوفاض»، لهذا فرهان التحدي سينطلق في نهائيات «الكان» في الغابون، ويتواصل إلى أن يتحقق التأهل للمونديال.

كوت ديفوار ليس عائقنا الوحيد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حياتو: أثق في الغابون

رونار: أعرف كوت ديفوار جيدا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات