كشفت تحاليل مخبرية لمصالح الوزارة مقاومتها للأدوية وتهدد نزلاء أقسام الإنعاش والأورام بأمراض فتاكة يستحسن تفادي تناول مأكولات تقدمها مستشفيات عمومية بالمغرب لنزلائها وتفادي التلامس مع العاملين بمطابخها، هي أفضل نصيحة يمكن أن تقدم، خصوصا، لنزلاء أقسام الإنعاش والمصابين بأمراض وأورام تجعل المناعة ضعيفة، إذ كشفت تحاليل مخبرية رسمية حول «البكتيريا المقاومة للأدوية والمضادات الحيوية»، انتشارها في مطابخ مستشفيات عمومية، بما في ذلك أيادي العاملين فيها، سيما معدي الوجبات. ويبقى نزلاء الأقسام المذكورة بمستشفى الرازي للاختصاصات بمراكش، أكثر المعنيين بالتحذيرات، إذ أجريت التحاليل التي تتوفر «الصباح» على نسخة من نتائجها، على مطبخه المركزي، نهاية غشت الماضي، من قبل مختبر علم البكتيريا والفيروسات (إل بي في) التابع للمستشفى، وجاءت نتائجها في فاتح شتنبر الماضي، صادمة لإدارته، هو الذي أعلن سابقا، أنه سيكون المستشفى الرسمي لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 22». والصادم أكثر في نتائج التحاليل المخبرية، أن الجراثيم اكتشفت رغم أن أخذ العينات وإجراء المسح، تم استباقه بالقيام بعملية تعقيم وتنظيف بالأدوية والمضادات الحيوية والبيولوجية المعتمدة في المجال، وهو ما تكشفه وثيقة حصلت عليها «الصباح»، بقولها إن هدف التحاليل هو «مراقبة فعالية التنظيف البيولوجي والبحث عن البكتيريا والطفيليات المقاومة للمضادات (بي إم إر)». وأما طبيعة الطفيليات والفطريات، التي اكتشف انتشارها ومقاومتها لمادة التنظيف البيولوجي «سيفالوسبيرين الجيل الثالث (سي 3 جي)» المعتمد في أغلب المستشفيات العمومية المغربية، فهي، حسب نتائج التحاليل، «الراكدة البومانية المتعددة المقاومة»، و«الأمعائية المذرقية»، و»ستينوترو-فوموناس»، وكلها أنواع من الطفيليات والفطريات، يعتبر خطرها كبيرا على المرضى بأقسام العناية المركزة (الإنعاش) والمصالح التي يوجد فيها مرضى يعانون نقصا حادا في المناعة. واللافت للانتباه في المطبخ المركزي لمستشفى الرازي للاختصاصات بمراكش، حسب نسخة من نتائج التحاليل، هو الأماكن التي تعشش فيها تلك الأنواع من «البكتيريا»، وفي طليعتها راحات أيادي العاملين بالمطبخ، وخزانات المأكولات بعد جاهزيتها (بور-لودج)، وعربات نقل الوجبات إلى الأقسام (شاريو ترونصبور)، وطاولات التقطيع والإعداد (لا بيلاص دغيساج). وفيما لم تجد مصالح المستشفى، منذ شتنبر الماضي، حلا للمشكلة، حسب مصادر «الصباح»، تكشف تقارير دولية، منها المنشورة على البوابة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية، أن أنواع «البكتيريا والميكروبات المقاومة للمضادات» المكتشفة بمراكش، أنها «تشكل تهديدا خطيرا على الصحة العمومية». ذلك أنها تؤدي إلى فشل علاج أمراض وأنواع من العدوى، من قبيل عدوى المسالك البولية وعدوى الالتهاب الرئوي وعدوى مجرى الدم، وهي «ميكروبات»، تصير يوما بعد آخر، أقوى من الأدوية التي ابتكرها الإنسان حاليا، وتوصي منظمة الصحة العالمية، منذ 2012، السلطات العمومية للدول بمكافحة أسبابها، لأن أدويتها المبتكرة باهظة الأسعار. وبخصوص «البكتيريا الراكدة البومانية المتعددة المقاومة»، المكتشفة بمراكش، فهي، تحديدا، يمكن أن تسبب لنزلاء أقسام الإنعاش والمرتفقين المصابين بجروح مفتوحة أو أمراض تجعل مناعتهم ضعيفة أمراضا أبرزها الالتهاب الرئوي، إذ تدخل إلى جسم الإنسان عبر الجروح وأنابيب القسطرة والتنفس الاصطناعي. ولم تخف مصادر مطلعة لـ»الصباح»، أن أطرا طبية بمستشفى الرازي في مراكش، بلغ إلى علمها نتائج التحليلات، لم تتردد في الربط بينها وبين تسممات غذائية، سبق أن أصيبت بها، وكانت موضوع شكايات إلى المصالح الإدارية المكلفة بالمستشفى. وفي تفسير مصادر «الصباح»، لمصدر الطفيليات المكتشفة بالمطبخ المركزي، ولا تقضي عليها مواد التنظيف المستعملة بالمستشفى، رجحت أن يكون وراء ذلك إهمال لشروط النظافة في المطبخ، وضعف في مراقبة مدى تقيد الشركات المفوض لها بالطبخ والتنظيف بمضامين دفاتر التحملات، زيادة على عيوب هندسية وتقنية في تشييد المطبخ المركزي، الذي لم يمض على شروع العمل به مدة طويلة. ا. خ