شباش: هذه أعطاب سرير الزوجية

اختصاصية العـلاج الجنسي قالت إن الرجل والمرأة واعيان بأهمية العلاقة الجنسية ثمنت أمل شباش، الاختصاصية في العـلاج النفسي والجنسي التطور الحاصل في علاقة المغاربة بالجنس، واعتبرته أمرا إيجابيا، بعدما كان، إلى أمد قريب، من أكثر "الطابوهات" التي لا يجرؤ على الخوض فيها أحد. تطور حذرت، في المقابل من انعكاساته، وأكدت على ضرورة أن يكون مواكبا بتأطير من المتخصصين حتى لا يزيغ عن مبتغاه "ونصل إلى حالة التطرف أو نسقط في الشذوذ بسبب الانفتاح التام بلا حدود". تفاصيل أكثر حول الموضوع وأكثر المشاكل الجنسية التي يعانيها المغاربة في الحوار التالي، التي تخلص من خلاله شباش، إلى تحديد وصفة تحقق حياة جنسية متوازنة. أجرت الحوار: هجر المغلي ما هي أبرز التحولات التي طرأت على علاقة المغاربة بالجنس؟ يجب أن نعلم أن الرجل المغربي والمرأة المغربية صارا واعيين بأهمية العلاقة الحميمية، في سعادتهما في العلاقة الزوجية، في وقت كانت هذه العلاقة بمثابة طابو كبير، يصعب الخوض فيه. فقبل عشر سنوات، أو أكثر بقليل، وانطلاقا من تجربتي الشخصية بعيادتي الخاصة كان من النادر أن يطلب من يعاني مشاكل من هذا القبيل استشارة طبية، على العكس اليوم، المغاربة رجالا ونساء، من مختلف المستويات الاجتماعية، منهم الأمي والمثقف، أصبحوا واعين بأهمية العلاقة الجنسية. لكن المشكل المطروح الذي طفا على السطح في السنوات الأخيرة، سيما، السنتين الأخيرة، هي الانتقال من موضوع لم نكن نجرؤ على الخوض فيه وأصبحنا نتحدث عنه بكثرة، أي أن موضوعا لم يكن مهما على الإطلاق بالنسبة إلينا، فصار اليوم ذا أهمية قصوى، أي أننا صرنا أمام ردي فعل متناقضين، بل متطرفين. ونحن نعلم أن أي شيء متطرف، أي أنه زاد عن حده، فالأكيد أنه سينقلب إلى ضده. وبالتالي المشكل اليوم هو أن هذا الوعي المتنامي بأهمية العلاقة الحميمية يجب أن يكون مواكبا من طرف مختصين، لتوضيح الحدود، وإبراز ما يضر أو ينفع في العلاقة الحميمية، وخلق تربية جنسية، أسميها أنا تربية على الحياة، بكيفية متوازنة تتماشى مع المجتمع المغربي وتنضبط لتعاليم الدين وتناسب تربية المغاربة ومعتقداتهم، إذ لا يجب أن نسقط في مشكل الانفتاح التام بدون حدود، الذي قد يحيل على مشاكل أخرى، وقفت عليها شخصيا في بلدان متقدمة. يعني أن التطور موجود وأكيد أنه أمر إيجابي، لكن بحاجة إلى تأطير حتى لا نسقط في التطرف أو الشذوذ وعواقب ستؤثر علينا وعلى سعادة الأزواج. استنادا إلى تجربتك الشخصية من خلال الحالات الواردة على عيادتك، ما هي أبرز الأعطاب الجنسية التي يعانيها المغاربة رجالا ونساء؟ هناك مشاكل كثيرة، فبالنسبة إلى النساء، أكثر المشاكل هي تلك المرتبطة بالتشنج المهبلي، أي عندما تستحيل عملية الإيلاج، التي يصطلح عليها حسب الاعتقاد المغربي "الثقاف"، فيما الواقع أنه خوف لا إرادي من الإيلاج، تتم معالجته بسهولة، علما أن المتزوجة بإمكانها أن تقضي سنوات دون تفتض بكارتها. المشكل الثاني المطروح لدى النساء هو النشوة، إذ عديدات هن النساء اللواتي أصبحن واعيات، ويرغبن في إيجاد حلول ومعرفة أصل المشكل رفقة أزواجهن، وما إن كان مرتبطا بمشكل في المرأة أو في الزوج أو أنهما لا يدركان مفهوم العلاقة الجنسية، فاختصاص العلاج النفسي والجنسي يقوم على دراسة الإنسان ككل، والتوقف عند علاقة الشخص بنفسه، وعلاقته بالآخر، علاوة على التربية الجنسية التي تلقاها الشخص واعتقاداته وتجاربه الماضية. وهناك أيضا بالنسبة للنساء مشكل فقدان الرغبة الحميمية، فهناك عدة نساء يرغبن في تحديد أسباب المشكل التي تختلف وتتعدد. ماذا عن الأعطاب الجنسيــة للرجال؟ بالنسبة إلى الرجال، أكثر المشاكل الجنسية بروزا، هو مشكل القذف السريع، الذي يعد من أكثر المشاكل انتشارا ليس فقط في المجتمع المغربي، بل في باقي المجتمعات، وهو ليس بمرض، بل سلوك مرفوض في العلاقة لأنه متعلق بنشوة المرأة، وعليه، هناك العديد من الأزواج، الذي يطلبون استشارة طبية حتى قبل الزواج، طلبا للعلاج، لإسعاد زوجاتهن، أو خوفا من بلوغ مشاكل جنسية. ثاني المشاكل، يكمن في الخوف من عدم القدرة على الانتصاب، وهو في الغالب تخوف من عدم القدرة أن يكون في مستوى انتظارات زوجته بسبب ضغوطات، فضلا عن مشاكل الانتصاب التي يعانيها مرضى السكري والتوتر والاكتئاب. فضلا عن ذلك، ظهر أيضا لدى الرجال المغاربة، في السنوات الأخيرة، نقص في الرغبة الحميمية، بسبب مشكل "الستريس" والقلق الذي أصبح سائدا لعدة عوامل يتقاطع فيها ما هو اقتصادي (كثـــــــــــــــــــرة القروض)، مع ما هو اجتماعي ومهني. هل هناك أسباب أو عوامل موحدة، تؤدي إلى هذه الأعطاب الجنسية؟ لا يمكن تعميم الأسباب، لأن أي مشكل في العلاقة الحميمية هو فريد من نوعه، فعندما تحدثت عن الستريس على أنه سبب لنقصان الرغبة الحميمية، فهو لا يمكن أن يكون في أي حال من الأحوال السبب الوحيد، بل هناك عدة مشاكل تخص كل شخص، استنادا لعلاقته مع الممارسة الجنسية وعلاقته مع نفسه وبالآخر والمشاكل التي يعانيها، نفسية أو جسمانية. هل توجد وصفة خاصة لحياة جنسية سعيدة أو على الأقل متوازنة؟ أفضل وصف متوازنة، لأن السعادة مفهوم شاسع ويختلف من شخص لآخر. أما الوصفة فهي بسيطة، يجب أن تكون مبنية على الاحترام والتواصل، إذ يجب علينا تعلم أن نتحدث عن الأشياء التي نفضل أو نكره في وقت العلاقة الحميمية، وعدم استعمال العلاقة الحميمية كابتزاز للآخر أو مطية لبلوغ أمر ما. فالعلاقة الحميمية هي وسيلة لإظهار أولا مدى حبي لنفسي، وللآخر (الزوج أو الزوجة)، وبالتالي فهي علاقة مقدسة لا يجب التنقيص منها واعتبار الشريك فيها شيء، بل هو إنسان له أحاسيس، لا يمكن أن نجرحه، وهو الأمر الذي لم نصل إليه بعد للأسف، فالإنسان جسد وقلب وروح، وليس مجرد جسد. الدمى الجنسية تشييء للعلاقة الحميمية ترى المتخصصة في العلاج النفسي والجنسي، أمل شباش، أن الدمى الجنسية التي كثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة، تعكس شذوذا جنسيا جديدا لأنها تنقص من قيمة العلاقة الحميمية، وتشييئها، علما أن الرجل عندما يمارس عادته السرية مع دمية، فهو يشيء نفسه أيضا. وشــددت شبــاش على أنه لا يمكن اعتبــار ممارسة الجنس مع دمية "علاقــة" أو حتى منحـه وصف العلاقة، "فعندما يمارس الشخص الجنس مع هذه الدمى "المصيبات الكحلة"، ينقص من قيمته الذاتية، حين يصل إلى القذف، إذ لا يمكن هنا أن نتحدث عن النشــوة التي هي مرتبطــة بعلاقــة بين جسـدين وروحين وقلبين"، داعية إلى ضرورة محاربة هــذه الكارثة التي إن كــانت فعلا موجــودة، فهي ستدفع الناس إلى سلــوك وشــذوذ جنســي يوصل إلى التعاسة. في سطور > طبيبة مختصة في العـلاج النفسي والجنسي > حاصلة على شهادة في علم النفس السريري والطب السلوكي > لها إصدارات علمية من بينها "الأزواج العرب في القرن 21" > تشارك في برامج إذاعية وتلفزيونية حول مشاكل الأزواج

شباش: هذه أعطاب سرير الزوجية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دورة أكتوبر بإمنتانوت دون نصاب

حملةبعد إقصاء كفيفة من مباراة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات