ليال حمراء وزيارة الأضرحة بآسفي

سبل عديدة لنيل تعاطف المواطنين لضمان مقعد بقبة البرلمان ارتفعت حمى الانتخابات خلال الحملة الانتخابية لاستحقاقات سابع أكتوبر، وتحولت العديد من الجماعات الحضرية والقروية بإقليم آسفي، إلى حلبة للسباق نحو استمالة أصوات مواطنين بسطاء، يعانون التهميش والبؤس، نتيجة إهمال المسؤولين، الذين تحول بعضهم في هذه الآونة إلى أسخياء وتواضعين وحبا للناس، بعدما تخلص العديد منهم، كل مظاهر الأبهة والادعاء بانتمائه إلى علية القوم. شراء عطف الناس وتضامنهم في هذه الفترة "الحرجة" التي يمر منها ممثلو الأمة ومنافسوهم على الصفة، له ثمن في بورصة هؤلاء المرشحين، الذين ابتدع الكثير منهم أساليب عديدة لشراء هذا العطف والتضامن. فمن تبني المشاريع الحكومية، إلى "المزاوكة" و"العار" و"قوالب السكر"، وتأثيث فضاءات خاصة بقضاء الليالي الحمراء والماجنة مرورا بتوزيع الرمال المنهوبة، وجلب المصاحف إلى المساجد.. تلك بعض صور ومظاهر الحملة الانتخابية بإقليم آسفي. وهكذا، لم يجد أحد المرشحين، بُدا من ولوج أحد الأضرحة بدائرة احرارة، حيث دُثرَ المرشح المسكين بحصير بال، بعدما صلى ركعتين، تحية لـ "سيدي الغليمي"، مرددا عبارة "شيلاه آسيدي الغليمي جد جدودنا..."، وطلب من مجموعة من ألأشخاص، الدعاء له بالنجاح في الانتخابات، لأن نجاحه هو نجاح للشرفاء الذين ينتسب إليهم، في حين وقف مواطنون يشاركونه الحملة مشدوهين من تصرفه، علما أن المرشح المذكور معروف عليه عدم ارتياد المساجد. والد مرشح آخر مهووس بالتبوريدة على الخيل، يطوف في هذه الأيام على العديد من الدواوير طلبا لأصوات الناخبين، وشعاره في ذلك "المزاوكة وقوالب السكر"، إذ يتداول العديد من المواطنين، كيف أن المهووس حد الثمالة بالانتخابات، لا يكل ولا يمل وهو يطوف بسيارات محملة بعلب السكر، إذ لا يستأذن صاحب المنزل، حيث بمجرد وصوله إلى الباب يردد عبارته التي اشتهرت بها "احنا طالبين ضيف الله باسم الله"، وتتبعه جحافل من داعميه. مرشح آخر، يثير السخرية بمواقفه بإقليم آسفي، اختار أن يهيء خلوة لمناصريه وداعميه، خصوصا الوسطاء والسماسرة، الذين أعد لهم فضاء لقضاء الليالي الحمراء والماجنة، بضيعة في ملكيته تبعد عن آسفي بحوالي 23 كيلو مترا، إذ يتم جلب بائعات الهوى ومختلف المشروبات الكحولية، وقضاء ليال في ضيافة المرشح، استعدادا ليوم الاقتراع!. أما المرشح الذي ارتبط اسمه بنهب الرمال وتحويلها إلى سندات بنكية قابلة للتحول إلى أصوات انتخابية، فإن الوعود العسلية وزعها في مختلف جماعات الإقليم، ولا يتردد في البحث عن الوسطاء والسماسرة في كل جماعة وطأتها قدماه، بعدما وجد نفسه غير مرغوب في الجماعة التي ينتمي إليها. وبالإضافة إلى الوعود المعسولة التي يتقنها صاحبنا، فإنه لا يتردد في مد كل راغب في الرمال، شحنات منها، التي يتخصص صاحبنا في تسويقها. مرشح آخر، نقض العهد، ودبج حصيلة انتخابية، تفوح منها رائحة الكذب، بعدما نسب لنفسه مشاريع أنجزت بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي، وواقع الحال أن بعضا منها منجز من طرف مجلس جهة مراكش آسفي، وأخرى قام بإنجازها محسنون، ومشاريع أخرى كذلك (قسم جراحة الأطفال) أنجزت من قبل جمعية أصدقاء المستشفى... هذه نماذج، لمرشحين اختاروا سبلا عديدة، لشراء أصوات المواطنين، لضمان مقعد ضمن ستة مخصصة لإقليم آسفي، والوصول إلى خط النهاية بقبة شارع محمد الخامس بالرباط، لتمثيل الأمة والدفاع عن مصالحها ومصالح الوطن!!؟؟ محمد العوال (آسفي)

ليال حمراء وزيارة الأضرحة بآسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أرباح بنك بنجلون تتجاوز مليارا و 250 مليون درهم

الرئيس أغرقنا في الأزبال

مقالات ذات صلة