انتحار تلميذ عجزت أسرته عن شراء الأدوات

استعمل خيطا كهربائيا لشنق نفسه وترك رسالة وداع لأمه وشقيقه حملت منظمة «ماتقيش ولدي»، مسؤولية انتحار طفل (12 سنة) بأزرو، بسبب عدم قدرة والدته على اقتناء الأدوات المدرسية، إلى الحكومة، معتبرة أن ذلك يدخل في مجال الإهمال، متسائلة، في بلاغ أصدرته مساء أول أمس (الثلاثاء)، عن جدوى مجلس الأسرة والطفل، وعن مساعدات الأسر الفقيرة. وعلمت «الصباح» أن جثمان الطفل ووري الثرى، الاثنين الماضي، بمقبرة قرية تابعة لأزرو. ونفذ التلميذ الذي كان يتابع دراسته في المستوى السادس أساسي، الانتحار شنقا، الأحد الماضي، داخل منزل والدته في دوار إفران، مستعينا في ذلك بخيط كهربائي، نصب بواسطته مشنقة تدلى منها. وتعود أسباب الانتحار، حسب الأخبار الواردة من أزرو، إلى الحالة المزرية التي تعيشها أسرة الطفل، والفقر المدقع الذي حال دون تمكن والدته من توفير مصاريف ومطالب الدخول المدرسي. وفي التفاصيل، أوردت مصادر «الصباح» أن الطفل، منذ ثلاثة أيام وهو يسأل عن أدواته المدرسية، وأن أمه أخبرته أنها لا تتوفر على المال لاقتنائها، وهي المقولة التي أثرت فيه وأدخلته في أزمة نفسية، ازدادت مع اقتراب حلول يوم الاثنين، المقرر أن يكون جميع التلاميذ قد اقتنوا كتبهم الدراسية وحملوها إلى المدرسة. وفي يوم الواقعة، أكدت مصادر «الصباح» أن الأم غادرت البيت للبحث عن وسيلة لتدبير الكتب الدراسية، إلا أنها حين عادت وجدت ابنها مشنوقا، دون أن تجد أمامها أي فرصة لإنقاذه. وعلم الجيران بالخبر نتيجة صراخ الأم، ليجتمعوا حول المنزل، قبل أن يجري إخبار السلطة المحلية والدرك الملكي، وبعد ذلك حضرت عناصر الضابطة القضائية وأجرت معاينة لجثة الطفل، وقامت بالإجراءات اللازمة كما أشعرت النيابة العامة، قبل نقل الجثة على متن سيارة الوقاية المدنية إلى المستشفى لإجراء تشريح طبي. وأفادت مصادر متطابقة أن الطفل خطط للعملية، إذ أن المعاينة التي أجريت بمسرح الواقعة، أدت إلى اكتشاف ورقة مكتوبة بخط يده، عليها عبارة «وداعا أمي وأخي....»، وتضمنت أيضا أن سبب فعلته يعود لعدم اقتناء الكتب الدراسية. وعلاقة بالموضوع، أصدرت الكتابة العامة لمـنظمة «ماتقيش ولدي»، بيانا صحافيا أفادت فيه أنها اطلعت على خبر انتحار طفل لا يتجاوز عمره 12 سنة، وعلى أن سبب ذلك يعود إلى عجز عائلته عن توفير كتبه المدرسية. وأضاف البيان أن المنظمة وجراء هذه الواقعة الأليمة تتقدم بتعازيها لأسرة الطفل المنتحر، محملة مسؤولية ما وقع للحكومة، التي عجزت عن حماية الطفل وأسقطته من مفكرتها، معرضة إياه إما للإهمال، ما يجعله لقمة سائغة للمعتدي وإما للضياع والفقر ما يدفعه للتفكير في الخلاص الفردي، ومنه الانتحار هربا من واقع أليم. وختم البيان بسؤالين عريضين حول مجلس الأسرة والطفل ومساعدات الأسر المعوزة. حميد بن التهامي (مكناس)

انتحار تلميذ عجزت أسرته عن شراء الأدوات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بث مباريات المنتخب على "سمارتفون"

الدراسة تبدأ بناقص 16 ألف أستاذ

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات