عائلات تتوارث”بزولة” الانتخابات

شباط والراضي والشعبي وبنزروال وعرشان والأنصاري وولد الرشيد كشفت ترشيحات جل الأحزاب عن عودة ظاهرة" التجمعات العائلية" إلى الواجهة، وذلك من خلال ترشيح الزيجات والأبناء والأصهار، ما يؤكد أن الانتخابات في المغرب، مازالت تمارس بمنطق العائلة والمقربين أولى، بدل القطع مع هذه الظاهرة التيتتسبب في عزوف الناخبين عن صناديق الاقتراع. ويظهر أن بعض العائلات الانتخابية ترفض التخلص من الظاهرة، تماما كما هو الشأن بالنسبة إلى عائلة حميد شباط، الذي دافع عن ترشيح نجله الأكبر نوفل، رغم أن ادريس لشكر حليفه في الكتلة الديمقراطية، رفض ترشيح واحد من أبنائه أو بناته في اللائحة الوطنية للنساء والشباب. واختار ادريس الراضي، الرجل الثاني في الاتحاد الدستوري ترشيح نجله ياسين الراضي على رأس اللائحة المحلية في دائرة سيدي سليمان سيدي بحبى الغرب، لمواجهة أقدم برلماني في العالم عبدالواحد الراضي الذي مازالت قبائل المنطقة متشبثة به، وتدافع عن ترشيحه لولاية جديدة، رغم أنه كان يفكر في اعتزال الانتخابات. وعادت عائلة الشعبي إلى الواجهة من جديد في استحقاق سابع أكتوبر، إذ اختار فوزي الشعبي الأخ الأكبر في العائلة الترشح في دائرة القنيطرة، بدل أخيه شفيق، فيما ستترشح أختهما أسماء الشعبي في دائرة الصويرة، بمعنويات وحظوظ وافرة للنجاج مع حزب الأصالة والمعاصرة، تماما كما هو الشأن بالنسبة إلى الراضي الأكبر والراضي الأصغر اللذين ضمنا مقعديهما مبكرا بحكم امتداداتهما الانتخابية، خصوصا عبدالواحد الراضي الذي يعد أقدم برلماني في العالم، وليس في المغرب، إذ قضى نحو 52 سنة، ومازال يحافظ على حب الناس إليه في المنطقة. وفي دائرة سيدي قاسم، يسعى مصطفى الغزوي، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية الذي عمر أكثر من ولاية برلمانية، ورئيس بلدية حد كورت إلى تسليم مشعله الانتخابي إلى نجله الأكبر الذي سيقود لائحة "الكتاب" في دائرة سيدي قاسم، في تبادل لأدوار عائلية بطريقةحكمة حتى لا يتسلل أي "ببساوي" إلى لائحة الترشيحات، وينال المقعد، لأن "شيوعيي" سيدي قاسم لا يقهرون ولا يهزمون، لأن امتداداتهم الانتخابية في المنطقة معروفة، منذ عهد البصري، صانع الخرائط الانتخابية المزورة. وفي الدائرة نفسها، تمكن سعد بنزروال، رئيس المجلس الإقليمي لسيدي قاسم الذي تراجع إشعاع عائلته انتخابيا منذ وفاة الأخ الأكبر محمد بنزروال، الذي كان محبوبا من قبل جميع الفرقاء السياسيين والإعلاميين، من خطف التزكية في اللحظات الأخيرة من عبدالنبي سليكان، رئيس جماعة زكوطة في ظروف غامضة لا يعرف سرها سوى سعد الذي بستعد للترشح من أجل العودة إلى البرلمان، رغم أن أرشيف المؤسسة التشريعية يشهد أنه لم يسبق له أن فتح فاه، وساءل وزيرا من الوزراء عن مشاكل الإقليم. وفي دائرة تيفلت الرماني، حافظ التجمع العائلي لآل عرشان على الإيقاع الانتخابي ذاته، فبعدما ضمن الأب مقعدا في مجلس المستشارين، ها هو النجل الأكبر في العائلة يسابق الزمن للفوز بمقعد في مجلس النواب في دائرة تعد من دوائر الموت، إذ تنافس علي مقاعدها الثلاثة مجموعة من الأسماء المعروفة على الصعيد الوطني، نظير حسن الفيلالي، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، والمرشح فوق العادة لاحتلال المركز الأول، بحكم استقطابه للعديد من كبار الناخبين، ورحو الهيلع، من "البام" الذي سيضعف من حظوظ بوعمر تغوان، وزير التجهيز الأسبق، الذي أصبح ورقة انتخابية محروقة في منطقة زعير بحكم وعوده الانتخابية الفارغة. وبعدما سيطر ولد الرشيد على المجالس في إقليم العيون، وقاد مقرب منه إلى رئاسة جهة العيون بوجدور، ها هو قد نجح في "تبليص" زوج نجلته في مقدمة اللائحة الوطنية للشباب الخاصة بحزب الاستقلال، مؤكدا لكبار الاستقلاليين الذين سبقوه في بناء هذا الحزب "الشامخ"، أن تجمع عائلته لا يمكن تجاوزه مهما كانت حسابات ومناورات عبدالقادر الكيحل ومعه كل الشبيبة، لأن حمدي شخصية انتخابية لا تقهر. وفي دائرة شيشاوة، عادت عائلة لمهاجري بقوة، إذ سيقود هشام لمهاجري لائحة "البام"، بعدما نجح في حجز مقعد لشقيقه في مجلس المستشارين، وشقيق ثالث على رأس المجلس الإقليمي، ويراهن على الفوز بمقعد ثان من أجل جر قيدومي البرلمانيين في شيشاوة إلى مجلس النواب. وفي دائرة أزيلال دخل شقيقان على خط الانتخابات، وسط انشقاق عائلي تسبب فيه "اختفاء" الوالدة عن الأنظار، وترشح مصطفى الرداد مع حزب "الأحرار"، فيما سعيد الرداد ترشح وكيلا للائحة "السنبلة"، وهو نائب برلماني لم يفهم كيف أن شقيقه اختار الترشح من أجل منافسته، دون احترام، ما جعل شقيقهما الأكبر يشهر وثائق رسمية، تفيد أن شقيقه وكيل لائحة "الحمامة" دفع الوالدة التي لم تتمكن نجلتها وأولادها من رؤيتها، منذ وفاة والدهم، إلى وضع تعرض على قسمة الحسابات البنكية الخاصة بوالدهم الرداد أولعيد، بهدف حرمان ابني أحد اخوتهم المتوفى من الإرث، بسبب أنهم مسيحيان مثل أمهما يعبشان منذ 1981 في فرنسا. الملف زيجات بنكيران وأفتاتي وحامي الدين في اللائحة الوطنية اشقاء وأزواج وأصهار من مختلف الأحزاب في سباق نحو البرلمان لم ينج "بيجيدي"من آفة التجمع العائلي، إذ ترشحت زوجات عبد العزيز أفتاتي وحامي الدين وبنكيران في اللائحة الوطنية للنساء، فيما تم تهميش نساء مناضلات لم يجدن من يسندهن في الأمانة العامة للحزب. وفي مراكش لم يترك الحبيب بن الطالب الفرصة تمر، دون أن "يضع" زوجته على رأس لائحة محلية من أجل الالتحاق بالزوج تحت قبة البرلمان. وفي دائرة خنيفرة، ترشحت زوجة محمد عدال، المستشار البرلماني في الفريق الدستوري، لكن المفارقة في هذا الترشيح، هو أنها ركبت "التراكتور"، ولم تمتط "الحصان". وفي دائرة مكناس، ترشح عبدالواحد الأنصاري في لوائح حزب الاستقلال، فيما شقيقه الأصغر تمرد على العائلة، وترشح في دائرة الرشيدية في لوائح حزب الإنصاف والتجديد، ما أغضب محمد الأنصاري، الشقيق الثالث لهما، ودخل معه في ملاسنات كادت أن تتطور إلى أشياء قبيحة. وفي الأقاليم الجنوبية، ترشح الشقيقان حسن وسليمان الدرهمفي لوائح حزب "الوردة"، مؤكدين أن عائلة الدرهم لن تفرط لحظة واحدة في الانتخابات التشريعية. وفي دائرة تازة، ترشح كسكوس، شقيق محمد كوسكوس، عضو مكتب مجلس المستشارين إلى استحقاق سابع أكتوبر برمز "السنبلة"، وذلك حتى تضمن العائلة الانتخابية المعروفة في تازة التمثيلية في الغرفتين معا. عبد الله الكوزي

عائلات تتوارث”بزولة” الانتخابات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوهريز "يناضل" للحفاظ على مشعل الأب

الحملة الانتخابية تشتعل بالبوادي وهدنة مؤقتة بالمدن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات