تزعجني السلطة المتزايدة للموزعين

المايسترو صلاح المرسلي الشرقاوي يتحدث عن تكريمه في الإسكندرية يحظى المايسترو صلاح المرسلي الشرقاوي، منتصف الأسبوع الجاري، بتكريم ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية الموسيقي. عن هذا التكريم وعن مسار الفرقة المغربية للموسيقى العربية التي يرأسها، يتحدث الموسيقي والملحن المغربي في هذا الحوار مع «الصباح» وعن أشياء أخرى. < تحظى بتكريم بمهرجان الإسكندرية بمصر لأول مرة ما الذي يمكن قوله بشأن هذا التكريم؟ < أعتبره تكريما له رمزيته وقيمته، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي استدعى فيها إلى مصر خاصة إلى القاهرة، التي شاركت أكثر من مرة عضوا في لجنة تحكيم مهرجانها الدولي للموسيقى العربية، لكنها المرة الأولى التي أتلقى فيها دعوة للتكريم على أرض الإسكندرية وفي مهرجان تشرف عليه أسماء مشهود لها في عالم الطرب والموسيقى والغناء، وفي هذا اعتراف بالمجهودات التي قامت بها «الفرقة المغربية للموسيقى العربية»، التي أشرف عليها، في التعريف بالطرب العربي ورموزه بشكل عام، وتقدير لشخصي المتواضع ولما عكفت عليه منذ أزيد من 15 عاما على رأس هذه الفرقة التي احتفت برموز الغناء في الشرق والمغرب على مدار سنوات. < هذا التكريم يجرنا إلى الحديث عن العلاقة الفنية بين المغرب ومصر، كيف ترى هذه العلاقة؟ < مما لا شك فيه أن مصر شكلت عبر عقود طويلة، منارة للفن والثقافة والمعرفة في العالم العربي، وساهمت عبر رموزها في تشكيل الوعي الفني لدى أجيال من المغاربة الذين أدمنوا استهلاك المنتوج الفني والثقافي القادم من أرض الكنانة، عبر مختلف الوسائط الإعلامية التي كانت متاحة عبر الأجيال، فعن طريق هذه الوسائط أحبت فئة عريضة من المغاربة الطرب عبر رموزه القادمين من الشرق مثل عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم وغيرهم، كما سعى الكثير من رواد الأغنية المغربية العصرية السير على منوال نظيرتها في المشرق العربي، قبل أن تأخذ شكلها الخاص والمستقل وترتبط بالبيئة المغربية التي أفرزتها، وتفرض نفسها وتجلب الاعتراف بها. < منذ سنوات صارت «الفرقة المغربية للموسيقى العربية» محل ثقة العديد من رموز الغناء العربي ما سر ذلك؟ < سر ذلك هو الاجتهاد، والتفاني في العمل، فمن قبل كان الكثيرون خارج المغرب بالكاد يعرفون أن في بلادنا موسيقيين محترفين، رغم أن المغرب زخر منذ عقود بالعديد من العازفين الذين أثبتوا أنفسهم سواء بشكل فردي أو جماعي من خلال الأجواق التي كانت موجودة، لكن ما كان ينقص هذه التجارب هو التوحيد، واعتماد المناهج العلمية الكفيلة بتوحيد لغة الموسيقى الكونية والعالمية. كانت لدينا مواهب موسيقية ضائعة، لكنها تمكنت في ما بعد من فرض نفسها. أما بالنسبة إلى «الفرقة المغربية للموسيقى العربية» فقد حظيت بثقة رموز الطرب لأنها اختارت أن تظل وفية للطرب منذ ميلادها، فكانت البداية مع أسماء من العيار الثقيل، مثل صباح فخري ومحمد أديب الدايخ، ثم وديع الصافي وكاظم الساهر وميادة الحناوي وأصالة نصري وغيرها. < إصرارك على الوفاء للطرب يتضمن موقفا ضمنيا من الأشكال الغنائية السائدة حاليا؟ < نعم ذلك مؤكد، فاشتغالنا في الموسيقى لا يمكن أن يجعلنا بدون رأي وموقف بخصوص ما يتعرض له الغناء العربي، على يد من يعتبرون أنفسهم مجددين ومطورين له. لست ضد الاجتهاد والتطوير لكن حذار من الابتعاد عن الطرب، فهو الأساس الذي يميز موسيقانا عن بقية الأمم، كما تقلقني السلطة المتزايدة للموزعين الموسيقيين وتدخلهم في شؤون تفوقهم وتجعلهم يتطاولون على اختصاصات الملحنين وكتاب الكلمات، والنتيجة هي هذا الكم الهائل من الأغاني الهجينة التي يحاولون تقديمها على أنها أحسن ما يمكن أن يقدموا، وفيها تظهر هيمنة الجانب التقني على العمق الفني. أجرى الحوار: عزيز المجدوب في سطور > من مواليد 1962 بالزاوية الشرقاوية لأبي الجعد. > تابع دراسته بالمعهد البلدي للموسيقى بالبيضاء. > تخصص في العزف على الفيولونسيل وحصل فيها على الجائزة الأولى. > شغل مديرا للمعهد الموسيقي لأنفا لمدة 13 سنة. > مؤسس وقائد الفرقة المغربية للموسيقى العربية.

تزعجني السلطة المتزايدة للموزعين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"سياش" يطلق بنكه التشاركي

عصابة تستغل فتاة للإيقاع بالضحايا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات