انتحار شقيق “فدوى العروي” بسوق السبت

رفض طلب استفادته من شقة على غرار شقيقته المنتحرة واستنفار أمني خوفا من أحداث دامية يواصل شبح الانتحار حصد أرواح عائلة فدوى العروي (أم لطفلين)، انتحرت حرقا قبل خمس سنوات بسوق السبت، احتجاجا على حرمانها من حقها في حيازة السكن الاجتماعي، إسوة بباقي جيرانها قاطني دور الصفيح، الذين تم إحصاؤهم واستفادة جلهم من بيوت تقيهم حر الشمس وبرودة الشتاء، إذ انتحر أخوها البكر ومعيل أسرته الوحيد وراعي أبناء الفقيدة، صبيحة الأربعاء الماضي، بمنزله الكائن بتجزئة بني موسى بسوق السبت أولاد النمة، احتجاجا على تردي أوضاع أسرته التي بلغت درجات قصوى من الحرمان والفقر إلى حد أنه لم يطق العيش وهو يرى مآل صبية يأكلهم الفقر والضياع. حدث الانتحار المفاجئ، أثار ردود أفعال متباينة لدى المواطنين وحالة استنفار قصوى في صفوف كل الأجهزة الأمنية والمحلية التي سارعت إلى بيت الهالك، لإجراء التحريات ونقل الجثة إلى مستودع الأموات خوفا من نشوب أحداث دامية، إسوة بما وقع حين انتحرت أخته قبل خمس سنوات، إذ احتج سكان سوق السبت للمطالبة بمعاقبة المسؤولين عن المتسبب في انتحار أم كانت تكد وتجتهد لضمان قوت أبنائها، لكن عدم احترام شعورها ورفض منحها بيتا إسوة بسكان حيها المهمش ليلتئم فيه أفراد أسرتها عجلا بانتحارها احتجاجا على الأوضاع المأساوية التي تعيشها. وأفادت مصادر مطلعة، أن الهالك وجد نفسه أمام معاناة إضافية بعد رحيل أخته إلى دار البقاء، بعد أن تركت طفلين صغيرين يحتاجان إلى رعاية خاصة، وقرابة نصف عقد من الزمن تحمل الراحل مسؤولية إعالتهما وإعالة أسرته الفقيرة التي تعيش أوضاعا مأساوية. طرق جميع الأبواب من أجل إنصاف أخته التي اختارت الموت حرقا على أن تعيش مآسي يومية، والتمس دعما من جميع الجهات بما فيها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمدينة، التي سارعت إلى دعمه ودق أبواب المصالح المعنية أملا في إنقاذ أسرة من الضياع، علما أن المعايير المعتمدة لاستفادة أي أسرة من السكن الاجتماعي وفق البرنامج الذي حددته الوزارة الوصية على المشروع، يقصي أسرة الراحل، ما عمق أزمته، إذ عانى الويلات جراء العبء الذي بات يتحمله بعد موت أخته فدوى التي تركت طفلا ورضيعة في حضن عائلة معدمة لا معيل لها سوى الفقيد. وأضافت مصادر متطابقة، أن الهالك من مواليد 1993 اضطرته ظروف العائلة القاسية، ورحيل الأخت لتحمل عبء الأسرة رغم حداثة سنه، اختار العمل في مجموعة من المهن الحرة لضمان رزقه، وسافر إلى مدن الشمال أملا في تحسين وضعيته، سيما أن عيد الأضحى على الأبواب، وأسرته ما زالت تنتظر من يسعدها بالأضحية لتعيش أيام العيد ونشوته الدينية الخاصة. اختار شقيق فدوى المنتحر أقصر الطرق لتفادي معاناة يومية بعد أن تقاذفته الأيام والمآسي لتطوحه بعيدا عن الحياة الناعمة ليكابد ظروفا صعبة زادها برنامج السكن الاجتماعي مرارة، إذ قلب رأسه حياة على عقب، بعد رفض طلبه لحيازة سكن يليق به. لم تكتمـــــــل فرحـــــة سكـــان تجزئـــــــة بني موســـــــــــــى، المحدثة في إطــــار محــــاربة دور الصفيـــــــــح، بعيـــــــــــد الأضحى، بعد انتشار خبر انتحــــــــار شقيــــق فدوى كالنار في الهشيـــــــــم، وعلــــت مسحــــــــة الحـــــــزن وجوه سكان الحي الذيـــــــن أصيبــــــــــوا بصدمة الواقع المأساوي، بعد أن أصبحوا مطاردين بديون البنوك وأعبائها المالية المكلفة، فضلا عن تكاليف الحياة القاسية التي أعادت إنتاج مدن صفيح بشكل إسمنتي، إذ ما زالت أغطية البلاستيك وأعواد القصب تؤثث مشهد السطوح الواطئة وتشوه منظر الحي وجنباته. سعيد فالق (بني ملال)

انتحار شقيق “فدوى العروي” بسوق السبت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عزيمان لبنكيران: "لازربة على إصلاح"

أدوية من الجزائر وموريتانيا لزيادة الوزن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات