هذا سر التحاقي بعصابة طاليس

الفنان محمد باسو قال إن الفكاهة ابنة زمنها وخاضعة للتغير المستمر قال الفكاهي محمد باسو إن مبادرة «كلنا معيدين» جاءت في سياق تعبير مجموعة من الفنانين عن حس التضامن الاجتماعي مع بعض الأسر التي تجد صعوبة في توفير أضحية العيد، وأضاف خريج برنامج كوميديا أن مواقع التواصل الاجتماعي صعبت مأمورية الفكاهيين، كما تحدث عن علاقته بطاليس وأطروحته الجامعية التي يحضرها عن «الكوميديا الواقفة» وأشياء أخرى تجدونها ضمن هذا الحوار. < ما قصة مبادرة «كلنا معيدين» التي لجأ إليها بعض الفنانين المغاربة من أجل اقتناء أضحية العيد لبعض الفقراء ونشر صورهم على النت. وما حدود الرياء والتضامن فيها؟ < هناك مسألة مهمة أود الإشارة إليها، هو أن أي شيء يقوم به الفنان ينتشر خبره بسرعة، سواء كان شيئا سلبيا أو إيجابيا، «ديرها غا زوينة توصل توصل»، لذا من الأفضل أن يقوم المرء بأشياء إيجابية ولا يهم طريقة الترويج لها، لأن مسألة تحديد ما إذا كانت رياء أم لا يختص بها الله وحده. فالصدقة فيها السر والعلن، ولا بأس في أن يعطي الفنان بنفسه القدوة ويساهم من موقعه في التشجيع على مبادرات إنسانية من شأنها أن تدخل الفرحة على بعض الأسر والعائلات، بدل أن يقتصر «التحدي» على سكب الثلج والمياه الباردة. < تنتمي إلى جيل الجديد من الفكاهيين الشباب الذي شاءت الظروف أن يظهروا في زمن الوسائط الحديثة وسخرية المواقع الاجتماعية؟ < هذه المعطيات التي ذكرت تصعب مأمورية المشتغلين بالفكاهة، لأنه لم يعد من السهل إضحاك الناس بأي طريقة، سيما أن سخرية المغاربة وفكاهتهم الفطرية تفجرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل متسارع إذ يتفاعلون مع أي حدث بطريقتهم، ما يجعل الفنان الفكاهي مطالبا بتحري الدقة في اختيار مواضيع اشتغاله، حتى لا يكرر ما يتداوله الناس، ويقدم لمسته الخاصة وتفاعله الخاص مع المعيش اليومي للمواطنين ليقدمه في قالب فني. < ألا تلاحظ معي أن مسألة الحرص على إنتاج فكاهة تفاعلية مع المستجدات من شأنها أن تمنحها فكاهة لحظية سرعان ما تفقد بريقها بمجرد زوال مفعول الحدث الذي تتطرق إليه؟ < للأسف هذا معطى لا يمكن تجاوزه بسهولة، فالفكاهة ليست كبقية الفنون الأخرى التي من شأنها أن تصمد أمام المتغيرات الزمنية، فغالبا ما تكون ابنة زمنها، وقلة من الفكاهيين العالميين الذين استطاعوا التغلب على هذا المعطى بإنتاج فكاهة عابرة للزمان والمكان، ربما مع مرور الزمن ومع تراكم الخبرات قد نتوصل إلى الاشتغال على أنماط فكاهية تحقق هذه المعادلة. < من المعلوم أن الفكاهة عموما، أو على الأقل في المغرب، تأخذ طابعا جهويا فما يضحك الناس في الشمال ليس بالضرورة يضحك نظراءهم في الجنوب أو الوسط، كيف دبرت هذه المسألة وأنت القادم من الجنوب الشرقي؟ < لعل ما ساعدني على تدبير هذه المسألة هو تجوالي الدائم وانتقالي عبر أكثر من مكان، ما أتاح لي الانفتاح على ثقافات وتيارات كثيرة تمثل التنوع المغربي في غناه، لأن المغاربة من قبل أضحكتهم لكنة المراكشي مع بلقاس أو العروبي مع الهناوات أو السوسي مع نور الدين بكر وغيرهم، وحان الوقت ليكتشفوا أيضا لكنة مغاربة الجنوب الشرقي التي أمثلها وانطلقت منها، دون أن أظل أسير الخصوصية المحلية التي تطبعها، إذ حرصت على توسيع مجال الاشتغال على مواضيع تهم الإنسان المغربي عموما مع الحفاظ على هويتي ولهجتي الزاكورية الخاصة، وكل هذا يصب في صالح خدمة التعدد والتنوع المغربيين. < رغم نجاحك الفني حرصت على أن تكمل دراستك وتدرس مجال اشتغالك أكاديميا؟ < فعلا أنا خريج شعبة اللغة الإنجليزية بجامعة ابن زهر بأكادير، بعدها حصلت على الماستر وسجلت الدكتوراه تحت عنوان «الكوميديا الواقفة.. دراسة مقارنة بين أمريكا والمغرب»، فيها أحاول تتبع فكاهة «الستانداب» وأرصدها من زاوية أكاديمية لكن في الوقت نفسه أستفيد من الخبرات العملية التي أراكمها في هذا المجال. < منذ تخرجك من برنامج «كوميديا» اشتغلت بمفردك طيلة سنوات، لكنك قررت أخيرا الالتحاق ب»عصابة طاليس الفكاهية» ما سر هذه الخطوة؟ < الفضل في هذه الخطوة يعود إلى الفنان عبد العالي لمهر «طاليس» الذي أقنعني بضرورة تضافر جهود الفكاهيين الشباب، من أجل الاشتغال الجماعي، وتدبير الطاقة الفكاهية لكل عنصر على حدة، لكن التنافس الشريف يظل قائما بين كل مكونات المجموعة التي تضم أسماء من قبيل رشيد رفيق ويسار وحمزة الفيلالي وآخرين، علما أن كل واحد له أسلوبه الخاص وجمهوره الذي يتفاعل مع ما يقدمه، ومسألة التفاضل بينهم غير قائمة، كما من شأن هذا الاشتغال الجماعي أن يفرز أعمالا تلفزيونية ستكون مفاجأة للمشاهدين في الأيام المقبلة. أجرى الحوار: عزيز المجدوب

هذا سر التحاقي بعصابة طاليس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رينار يتجسس على الغابون

أكاديمية محمد السادس تخطف لاعبين من الجيش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات