ورطة “الكوطا” تخيم على فرنسا

وسائل الإعلام تعتبرها ميزا عنصريا وبلان في قفص الاتهام يجتاز الاتحاد الفرنسي لكرة القدم مرحلة حساسة، بعد أن وجهت إليه الانتقادات، إثر الضجة الإعلامية التي أثارها موقع ”ميديا بار” بنشره معلومات تفيد أن الإدارة التقنية تحضر مشروعا كرويا يهم مراكز للتكوين، يقضي بوضع ”كوطا” للاعبين المتحدرين من أصول عربية أو إفريقية، وهو ما اعتبرته وسائل الإعلام الفرنسية ”ميزا عنصريا”، وإقصاء لفئة أعطت الشيء الكثير للكرة الفرنسية، ومنحته كأس العالم سنة 1998. ورطة حقيقيةهي ورطة حقيقية تلك التي وقع فيها الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعد أن كشف الموقع المعروف ”ميديا بار”، والذي يديره إدفي بلونيل، مدير صحيفة ”لموند” السابق النقاب عن حديث دار خلال اجتماع اللجنة التقنية يخالف بالمرة القيم التي تؤمن بها الجمهورية الفرنسية.وتضمن الحديث عبارات تضرب قيم تساوي الفرص الذي يضمن لكل فرنسي مهما كانت أصوله أو انتماءاته العرقية، الحق في التنافس من أجل شغل جميع المناصب داخل الجمهورية.و جاء ضمن الحديث أن الإدارة التقنية تتطلع إلى حصر عدد لاعبي الفئات ذوي الأصول المغاربية والإفريقية في نسبة 30 بالمائة لا أكثر، لأن هذه الفئة من اللاعبين، حسب الإدارة ذاتها، تفضل اللعب في ما بعد لمنتخبات البلد الأصلي بدل موطن الإقامة.وكشف محمد بلقاسمي، إطار بالإدارة التقنية، من أصول جزائرية، الذي كان وراء تسليم التسجيل للاتحاد الفرنسي، بداية الأسبوع الماضي، هويته لوسائل الإعلام الفرنسية عقب التساؤلات حول من سرب هذه المعلومات إلى الصحيفة الإلكترونية الفرنسية المذكورة، معبرا عن اقتناعه التام بما قام به، بعد أن سئم سماع مثل تلك العبارات حسب رأيه.ازدواجية الجنسية هذه الخطوة لا يمكن إلا أن يصفق لها الممارسون للعبة في مراكز التكوين ومعهم أولياء أمورهم. وأكد مغربي له ابن في مركز لتكوين لاعبي كرة القدم، أنه لا يعبأ بما يدور في وسائل الإعلام من جدل حول هذه القضية، وإن كان يعتبرها ”خطيرة”، و لا يمكن لها أن تخدم ”المبادئ السامية التي عرفت بها الرياضة عموما و كرة القدم على الخصوص في فرنسا”.ودعت شونطال جوانو، وزيرة الرياضة إلى فتح تحقيق في هذه القضية بموازاة مع تحقيق ثان من داخل الاتحاد الفرنسي، بعد أن تم تجميد عضوية المدير التقني في وقت سابق.بلان في قلب العاصفةيوجد لورون بلان، مدرب المنتخب الفرنسي، في قلب هذه العاصفة الإعلامية التي قد تغير مجموعة من الأشياء في الاتحاد الفرنسي، رغم رفض جميع الاتهامات التي وجهت إليه بخصوص هذا الموضوع، كما أن بعض زملائه في منتخب 98، وعلى رأسهم ليليون تورام، طالبوه بالتنحي عن منصبه.وأعطت التشكيلة الخالدة التي حققت بها فرنسا مونديال 1998، روحا ونفسا حقيقيا لشعار ”بلاك ابلون بور”، الذي يعني تعددا في النسيج المجتمعي الفرنسي، هو سر غنى وثروة فرنسا بشريا.المغاربيون أكبر متضررالسؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هو هل لم يعد هذا الشعار يطرب فئة معينة من المسيرين، لأنها تخشى أن ”يسرق” منها اللاعبون الذين سهرت على تكوينهم؟ وهو تبرير يرفضه العديد من المتتبعين. ”لا يمكن أن نحرم صغارا من ولوج مدارس تدريب كرة القدم...”، يقول مختص في اللعبة، فقط لأننا نتخوف من أن يختاروا في المستقبل اللعب لمنتخبات البلدان التي يتحدرون منها، والطفل أو المراهق، يعشق الكرة لعبة، قبل أن يفكر في اللعب لهذا المنتخب أو ذاك”.وإلى ذلك، سيكون أول متضرر من هذه السياسة اللاعبون الصغار من أصول مغاربية.و للإشارة، فإن الأسماء التي تتحدر من أصول مغاربية، ولمعت في سماء الكرة الفرنسية كثيرة، لا حصر لها، وهناك من اختار الدفاع عن الألوان الفرنسية وأحبته الجماهير الفرنسية، من قبيل زين الدين زيدان، وكريم بنزيمة، واللائحة طويلة، وهناك من فضل اللعب لمنتخب بلده الأصلي كيوسف حجي و مروان الشماخ و يوسف العربي وغيرهم. بوعلام غبشي (باريس)

ورطة “الكوطا” تخيم على فرنسا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"فيفا" والأنتربول يتفقان ضد الرشوة

مرزاق: جامعة الكرة أضعف من سابقتها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات