عين الذئاب… اصطياف وسمر

جماعة البيضاء تكري استغلال 6 مقاه وفضاءين للألعاب بـ 160 مليونا لثلاثة أشهر يتمنى البيضاويون لو كان فصل الصيف هو الفصل الوحيد في السنة ليتمكنوا من الترويح على أنفسهم ومن إيجاد أماكن ومرافق لقضاء وقت فراغهم. وتكثر الأنشطة الترفيهية، خلال موسم الحر، خاصة على طول الشريط الساحلي لعين الذياب، حيث أن الحركة تستمر إلى الساعات الأولى من الصباح. ويساهم الارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة، خلال هذا الفصل، في نزوح العائلات البيضاوية إلى الشريط الساحلي بحثا عن أجواء ألطف، وفضاءات لأطفالها للعب والتسلية. ويوفر عين الذياب ملجأ لأسر بمختلف أطيافها وفئاتها، إذ هناك مجالات ونواد يتطلب الولوج إليها إمكانيات مالية لا يمكن أن تتوفر للجميع، بالمحاذاة مع ذلك هناك فضاءات أخرى متاحة لذوي الدخل المتوسط و المحدود. إنجاز: عبد الواحد كنفاوي - تصوير: (عبد اللطيف مفيق) يعرف كورنيش عين الذياب تنظيم سهرات موسيقية وأنشطة ترفيهية تستمر من المساء إلى الساعات الأولى من الصباح. وتعرف المنطقة إقبالا ملحوظا، إذ تلجأ العديد من الأسر إليها من أجل الترفيه والبحث عن متنفس، سيما في فصل الصيف. ويعلن مجلس المدينة كل سنة عن طلبات عروض للراغبين في استغلال الفضاءات الموجودة على طول الشريط الساحلي، وتتقدم مجموعة من الشركات بعروض مالية للاستفادة من حق الاستغلال. ويهم طلب العروض خمسة مقاه وفضاءين ترفيهيين للألعاب الأطفال، إضافة إلى الشاطئ. وتمكنت إحدى الشركات، على غرار السنوات الأخرى، من الفوز بالصفقة بعد أن عرضت مقابلا ماليا لاستغلال الشريط الساحلي يعادل مليونا و600 ألف درهم، علما أنه كان يتراوح في السابق بين 600 ألف درهم ومليون و600 ألف. وأفادت مصادر مطلعة لـ"الصباح"، خلال جولة بعين الذئاب، أن الإقبال المتزايد والتجهيزات التي أدخلت على الفضاءات المعنية بطلبات العروض جعلت العديد من الأسر تقصد الشاطئ سواء من أجل الاستجمام والسباحة بالنهار أو الاستمتاع بنسيم البحر في المساء والليل. تستقبل المقاهي الخمس الموجودة على الشريط الساحلي فئات مختلفة من الزبائن، أسرا وعائلات ومغاربة مقيمين بالخارج يترددون على هذه المقاهي. شعور بالارتياح عبر عنه جل الذين التقتهم «الصباح" مساء عطلة نهاية الأسبوع، على غرار إبراهيم، رجل في الخمسينات مقيم بالديار البلجيكية، الذي اعتبر أن شاطئ عين الذياب عرف تطورا ملحوظا وأصبح يمثل متنفسا حقيقيا للبيضاويين، مضيفا أنه اعتاد أن يزور هذه الفضاءات، خلال زيارته للمغرب في فصل الصيف. كان يجلس في إحدى الطاولات المنصوبة التي تطل على الشاطئ رفقة زوجته وأولاده وصهريه ويتبادلون أطراف الحديث وتتعالى ضحكاتهم بين الفينة والأخرى. بجانبهم مجموعة من الشباب والشابات الذين طلبوا من صاحب المقهى أن يرتب لهم الطاولات ليتمكنوا من الجلوس مجتمعين، كل واحد منهم يمسك بهاتفه الذكي ويتقاسم مع زملائه آخر الفيديوهات التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. في زاوية أخرى تتأمل امرأة مسنة في أمواج البحر وهي ترتطم على صخور سيدي عبد الرحمان، وكأنها تمرر أمام عينيها، من خلال هدير الأمواج، مسار حياتها بعد أن بلغت من الكبر عتيا وإلى جانبها ابنها وأحفادها يلعبون في فضاء المقهى. يصر صاحب المقهى، حسب ما أخبر به أحد ندل المقهى، ألا تكون الأسعار منفرة وذلك لضمان وفاء الزبناء، مضيفا أنها تظل مقبولة، إذ أن سعر فنجان قهوة لا يتجاوز 12 درهما، علما أنه يقدمه مصحوبا بقنينة ماء معدني من الحجم الصغير، ويتراوح سعر العصير بين 10 دراهم و25 درهما حسب نوعيته، ولا يتجاوز سعر السندويش والسلاطة 30 درهما. فهناك من يفضل اللجوء إلى هذه المقاهي والفضاءات نظرا لأنها توفر الحد الأدنى، على الأقل، من المتطلبات، إذ تتيح الاستمتاع بالبحر ليلا مع توفير مختلف المأكولات والمشروبات بالنسبة إلى الذين يرغبون في السهر إلى الساعات الأولى من الصباح. من جانب آخر، فإن العديد من الشباب الباحثين عن العمل يجدون في هذه الفضاءات فرصا للشغل، إذ أن الشركة الفائزة بطلب العروض تعمد إلى تقسيم الشاطئ، الذي يمتد من إقامة سجلماسة إلى غاية سيدي عبد الرحمان على مسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات، إلى قطع تفوضها إلى شباب من أجل استغلالها بمقابل، من خلال تهيئتها بشمسيات وكراس وطاولات يتم كراؤها للمترددين على شاطئ عين الذياب. وأفاد أحد الشباب المستفيدين أن هناك حوالي 38 منطقة يتكفل بكل واحدة منها ما بين 7 و9 أشخاص، ما يتيح فرص عمل لأزيد من 30 شخصا، إضافة إلى العاملين بالمقاهي وفضاءات الألعاب. ويلعب هؤلاء الشباب دورا في تنظيم الشاطئ، خاصة أن الشركة فرضت عليهم توحيد ألوان الشمسيات وضمان أمن المصطافين. وأكد سعيد، من سكان سيدي مومن، الذي كان مصحوبا بزوجته وبنتيه، أن الشاطئ أصبح أكثر تنظيما، لكنه لم يخف تحفظه على كراء الشمسيات الذي يتطلب دفع 30 درهما مقابل الاستفادة منها، واعتبر أن هذا المبلغ مرتفع، خاصة بالنسبة إلى ذوي الدخل المحدود. بالمقابل يرى سمير، شاب في الثلاثينات من عمره صحبة رفيقته، أن السعر مناسب، مضيفا أنه يمكن اصطحاب شمسية إلى الشاطئ وأداء 10 دراهم، إذا كان الشخص لا يتمكن من توفير المبلغ. أسعار بغض النظر عن مستوى الأسعار، فإنه من الصعب إيجاد مكان أو شمسية فارغة بالنسبة إلى الذين لا يأتون إلى الشاطئ إلا في الفترة الزوالية، إذ تكون كل الأماكن محجوزة . ويقدر الشباب الذين يدبرون الشاطئ عدد الوافدين على عين ذياب بحوالي 80 ألف مصطاف، في حين يمكن أن يرتفع العدد 200 ألف زائر في عطلة نهاية الأسبوع. لكن الرواج الذي يعرفه شاطئ عين الذياب مرتبط بفصل الصيف فقط، إذ أن طلب العروض لاستغلال هذه المرافق يهم الفترة الممتدة ما بين فاتح يونيو و 30 شتنبر، أي ثلاثة أشهر في السنة. ويرغب البيضاويون أن يشمل عقد التفويت باقي فصول السنة، ما سيشجع الشركات التي ستفوز بالصفقة على تخصيص استثمارات هامة من أجل توفير تجهيزات دائمة بهذه المرافق.

عين الذئاب… اصطياف وسمر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البيضاويون يبكون ضحايا فاجعة سباتة

بائع متجول يطعن قائدا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات