العسكر الفرنسي يخطط لضربة طائرة ضد زعماء الجزائر

حسم أحمد بن بلة، منذ بداية الستينات، في رواية اختطاف طائرة كانت تقله من المغرب، في 22 أكتوبر 1956، بمعية ثلاثة زعماء للثورة الجزائرية (محمد بوضياف والحسين آيت أحمد ومحمد خيضر) ومعهم صحافي اسمه مصطفى الأشرف، المكلف بالإعلام في الجبهـــــــــــــــة. هذا الحادث، الذي اعتبر أول حادثة اختطاف طائرة في التاريخ، أسيل حوله مداد حقد كثير ضد المغرب ووظفها أعداؤه بخبث بالغ لعدة سنوات، وحيكت أساطير حول ضلوع ولي العهد آنذاك مولاي الحسن بالتآمر مع المخابرات العسكرية الفرنسية لاعتراض الطائرة جوا، وإجبارها على النزول في الجزائر لأسر الموجودين بداخلها،في وقت كانت الثورة الجزائرية في أوجها ووجهت ضربات مؤلمة للاحتلال الفرنسي.في مذكراته التي رواها للكاتب والصحافي الفرنسي روبير ميلر وترجمها المفكر التونسي المثير للجدل العفيف الأخضر، يعرض أول رئيس للجمهورية الجزائرية شهادته على الحادث، مؤكدا أن زعماء الثورة الجزائرية دخلوا في مفاوضات، قبل عام من اختطاف الطائرة، مع حكومة الرئيس الفرنسي «غي موليه» لمحاولة وضع نهاية للحرب باتفاق متفاوض عليه، وأجرى الطرفان خمسة من هذه الاتصالات، واحدا بالقاهرة واثنين في بلغراد واثنين في روما.في آخر موعد في روما، استغرق جزء من شتنبر 1956، لم يكن المفاوض الفرنسي المكلف (كومين)، عضوا في الحكومة الفرنسية، لكنه كان سكرتيرا مساعدا للحزب الاشتراكي الفرنسي، وكان قريبا جدا من الرئيس الفرنسي وتسلم منه كل التفويضات الضرورية للتفاوض مع زعماء جبهة التحرير.في نهاية الشهر نفسه، وصل الطرفان إلى اتفاق، وقرر كل واحد العودة إلى بلده لتوقيعه بصورة نهائية، وبعد ذلك يعود الجميع إلى روما لإتمام المفاوضات بصورة فعلية وعلنية.يحكي بن بلة « العودة إلى البلد كانت تعني حصول اثنين من قيادات الثورة على إذن بالدخول إلى الجزائر لإطلاع أعضاء الجبهة الآخرين على سير المفاوضات والشروط، لكن حكومة غير موليه لم تكن متأكدة من انصياع عسكرييها إلى أوامرها في هذا الموضوع، واستجابة لإلحاحنا، وعدتنا بإعطاء جوازات المرور».ويضيف بمرارة «كنا نفكر بأننا على أبواب السلام، عندما دبر لاكوست والعسكريون بدون علم الرئيس غي موليه هذا العمل اللصوصي العالمي الذي دعوه ضربة طائرة».«إن تسلسل الأسباب التافهة، ظاهريا، التي تفسر وجودنا في هذه الطائرة في 22 أكتوبر 1956 جدير بأن يرسم ثانيا»، يقول بن بلة الذي أضاف «إثر محادثات روما مع رسول الحكومة الفرنسية، تم الاتفاق على أن نعقد في تونس العاصمة اجتماعا تشارك فيه دول أفريقيا الشمالية الثلاث. وبدافع الرغبة في إخبار المغرب وتونس اللذين ساندا جهود الثورة الجزائرية بشروط السلام المعروضة على المفاوضين.في اجتماع تمهيدي بمدريد، قال بن بلة إن رسولا من ولي العهد مولاي الحسن اتصل بالقيادات الجزائرية وأخبرها أن السلطان محمد الخامس يرغب في رؤيتهم في الرباط «في ما يخصني على الأقل، لم يسرني مشروع السفر إلى المغرب، لاعتبارات منها أن البلد رغم استقلاله مازال تحت احتلال الفرق الفرنسية واليد الحمراء التي شهرت بنفسها فيما بعد بقيامها باغتيالات شهيرة، برهنت على نشاطها القوي، ورغم ذلك، كنا نشعر باحترام للسلطان محمد الخامس أقوى من أن يجعلنا نتملص من دعوته». يوسف الساكت

العسكر الفرنسي يخطط لضربة طائرة ضد زعماء الجزائر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البنزرتي يحذر مدافعه من الرجاء

فتح الله المغاري: "الله يكمل رجاك" ولدت على ضوء شمعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات