بحت حناجر عاملات نظافة بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بتاونات، لأجل صرف رواتبهن الهزيلة من قبل شركة مختصة اختفى صاحبها عن الأنظار، متملصا من مسؤوليته دون مراعاة ظروفهن الاجتماعية وحاجتهن الملحة إلى تلك الدريهمات التي لا تغني ولا تسمن من جوع أمام ما يقمن به من أشغال متعبة وشاقة.منذ عدة أسابيع طرقن كل الأبواب الموصدة وجربن كل أشكال الغضب والاحتجاج للفت انتباه مسؤولي النيابة وعمالة الإقليم، إلى عدالة مطلبهن بعدما ضقن ذرعا من طول مدة انتظار صرف أجرة عدة أشهر، قبل أن يقررن الاعتصام منذ بداية رمضان أمام مقر المديرية، ونقل احتجاجهن قبالة مقر العمالة. كان كل أملهن إبلاغ صوتهن المبحوح إلى المسؤول الأول بالإقليم، بعدما مللن الوعود الكاذبة. لكن عوض محاورتهن، اختيرت لغة "العصا" بديلا ذاقت منها أجسادهن المنهكة، الكثير، راسمة لوحات لم يبدعها رسام، أوجعت قلوبهن الدامية قبل أمعائهن الفارغة المتوجعة من جوع مفروض عليهن بإرادة المشغل.أنينهن منذ تعنيفهن الأربعاء الماضي من قبل قوات الأمن، يوجع أفئدة بعض ممن ما زالت في قلوبهم ذرات رحمة، في انتظار أن يرأف مسؤولو الإقليم إلى حالهن الذي لا يحسدن عليه، ويجبروا المشغل على أداء رواتبهن، لأنه الأولى بالعقاب عوضهن، لامتصاصه دماءهن وأكله "عرقهن" الذي لم ينشف بعد. ورغم التعنيف لم ينفد صبر العاملات اللائي يخضن اعتصاما مفتوحا إلى حين الاستجابة لمطالبهن العادلة والمشروعة، مصرات على مواصلة احتجاجهن بعد استنفاد كل سبل التظلم للمطالبة بالإفراج عن كل مستحقاتهن المالية لما يقرب السنة، والزيادة في الأجور واحترام مضامين قانون الشغل. وفي انتظار ذلك وتغليب مسؤولي إقليم تاونات لغة الحوار الجاد على "الزرواطة"، تحشد فعاليات مدنية وحقوقية الدعم لعدالة قضيتهن لأجل صرف راتبهن الهزيل الذي لا يتجاوز 700 درهم شهريا، بعدما تأخر طيلة نحو 8 أشهر، ووقف كل أشكال ضرب حقوقهن و"مرمدة" كرامتهن في الوحل والحضيض.وطالب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بغفساي، المسؤولين بالتدخل العاجل لتمكين عاملات النظافة بقطاع التعليم، من مستحقاتهن مستغربا صمتهم حيال تماطل المشغل في أداء ما بذمته، وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في قدرة الشركة المشغلة على احترام دفتر التحملات وتقيدها به وباحترام قانون الشغل.وراسلت الجمعية الحقوقية، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بفاس ومديرية وزارة التربية الوطنية بتاونات، في شأن ما تعرضن إليه من استغلال مفرط ومعاناتهن المادية والاجتماعية لعدم وفاء الشركة بصرف مستحقاتهن المادية البسيطة، دون جدوى، في انتظار أن تلين قلوب مسؤولي القطاع لحالهن.حميد الأبيض (فاس)