موسم الشغب و”الويكلو”

قرارات منع "الإلترات" لم تحقن دماء الجماهير أضرت أعمال الشغب بالبطولة الوطنية هذا الموسم، بسبب تراكمها وارتفاع حدتها في عدة مدن مغربية ، أججت الصراع وجعلته موسما داميا بامتياز.ورغم الإجراءات التي اتخذتها وزارة الشباب والرياضة والأندية والجامعة الملكية لكرة القدم، ثم رجال الأمن، فإن ذلك لم يردع المشاغبين، عن اقتراف أبشع مظاهر الشغب طيلة هذا الموسم، في خريبكة والدار البيضاء وتطوان وطنجة وفاس والرباط وغيرها من المدن.ومع تكاثر الفصائل المشجعة للأندية الوطنية، كان لزاما على سلطات المدن والأمن والجامعة، ضبط تحركاتها منذ بداية الموسم الحالي، غير أن ذلك لم يكف، بل وأسفر عن أحداث شغب دامية، سقطت فيها أرواح عديدة، لتضطر وزارة الداخلية إلى التدخل من أجل منع «الإلترات»، بعد اتهامها بالتسبب في الفوضى والشغب أثناء وبعد المباريات.وكانت أحداث السبت الأسود بالدار البيضاء، بين جماهير الرجاء الرياضي، النقطة التي أفاضت الكأس، والتي منعت خلالها «الإلترات» من مزاولة أنشطتها داخل الملاعب وخارجها، بعد وفاة شخصين وإصابة العشرات في مدرجات ملعب محمد الخامس.ولم تكن أحداث الشغب قبل ذلك أقل ضررا وفظاعة في بعض المدن المغربية، إذ اندلعت أحداث شغب دامية بين رجال الأمن وجماهير الوداد الرياضي في الملعب ذاته، في الديربي الذي جمع الفريق الأحمر بالرجاء الرياضي وسط الموسم الرياضي.وتابع العالم صورا مخجلة لجماهير تعتدي على الأمن وعلى تجهيزات الملعب، وأسفرت الأحداث عن إصابات عديدة واعتقالات بالعشرات.وتابع الشغب نخر كرة القدم الوطنية، حين حوصرت جماهير الوداد بجمعة اسحيم أخيرا من قبل مجهولين، بعدما كانت عائدة من آسفي، إذ لولا الألطاف الإلاهية، لكانت الحصيلة أثقل، علما أن أشرطة الفيديو أظهرت استعمال بعض «المجانين» أسلحة بيضاء وعصي وحجارة، خربت إثرها سيارات واجتيحت منازل وأماكن عمومية.وأتت كل هذه الأحداث، بعد اجتماع طارئ جمع وزارة الداخلية والجامعة الملكية لكرة القدم ووزارة العدل ووزارة الشباب والرياضة، أوصى فيه المجتمعون بتوصيات اعتبرت غير رادعة وعادية، أهم ما جاء فيها منع التنقلات الجماعية ومنع «الإلترات» من ممارسة مهامها، ثم تشديد العقوبات الحبسية على مرتكبي أحداث الشغب والمخربين.ولم تخل مدن أخرى هي الأخرى من فوضى وأحداث شغب، استهدف فيها حكام ولاعبون وممتلكات عامة ورجال أمن، كما حدث في ديربي الشمال بين المغرب التطواني واتحاد طنجة بملعبه، ثم في مباراة الجيش الملكي والوداد الرياضي بالرباط.وأمام هذا الوضع الخطير، لم يكن أمام الجامعة الملكية من سبيل سوى معاقبة الأندية، بإجراء مبارياتها من دون جمهور، إذ عرفت جل المباريات في إياب البطولة مدرجات فارغة، في صورة اعتبرت قاسية في حق كرة القدم الوطنية.واعتبر الموسم الرياضي المنتهي موسم «الويكلو»، الذي عذب مالية أغلب الفرق، التي كانت تعول على مداخيل الجماهير لإنعاش خزائنها، غير أن الرياح تجري فيما لا تشتهيه السفن.ورغم نهاية الموسم الرياضي، فإن «حربا» جديدة اندلعت بين «الإلترات» والسلطات في عدة مدن، بعدما اجتمعت عدد من الفصائل المغربية لتوحيد الرؤى ومواجهة قرار المنع كتلة واحدة.وتتحدى «الإلترات» الممنوعة السلطات، معلنة أنها لن تستسلم للحملة التي تستهدفها، وللاتهامات التي وجهت إليها بإثارة الشغب، إذ حسب أغلبها، أن مثيري الشغب قاصرون وبعض المجرمين الذين يستغلون الملاعب الوطنية للقيام بأفعالهم، وغير محسوبين عن الفصائل.وسجلت بعض «الإلترات» عودتها في بعض الملاعب الرياضية نهاية الموسم الحالي، فيما وعدت أخرى بعودة قوية وجديدة ابتداء من الموسم المقبل، فيما لزم البعض الآخر الصمت.العقيد درغام

موسم الشغب و”الويكلو”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوداد...تراجع البطل

التحكيم... مد وجزر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات